وساعد هذا الاكتشاف الفلكيين في تدقيق المسافة التي تفصلنا عن تلك المجرة وقياس سرعة نشوء النجوم.
وقال الفلكيون في مقال نشروه في مجلة Nature Astronomy إن انبعاث أشعة غاما الذي حدث بعد الانفجار الكبير بـ525 مليون عام اعتبر سابقا أقدم انبعاث لأشعة غاما في تاريخ الكون. لكن الاكتشاف المذكور أثبت أن هناك انبعاثات غاما أقدم منه بـ100 مليون عام. ويعني ذلك ان نجوم الجيل الثاني التي تسببت في انبعاثات غاما كانت قد تشكلت بعد الانفجار الكبير بـ425 مليون عام.
يذكر أن نجوما أولى في الكون تنتمي إلى ما يسمى بالجيل الثالث لم تكن تشبه الشمس وغيرها من النجوم المعاصرة لها، إذ أن نواها لم تتضمن إلا الهيدروجين والهيليوم. لذلك كانت أبعادها غير محدودة وزادت كتلتها بمقدار مئات المرات عن كتلة الشمس.
واحترقت تلك النجوم بسرعة كبيرة نسبيا، أي بعد مرور عشرات الملايين من السنين، فانفجرت بعد انتهاء احتياطيات الهيدروجين فيها وتحولت إلى نجوم السوبرنوفا غير المستقرة.
وتسببت تلك الانفجارات النووية الحرارية الشديدة في انتشار الهيليوم وعناصر كيميائية أخرى أكبر منه وزنا في الكون حيث بدأت تتشكل مجرات جديدة ونجوم تشبه الشمس تنتمي إلى الجيلين الثاني والأول.
ورصد فريق من العلماء برئاسة عالم الفيزياء الفلكية في جامعة لاس فيغاس الأمريكية، جان بينغ، أقدم مجرة معروفة في الكون تسمى بـ GN-z11 وتقع في كوكبة الدب الأكبر. وحسب العلماء فإن تلك المجرة نرصدها في الوقت الراهن بحالة عاشتها بعد مرور نحو 400 مليون عام من الانفجار الكبير.
ولاحظ، جان بينغ، وزملاؤه في أبريل عام 2017 أن سطوع المجرة ازداد إلى حد بعيد خلال 20 ثانية في قسم الموجات تحت الحمراء لطيفها. وتوصل الفلكيون إلى استنتاج مفاده أن تلك الظاهرة الفضائية تشبه انبعاثا قويا لأشعة غاما. ويمكن مقارنة كمية الطاقة التي يسببها الانبعاث بالطاقة التي تولدها أضخم نجوم السوبرنوفا.
وافترض الفلكيون أن نجم "وولف – راي "العملاق الأزرق ولد تلك الطاقة الشديدة في آخر لحظات عمره، ثم اكتشف العلماء عددا كبيرا من النجوم الشبيهة له في قسم الموجات فوق البنفسجية بطيف المجرة.
ويأمل العلماء بأن يسمح لهم رصد مجرة GN-z11 القديمة بمعرفة كثرة حدوث انبعاثات غاما في الكون الفتي وتقييم سرعة نمو المجرات في مراحل مبكرة من عمره
المصدر: تاس