وجاء في المقال: أكثر من مدهشة طريقة تواصل دونالد ترامب مع إيمانويل ماكرون.. خلال زيارة الرئيس الفرنسي لواشنطن، شاهد المراقبون عرضًا سياسيًا حقيقيًا، يصعب تسميته سوى بسخرية ترامب من نظيره الفرنسي الشاب. "دبلوماسية اللمس" هذه لا تخص فقط الرئيس الأمريكي.
ظهر ماكرون في السياسة الكبيرة من العدم (أوصل المصرفي السابق أشخاص ذوو نفوذ، وقبل أربع سنوات لم يكن معروفًا لأحد في فرنسا) وهو بسبب من ذلك يبدو متوترا جدًا. وبالنسبة لكثير من السياسيين الآخرين السلوك الغريب والإيماءات غير الناجحة تكاد تكون أسلوبا أصليا.
فعلى سبيل المثال، جان كلود يونكر، رئيس الحكومة الأوروبية، يحب أن يلامس وجوه رؤساء الوزراء الأوروبيين، بل ويقبّلهم، على سبيل المثال، من صلعتهم. هو لا يفعل ذلك، بالطبع، في كل قمة من قمم دول الاتحاد الأوروبي، إنما عندما يكون "مخموراً قليلاً". ولكن، في حين يغُفِرون لابن لوكسمبورغ قُبلاته المخمورة، فإن الساسة الأمريكان لديهم طريقة للتربيت على ظهور الجميع، وأحيانا بانحراف نحو الجانب.
وهكذا، تلقّى باراك أوباما، الذي كان يحب هذه الحركة الصداقية، إنما والتي تعبر عن الرعاية، تلقى "ردا" غير سار للغاية أكثر من مرة.
الرد الأكثر شهرة تلقاه أوباما في مارس 2016، خلال زيارته إلى هافانا. فبعد الحديث إلى جنب مع راؤول كاسترو أمام الصحفيين، حاول أوباما التربيت على ظهر نظيره. لكن يد الكوبي البالغ من العمر 84 عامًا اعترضت بشدة يد الأمريكي البالغ من العمر 54 عامًا، وكادت تلويها..
من المفهوم أن يلجأ إلى لغة الإيماءات بعض الجنوبيين، على سبيل المثال، الإيطاليون. في ثقافتهم، التواصل اللمسي جزء لا يتجزأ من المحادثة. ولكن حتى هنا، إذا كنا نتحدث عن شخصيات من الصف الأول، فإن مثل هذه الإيماءات مناسبة إما في محادثة مع جنوبيين مثلهم، أو مع صديق مقرب، على سبيل المثال برلسكوني مع بوتين.
ومع ذلك، في بعض الحالات من الصعب الشك في أن شيئا ما في غير مكانه أثناء عناق الرؤساء الذين لا يعرفون بعضهم جيدا، إذا كانوا صادقين. على سبيل المثال، في نوفمبر من العام الماضي، عندما جاء بشار الأسد للقاء بوتين في موسكو. كان اللقاء الثاني له مع الرئيس بوتين، لكن عندما قرر الرئيس السوري عناق الروسي بعد المصافحة، كان ذلك مؤثراً حقاً، لأنه كان نابعا من القلب وبطريقة رجولية.