كيف تحولت إدلب إلى مركز للإرهاب

تحت العنوان أعلاه، كتب نيقولاي بلوتنيكوف، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول تشكيل متطرفي القاعدة ما يسمى بـ"حكومة الإنقاذ" في إدلب السورية، وسيطرتهم على المحافظة.
وجاء في مقال بلوتنيكوف، مدير مركز المعلومات العلمية التحليلية التابع لأكاديمية العلوم الروسية: في محافظة إدلب السورية، دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في نهاية الأسبوع الماضي، بين جبهة النصرة والقوات التابعة لتركيا من المعارضة المسلحة السورية، المنضوية في (الجبهة الوطنية للتحرير).
تكرر تغيير اسم جبهة النصرة، لكنها في الجوهر لم تتغير. فقد كانت ولا تزال فرعًا للقاعدة في سوريا.
في اللحظة الراهنة، تمكنت النصرة، بعد القضاء على حلفائها السابقين، من السيطرة على جزء كبير من محافظة إدلب. قام المتطرفون في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم في محافظة إدلب بإنشاء "حكومة الإنقاذ"، التي تتكون من تسع وزارات ستتولى مهام إدارية ومدنية وقضائية.
في الواقع، أصبح عدة ملايين من البشر رهائن لمتطرفي القاعدة، الذين حولوا إدلب إلى مركز إرهابي جديد، شبيه بالمركز الذي تم إنشاؤه في حينه في الرقة، عاصمة الخلافة الإسلامية.
نشاط تنظيم القاعدة في إدلب لا يتوافق مع تصريحات الرئيس الأمريكي حول حسم المعركة مع الإسلاميين في سوريا. السلطات الأمريكية على استعداد لدفع 10 مليون دولار لقاء معلومات عن قائد النصرة، أبو محمد الجولاني. في 9 يناير، ظهرت صورة على شبكات التواصل الاجتماعي يقف فيها بحرية في إدلب في وضح النهار. إذا تبين أن الصورة حقيقية، وليست مزيفة، فيمكننا القول إن قيادة "النصرة" تشعر بالفعل بالثقة في هذه المنطقة السورية.
ولا تجلي الغموض تصريحات العسكريين الأتراك، وكيف سيفون بالتزاماتهم حيال منطقة خفض التصعيد في إدلب. من الواضح أن تركيا، التي توفر بالفعل اللجوء إلى 3.6 مليون لاجئ سوري، تسعى لتجنب جولة جديدة من العنف يمكن أن تؤدي إلى موجة جديدة من النزوح.
من عدة أيام، جرت محادثة هاتفية بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظيره التركي خلوصي أكار، نوقش خلالها الوضع في إدلب. ووفقاً لكثير من الخبراء الأجانب، يمكن لواقع تعزيز القاعدة في إدلب إجبار موسكو وأنقرة على البحث عن حلول غير قياسية للمشكلة. معظمهم مقتنع بأن القرار النهائي سيكون لروسيا، التي تلعب الدور الحاسم في حل الأزمة السورية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب