وفي دراسة جديدة نُشرت في مجلة Science Bulletin، فحص العلماء الصور التي التقطتها الكاميرا البانورامية على متن العربة الجوالة ووجدوا العديد من الكريات الزجاجية يبلغ قطرها أقل من 1 مم.
وقال الدكتور تشيونغ شياو، رئيس الدراسة من جامعة صن يات صن في الصين، في بيان: "الكريات ببساطة تثير عقولنا، لأنها فريدة من نوعها على سطح القمر".
وبينما وجد العلماء، بما في ذلك رواد مهمة أبولو، معادن على القمر مثل التكتيت والميكروتيكتيت المتكونة من اصطدام الكويكبات والنيازك والصخور الفضائية الأخرى وقيموها، قالوا إن هذه المعادن غالبا "مظلمة ومعتمة وغنية بالصخور".
لكن الكريات المكتشفة حديثا تبدو شفافة وشبه رخامية، وهو ما لم يتوقعه فريق المهمة في منطقة هبوط المركبة الجوالة Yutu-2 التابعة للبعثة الصينية Chang'e 4.
وقال العلماء إن اثنين على الأقل من هذه الكريات تم تأكيدهما مبدئيا على طول مسار Yutu-2 الأقل من 700 متر (2300 قدم) خلال أول 12 يوما قمريا، وهناك حالتان محتملتان تنتظران التأكيد بسبب دقة الصورة غير الكافية.
وحاول العلماء بعد ذلك العثور على أصل هذه الكريات بناء على لونها وتشكلها وهندستها وأعمار التعرض المحتملة من خلال الإشارة إلى معدلات التبريد الحرجة للتبلور لأنواع مختلفة من الصخور القمرية المعروفة.
ويقولون إن الكريات "متسقة جيدا" مع التكوين الناتج عن الصدمات، ما يشير إلى أن الزجاج يتكون من مواد أساسية فقيرة من الحديد.
وقال الدكتور شياو: "يشير وجودها على القمر إلى أن الأحداث المؤثرة على الأجسام الكوكبية الأخرى يمكن أن تشكل أيضا زجاجات تصادم تشبه التكتيت. إن مثل هذه الكريات الزجاجية يجب أن يتم إنتاجها بشكل شائع عن طريق أحواض الصدمات القديمة على القمر، لذا فإن تكويناتها وأعمارها ستكون ذات قيمة عالية لفهم تاريخ الاصطدام المبكر".
ونظرا لأن هذه المعادن يمكن أن تكون شائعة جدا على سطح القمر، ويقول العلماء إنها يمكن أن تكون موارد واعدة وواسعة النطاق لإنتاج الزجاج في الموقع عندما يتم بناء قواعد بشرية على القمر في المستقبل.
ومع ذلك، أشار العلماء إلى أنه لا يزال من غير المعروف مدى التشابه بين الكيمياء وأصل هذه الكريات الزجاجية مع المعادن المماثلة على الأرض.
وأضاف الدكتور شياو: "من المؤسف بعض الشيء أنه عندما وجدنا هذه الزجاجات لأول مرة، كانت العربة الجوالة تجاوزت المنطقة، ولم يتم الحصول على أي بيانات تركيبية، لكن مثل هذه الكريات قد تكون شائعة جدا على الجانب البعيد من القمر".
المصدر: إندبندنت