بكين تستأنف الاتصالات بواشنطن

أخبار الصحافة

بكين تستأنف الاتصالات بواشنطن
بكين تستأنف الاتصالات بواشنطن
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/ik6n

تناولت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" العلاقات الأمريكية–الصينية؛ مشيرة إلى أن ترامب لن يتمكن من تكرار مكيدة نيكسون.

جاء في مقال الصحيفة:

يجري عضو مجلس الدولة الصيني يان جيه تشي مباحثات في واشنطن، بما في ذلك مع وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون. ويعدُّ عضو مجلس الدولة الصيني هذا أرفع مسؤول صيني يزور الولايات المتحدة بعد تنصيب دونالد ترامب رئيسا للبلاد. وتتلخص مهمة هذا المسؤول في محاولة تحقيق استقامة في العلاقات بين البلدين، بعد الهزة التي تعرضت لها نتيجة الانتقادات الحادة، التي أطلقها ترامب ضد الصين. وبحسب معلومات "سي إن إن"، فإن الموضوع الرئيس في هذه المباحثات سيكون برنامج كوريا الشمالية الصاروخي–النووي. لكن الجانب الصيني يؤكد أن الحديث سيدور عن التجارة والأمن وتنظيم لقاء بين ترامب وشي جين بينغ.

أما بحسب وكالة "شينخوا"، فإن الضيف سيحاول الحصول على ضمانات بأن العلاقات بين البلدين سوف تسير بموجب الاتفاق، الذي تم عقده بين الرئيسين خلال الاتصال الهاتفي بينهما.

حينها، قال الرئيس الصيني لترامب إن المصالح الأساسية للبلدين تتطلب إقامة علاقات وثيقة بينهما. وبغض النظر عن الخلافات القائمة، فإن العلاقات تنمو بنجاح بفضل إدراك الحزبين الديمقراطي والجمهوري أهمية هذه العلاقات.

بكين تستأنف الاتصالات بواشنطنالرئيسان الصيني والأمريكي

ولعل تلميحات دقيقة إلى أمور كبيرة تكمن في هذا التعليق. فخطوات الجمهوري ترامب خلال حملته الانتخابية وبعدها كانت تتعارض وروح البيانات الأمريكية–الصينية الثلاثة، التي وقعت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. وقد رأت بكين أن أهم انتهاك ارتكبه سيد البيت الأبيض الجديد لهذه البلاغات هو شكوكه بأن تايوان جزء من الصين، واتصاله الهاتفي مع رئيسة تايوان.

كما أن هناك غموضا في مجالين آخرين في العلاقات بين البلدين: هل سيزيد ترامب الضرائب على البضائع الصينية؟ وهل سيرسل السفن والطائرات الحربية إلى الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، التي تعدُّها الصين جزءا من أراضيها.

من جانبها، أعلنت قناة "سي إن إن" أن يان جيه تشي يحمل إلى إدارة ترامب ما يلي: حان الوقت للحديث عن كوريا الشمالية.

ويعتقد الباحث في مركز كارنيغي للسياسة العالمية في بكين تونغ تشاو أن "يان سيحاول إقناع حكومة الولايات المتحدة بأن تكون مستعدة للمفاوضات".

وبكين هي الحليف الوحيد لكوريا الشمالية، وقد دعت منذ البداية إلى تسوية دبلوماسية للمشكلة. في حين أعلن ترامب مرات عديدة أن الصين لا تبذل ما فيه الكفاية لتهدئة جارتها. والتوتر يزداد وبيونغ يانغ تطور ترسانتها النووية. وقد منعت الصين استيراد الفحم الكوري الشمالي المصدر الرئيس لحصول كوريا الشمالية على العملة الصعبة. وهذه إشارة تعني أن الصين نفذت ما عليها، وأن الأوان آن لكي تغير الولايات المتحدة موقفها.

وفعلا، ظهرت في وسائل الإعلام معلومات تشير إلى أن واشنطن تود تنظيم لقاءات مباشرة مع الجانب الكوري الشمالي وتستعد لمنح وفدها تأشيرات الدخول. ولكن الذي حدث هو مقتل الأخ غير الشقيق للرئيس الكوري الشمالي في ماليزيا، والذي تتهم بيونغ يانغ بالتخطيط له. لذلك قررت واشنطن إلغاء التأشيرات ورأت أن اللقاء مع الوفد الكوري الشمالي في غير محله.

هذا، وقد تزامنت زيارة يان مع الذكرى الخامسة والأربعين لزيارة ريتشارد نيكسون إلى الصين عام 1972، والتي فتحت الباب لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين بعد مضي سبع سنوات. وبالطبع لم يشر أي من المعلقين الصينيين إلى أن هدف زيارة نيكسون إلى بكين كان دق أسفين بين الصين والاتحاد السوفياتي العدو الرئيس للولايات المتحدة.

بكين تستأنف الاتصالات بواشنطنماوتسي دونغ يستقبل ريتشارد نيكسون

وتشير مجلة "دبلومات" إلى أن انتخاب ترامب أحيى لدى بعض الدوائر المحافظة في الولايات المتحدة آمالا بتكرار "الدبلوماسية المثلثة" لنيكسون. لأن الصين حاليا هي المنافس الرئيس للولايات المتحدة. أي يجب التوصل إلى انفراج في العلاقات مع روسيا ومحاولة كسر "محور روسيا-الصين". هذه الفكرة طرحها دوغ بينداو، الباحث في معهد كاتون والمحلل السياسي جون ميرشيمير.

من جانبه، أشار نائب مدير معهد بلدان آسيا وإفريقيا في جامعة موسكو أندريه كارنييف، في حديث إلى الصحيفة، إلى أن صحافيي الولايات المتحدة طرحوا فكرة هي: أن ترامب يريد تطبيع العلاقات مع روسيا لكي تحصل واشنطن على الأفضلية في هذا المثلث، تمكنها من الضغط على الصين. "ولكن هذا لا يزال فرضية. وليس معلوما ما إذا كان ترامب سيتمكن من التوصل إلى تحسين العلاقات الأمريكية–الروسية. والمسألة الأخرى، هل سترغب روسيا في التضحية بعلاقاتها البناءة مع الصين، والتي تتطور باطراد. أعتقد أنها لن ترغب. هذه الفرضية يمكن أن تناقش ولكن من المستبعد أن تنفذ. ولكن يمكن أن نرى بعض التحسن في العلاقات الأمريكية–الصينية. كما أنه ليس من مصلحة روسيا الاضطراب، لأن الاقتصاد في العالم وشرق آسيا مرتبط بالعلاقات الصينية–الأمريكية".

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

لحظة بلحظة.. تطورات الهجوم الإرهابي على مركز كروكوس التجاري بضواحي موسكو ومصير الجناة والضحايا