الولايات المتحدة تطلق النار على حلفائها

"فرصة واحدة لإطلاق النار"، عنوان مقال ألكسندر فرولوف، في "إزفستيا"، حول بقاء مشروع "السيل الشمالي- 2" معلقا، والضغط الأمريكي لتعطيله.

وجاء في المقال: بعد أسبوعين من إعلان الولايات المتحدة عن نيتها توسيع العقوبات لتشمل "السيل الشمالي-2"، أعلنت شركة Uniper، إحدى الشركات المشاركة في المشروع، أنها ستنسحب منه إذا شملتها العقوبات.

"السيل الشمالي-2"، فائق الأهمية بالنسبة لقطاع الطاقة الأوروبي، وللمشاركين فيه. فألمانيا، مثلا، تدعم بثبات هذا المشروع، بصرف النظر عن أي خطاب معاد لروسيا وأي عقوبات من تلك التي فرضت على روسيا في السنوات الأربع الأخيرة، بما في ذلك بمشاركة ألمانيا نفسها.

السبب الرئيس الذي يدفع الشركات والدول الأوروبية إلى المشاركة في إنجاز "السيل الشمالي-2"، هو ممر الغاز الأوكراني. فهذا الأنبوب يحتاج إلى صيانة كاملة وتحديث، وليس هناك أموال للقيام بذلك. فإذا ما تعطل الأنبوب بسبب قدمه، يمكن أن يبقى ملايين المستهلكين بلا غاز.

بناء خط أنابيب بديل، مسألة أمن طاقة بالنسبة للاتحاد الأوروبي. والشركات الأوروبية، من خلال فهمها لهذه الحقيقة البسيطة، تحاول طوال هذه السنوات الالتفاف على القيود المفروضة على بناء "السيل الشمالي-2".

بالنسبة للولايات المتحدة نفسها، فرض عقوبات مدمرة على شركات الطاقة الكبيرة من الاتحاد الأوروبي، يشكل مخاطرة كبرى. لأن ذلك يعني عمليا إعلان حرب تجارية ويدفع الاتحاد الأوروبي إلى علاقات اقتصادية وسياسية أوثق مع الصين. يمكن أن تطلق النار على حليفك مرة واحدة، لأنه في المرة الثانية لن يكون حليفك.

في الولايات المتحدة، على الأرجح يدركون ذلك... وإذا ما غامرت أمريكا، على الرغم من ذلك، بإطلاق النار على حلفائها، فإن "السيل الشمالي-2" سوف يبنى حتى من دون دعم مالي من Uniper وغيرها. يمكن تشديد العقوبات إلى ما لانهاية، ومع ذلك فلا أحد يستطيع منع الأوروبيين من شراء الغاز الروسي، ومنع ألمانيا من الكسب من عبور الغاز أراضيها.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب