على طاولة قمة طهران التي جمعت الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين والإيراني، حسن روحاني والتركي، رجب طيب أردوغان، كان ملف إدلب السورية هو الأبرز والأعقد، علما أن الجيش السوري يحشد لشن هجوم ضد المسلحين في المنطقة.
هي القمة الثالثة بعد قمتي سوتشي في نوفمبر 2017 وأنقرة في أبريل 2018، بين القادة والمخصصة لبحث الأوضاع في سوريا.. وأكد الرئيس الروسي خلال القمة على أولوية القضاء النهائي على الإرهاب في سوريا، وشدد على حق الحكومة السورية بالسيطرة على كافة أراضي البلاد.
وقال الرئيس الروسي: "المجموعات المتبقية للمتطرفين متمركزة في الوقت الراهن في منطقة خفض التصعيد بإدلب، ويقوم الإرهابيون بمحاولات تعطيل نظام وقف إطلاق النار، وينفذون ويعدون أنواعا مختلفة من الاستفزازات منها استخدام الأسلحة الكيميائية.. تطرقنا إلى الأوضاع في منطقة خفض التصعيد بإدلب، واتفقنا على البحث عن سبل التسوية فيها بالتوافق مع المبادئ وروح التعاون التي تتميز بها عملية أستانا".
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان وخلال المحادثات الثلاثية، أكد على ضرورة إعلان هدنة في محافظة إدلب معتبرا أن اتخاذ هذا القرار "من شأنه أن يؤدي إلى هدوء السكان المدنيين في إدلب"، وشدد أردوغان على أن إدلب تمثل مسألة هامة بالنسبة لأمن تركيا.
وحول موضوع فصل الإرهابيين عن المعارضة المعتدلة قال أردوغان أنه يمكن إبعاد الإرهابيين الذين ينتهكون نظام وقف إطلاق النار من إدلب، موضحا: "سنبذل كل الجهود الممكنة للقضاء على جميع المخاطر التي تهدد قاعدة حميميم الروسية وحلب، وفي هذا السياق أعتقد أن بإمكاننا إبعاد تلك العناصر التي تثير قلق أصدقائنا الروس وتمثل تهديدا لحميميم وحلب، إلى مناطق أبعد".
وطرح موقع RT ONLINE سؤالا حول القمة المنعقدة ومدى إمكانية الجماعات المسلحة في إدلب بتسليم سلاحها والابتعاد عن الحل السياسي حسب الطلب التركي، وكانت النتائج كالتالي:
من جهته قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الوجود الأمريكي غير الشرعي في سوريا أدى إلى تدهور الوضع في البلاد، داعيا إلى وقفه بسرعة. وأكد أيضا استعداد بلاده لتقديم مساعدة في عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم وإعادة إعمار البنية التحتية في سوريا، مضيفا أن "المجتمع الدولي يجب أن يدرج عودة اللاجئين وإعادة إعمار سوريا إلى جدول أعماله. والجمهورية الإسلامية الإيرانية جاهزة لتقديم أكبر مساعدة ممكنة في هذا المجال".
وجاء في البيان الختامي للقمة:
- فصل التنظيمات الإرهابية (داعش وجبهة النصرة) وغيرهما من المجموعات والتشكيلات والشخصيات ذات الصلة بالقاعدة أو داعش ومصنفة كتنظيمات إرهابية من قبل مجلس الأمن الدولي عن فصائل المعارضة المسلحة التي انضمت أو ستنضم إلى نظام وقف الأعمال القتالية،وذلك لتجنيب وقوع ضحايا بين السكان المدنيين".
- جددت روسيا وتركيا وإيران إجماعها على أن المفاوضات في إطار العملية السياسية هي الحل الوحيد ولا بديل عنه لإنهاء الأزمة السورية.
- رفض أي محاولات خلق وقائع جديدة على الأرض تحت ذريعة محاربة الإرهاب وخطط التقسيم الهادفة إلى تقويض سيادة سوريا ووحدتها والأمن القومي لدول الجوار.
- التزام الدول الضامنة بمواصلة جهودها من أجل حماية المدنيين وتحسين الوضع الإنساني في سوريا.
- دعوة المجتمع الدولي، خاصة الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية، إلى زيادة حجم مساعداتها الإنسانية إلى سوريا والمساهمة في عملية إزالة الألغام وإعادة إعمار البنية التحتية والحفاظ على التراث التاريخي للبلاد.
المصدر: RT ONLINE + وكالات