مباشر
أين يمكنك متابعتنا

أقسام مهمة

Stories

39 خبر
  • فيديوهات
  • غزة والضفة تحت النيران الإسرائيلية
  • سوريا بعد الأسد
  • فيديوهات

    فيديوهات

  • غزة والضفة تحت النيران الإسرائيلية

    غزة والضفة تحت النيران الإسرائيلية

  • سوريا بعد الأسد

    سوريا بعد الأسد

  • خليجي 26

    خليجي 26

  • العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

    العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

  • خارج الملعب

    خارج الملعب

5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة

كتب المحرر السابق للشؤون الخارجية ومراسل مجلة "نيوزويك" مايكل هيرش مقالا تناول طبيعة البيئة العالمية المتغيرة التي سيواجهها الرئيس الأمريكي المنتخب.

5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
الرئيس المنتخب دونالد ترامب (صورة أرشيفية) / RT

وجاء في المقال المنشور على موقع "بوليتيكو":

سيواجه الرئيس المنتخب دونالد ترامب بيئة عالمية متغيرة أقل قبولا لأسلوبه المعتاد في إبرام الصفقات. وبرغم أن ترامب قد يكون في صراع مع واشنطن، إلا أنه لا يزال حريصا على تحقيق السلام مع بقية العالم.

يملأ الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب حكومته المقبلة بعناصر متشددة من الصقور وكبار صانعي التوترات، الذين يعتقد منتقدو ترامب أنهم قد يهددون بتدمير الحكومة الفيدرالية بالكامل. ومع ذلك، يقول بعض المسؤولين الذين يعرفون الرئيس المنتخب، إنه وبرغم ما يشتهر عنه بأنه محرك الأزمات، إلا أنه كذلك صاحب "فن الصفقات"، والمفاوض الماهر، الذي سعى إلى إبرام صفقات حتى مع خصوم الولايات المتحدة حول العالم عندما كان رئيسا في فترته الأولى، ويريد أن يعاود الكرة هذه المرة.

ويقول روبرت أوبراين الذي كان مستشارا للأمن القومي في إدارة ترامب خلال ولايته الأولى، ويعد من أبرز المرشحين لتولي منصب رفيع في الإدارة الجديدة: "لقد قلت للرئيس في وقت مبكر في فترة عملي (ستعرف بصانع السلام)، وأعتقد أن تلك هي رؤيته حتى الآن".

فما المشكلة إذن؟

لقد فشل ترامب، حتى في ولايته الأولى، في جهوده للتوصل إلى اتفاقات ناجحة مع الصين وإيران وكوريا الشمالية. أما الآن، ومنذ مغادرته المكتب البيضاوي قبل أربع سنوات، تغير العالم بطرق تعني أنه يواجه بيئة دولية أكثر قسوة مما كانت عليه في المرة السابقة، وهي بيئة تجعل من غير المحتمل أن تنتهي الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، التي أرهقت جميع الأطراف، في أي وقت قريب.

وفيما يلي خمس طرق تغيرت بها الظروف العالمية، ما يضمن بشكل شبه مؤكد أن ترامب سيواجه صعوبة أكبر في تحقيق أهدافه هذه المرة:

1- روسيا تصعد الحرب في أوكرانيا

يواجه ترامب بالفعل احتمال عدم الوفاء بأكبر وعود حملته الانتخابية، حيث تعهد مرارا بإنهاء تلك الحرب "قبل أن أصبح رئيسا"، وخلال الصيف الماضي، قال إنه سيفعل ذلك "في غضون 24 ساعة"، على الأرجح من خلال إعلان وقف إطلاق النار على الجبهات الحالية، ثم إبرام صفقة تتنازل فيها أوكرانيا عن بعض الأراضي، وعضوية "الناتو" المستقبلية، مقابل السلام.

لكن أي صفقة مثل هذه تتطلب أن تكون الجبهات مستقرة، وفي مكالمة هاتفية بعد يومين من الانتخابات (نفى الكرملين حدوثها) ، قيل إن ترامب حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تصعيد غزوه المستمر منذ عامين ونصف العام. لكن الرئيس الروسي فعل العكس، فهو لا يزال يحشد قواته في جنوب شرق أوكرانيا استعدادا لهجوم جديد على ما يبدو، وعلى مدى الأسبوع الماضي، شن بوتين بعضا من أعنف هجماته الصاروخية على أوكرانيا منذ شهور.

في غضون ذلك، تعاني أوكرانيا من نقص القوات، فيما سعى الرئيس جو بايدن إلى منح كييف المزيد من النفوذ قبل مغادرته منصبه بتزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى، وقد استخدمت الأخيرة هذه الصواريخ على الفور لمهاجمة الأراضي الروسية، وردت روسيا بالتهديد مرة أخرى بالحرب النووية. وقد دفعت خطوة بايدن مستشار الأمن القومي الجديد لترامب مايكل والتز، إلى التعليق التالي: "إنها خطوة أخرى على سلم التصعيد، ولا أحد يعرف إلى أين يتجه هذا".

 صحيح أن هذه قد تبدو وكأنها لحظة ترامب المواتية: ففي خطابه الانتخابي، قال مرارا وتكرارا إن الخطر الأعظم الذي يواجه الولايات المتحدة هو "الحرب العالمية الثالثة"، وتابع أنه الوحيد القادر على منعها، وأشار بوتين إلى استعداده مناقشة وقف إطلاق النار، إلا أن بوتين والأوكرانيين لا يلعبون في هذا الاتجاه حتى اللحظة. في الوقت نفسه، لا يزال الحزب الجمهوري يضم عددا أكبر من المؤيدين الأقوياء لأوكرانيا، بما في ذلك وزير خارجية ترامب القادم، السيناتور ماركو روبيو. وإذا كان ترامب سيستمع إليهم، فقد يتردد في بدء رئاسته بإظهار الضعف من خلال التنازل ببساطة عن أجزاء كبيرة من أوكرانيا لبوتين.

2- تهديدات إسرائيل بالضم قد تؤدي إلى إطالة أمد الأعمال العدائية

عندما يتعلق الأمر بالحرب الإسرائيلية على جبهتين في غزة ولبنان، فقد أشار الرئيس المنتخب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار المفاوضين في قطر إنه يدعم الخطط العسكرية لنتنياهو، لكنه يريد أن يراه "ينهي الأمور" بحلول الوقت الذي يتم فيه تنصيب ترامب في 20 يناير المقبل.

وفي حين أنه من المتوقع أن يكون نتنياهو أكثر استعدادا للخضوع لترامب مما كان عليه مع بايدن، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي في وضع أقوى سياسيا، وأكثر قدرة على مقاومة الضغوط الأمريكية، مما كان عليه منذ هجمات 7 أكتوبر 2023 التي شنتها حركة "حماس". وفي أعقاب الحملات الناجحة لإسرائيل ضد "حزب الله" و"حماس"، عزز نتنياهو الدعم في حكومته، وجعل من المرجح أن يتمكن من البقاء في السلطة لمدة عام آخر على أقل تقدير.

وحقا أن الجيش الإسرائيلي يقول منذ بعض الوقت أن أهدافه العسكرية في غزة قد تحققت، وذكرت "واشنطن بوست" أن إسرائيل تستعد للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع "حزب الله" "كهدية" لترامب عند توليه منصبه في يناير من العام المقبل، إلا أن هذا الاتفاق، في واقع الأمر، ليس له معنى.

فنتنياهو قال بعد أسبوع إن إسرائيل ستواصل العمل عسكريا ضد "حزب الله" برغم أي اتفاق لوقف إطلاق النار. وتناقش حكومة نتنياهو علنا ضم الضفة الغربية، وهو ما قد يحظى بدعم الصقور المؤيدين لإسرائيل في فريق ترامب، بما في ذلك روبيو، والسفيرة المعينة للأمم المتحدة إليز ستيفانيك، والسفير المعين لإسرائيل مايك هاكابي، لكنه من المؤكد أيضا سيطيل الأعمال العدائية، ويؤخر اتفاقية التطبيع السعودية الإسرائيلية المقترحة إلى أجل غير مسمى، وهي التي ينظر إليها كجوهر اتفاق سلام أوسع في المنطقة.

3- إيران أقرب بكثير إلى امتلاك القدرة النووية

يواجه ترامب كذلك عقبات جديدة في الوفاء بتعهد آخر قطعه على نفسه خلال حملته الانتخابية: وهو إقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي. ويخطط ترامب لتجديد حملته "للضغط الأقصى" من خلال زيادة العقوبات على إيران بشكل كبير وخنق مبيعاتها النفطية، وفقا لتقارير. في الوقت نفسه، يبدي الرئيس الإيراني الجديد المعتدل نسبيا، مسعود بزشكيان، استعدادا للتفاوض قائلا: "سواء أحببنا ذلك أم لا، سنضطر للتعامل مع الولايات المتحدة على الساحتين الإقليمية والدولية".

وستكون المشكلة التي تواجه ترامب هي أن لدى طهران دوافع جديدة لامتلاك أسلحة نووية. حيث عانت قوة إيران الدرعية التقليدية، خلال الأشهر الأخيرة، من فشل ذريع ضد إسرائيل، وقضت إسرائيل تقريبا على القيادات العليا لوكلائها في "حزب الله" و"حماس"، بما في ذلك بشن ضربات داخل إيران. وفي وقت سابق من هذا العام، اقترح قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني أن تراجع إيران "عقيدتها النووية" في مواجهة التهديدات الإسرائيلية. والآن أصبحت إيران أقرب كثيرا لامتلاك السلاح النووي مما كانت عليه في عام 2018، حينما رفض ترامب الاتفاق النووي الذي تفاوض عليه سلفه باراك أوباما.

ومن بين الأمور التي قد تغير الحسابات الإيرانية لصالح التعجيل ببرنامج إيران النووي تأكيد المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين أن الهجوم الانتقامي الذي شنته إسرائيل على إيران الشهر الماضي أدى إلى تدمير منشأة نشطة لأبحاث الأسلحة النووية. وقد حذر المتشددون في إيران علنا من أن مثل هذه الدرجة من الضعف الاستراتيجي غير مقبولة بالنسبة لهم، حيث قال كمال خرازي مستشار المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، 1 نوفمبر الجاري: "إن لدينا القدرة على تصنيع الأسلحة وليس لدينا أي مشكلة في هذا الصدد".

4- كيم في كوريا الشمالية لديه عشق جديد: بوتين

ولا يستطيع ترامب أن يعول على أي نوع من اتفاق لنزع السلاح مع كوريا الشمالية. ففي ولايته الأولى، شرع ترامب فيما وصفه بـ "صداقة خاصة" مع الديكتاتور الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الذي رد بالمثل بحماس في تبادل غريب للرسائل، واصفا علاقتهما بأنها "عميقة وخاصة".

لكن كيم نجح في تطوير برنامجه النووي والباليستي العابر للقارات بشكل كبير منذ مغادرة ترامب للبيت الأبيض. كما تبنى كيم تحالفا عسكريا جديدا مع روسيا جعل بيونغ يانغ أقل اعتمادا على المساعدات الأمريكية. ويعني اتفاق الدفاع المتبادل بين روسيا وكوريا الشمالية، الذي أعلن عنه في يونيو الماضي، أن كيم سيحصل على مساعدات غذائية وأموال ونفط، وربما تكنولوجيا عسكرية، وهو ما لم يكن من الممكن أن توفره في السابق إلا صفقة مع واشنطن.

ويقول الخبير الاستراتيجي في السياسة الخارجية بمؤسسة "كارنيغي": "لن نتمكن من الحصول على الاتفاق الذي تمكنا من الحصول عليه في إدارة ترامب الأولى، وسوف يتطلب الأمر الكثير من الجهد لإبعاد كوريا الشمالية عن الروس".

5- شي جين بينغ أصبح أكثر تشددا

سوف يجد ترامب صعوبة أكبر في دفع الصين إلى اللعب بنزاهة في التعامل مع التجارة والتراجع عن تهديداتها لتايوان، لأن الرئيس الصيني شي جين بينغ أصبح أكثر تشددا في التعامل مع هذه القضايا مقارنة بما كان عليه قبل أربع سنوات. وسوف يضطر ترامب أيضا إلى مواجهة حقيقة مفادها أن الشراكة الأيديولوجية المتعمقة بين بكين وموسكو، والتي بنيت على معارضتهما المشتركة للهيمنة الأمريكية، لا تلائم نهجه القائم على المعاملات الثنائية في تعامله مع الجغرافيا السياسية.

إلا أنه من الواضح أن الاقتصاد الصيني يتباطأ بشكل كبير، ويعتمد شي جزئيا على الصادرات لإنعاشه. وقد أدى سوء إدارة شي للاقتصاد إلى تراكم الديون، وتراجع الاستثمار الأجنبي، وهروب رأس المال. بالتالي فإن تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 60% قد تلحق ضررا شديدا بالصين.

لكن ترامب، وبينما وعد بحرب تجارية مع بكين، إلا أنه أشار أيضا إلى رغبته في تجنب حرب فعلية بشأن تايوان. وقد يدفع هذا التلميح باللين في التعامل مع قضية تايوان، جنبا إلى جنب مع خطة شي الكبرى لتحويل الصين إلى قوى عظمى عالمية تعتمد على الذات، الزعيم الصيني إلى أن يكون أقل استعدادا لتغيير ممارسات بكين التجارية الأساسية، بما في ذلك الإعانات غير القانونية للشركات وسرقة الملكية الفكرية على نطاق واسع، مما كانت عليه تلك الممارسات في المرة الأخيرة التي تولى فيها ترامب منصبه. بهذا الصدد يقول وكيل وزارة التجارة الأمريكية السابق ويليام رينش، الذي يعمل الآن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "لم ينجح الأمر في المرة السابقة، ولا أرى سببا كي ينجح هذه المرة".

 إن قدرة البلاد على التعامل مع هذه التحولات سوف تعتمد بشكل كبير على الأفراد الذين يستقدمهم ترامب للعمل في إدارته. فحتى في ظل حكمه الحديدي، يخوض الحزب الجمهوري معركة أيديولوجية بين الصقور التقليديين الذين يسعون إلى إظهار القوة في الخارج ويعارضون التفاوض، ومنا ناحية أخرى "المتشددين" و"الواقعيين" الذين يسعون إلى تجنب الصراعات الخارجية، ويتبنون وجهة نظر أكثر انعزالية: "أمريكا أولا". في الوقت الحالي، يبدو أن الصقور يتم تعيينهم في أعلى المناصب، بما في ذلك روبيو في وزارة الخارجية، ووالتز مستشارا للأمن القومي، والأكثر مثارا للدهشة، مضيف قناة "فوكس نيوز" السابق والمحارب المخضرم بيت هيجسيث وزيرا للدفاع. ولكن هناك قوى مضادة تظهر بالفعل في الإدارة الجديدة، والتي ستكون أكثر ميلا إلى تقديم المشورة بشأن التكيّف، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالصين. فقد رفض ترامب تعيين بعض الصقور المخضرمين في التعامل مع الصين مثل السيناتور عن ولاية أركنساس توم كوتون، ووزير خارجيته السابق مايك بومبيو، الذي قال في وقت سابق من هذا العام إن الوقت قد حان للاعتراف باستقلال تايوان. وتشمل الدائرة الداخلية الجديدة لترامب عددا من رجال الأعمال الذين قد يتبنون نهجا أكثر دبلوماسية. ومن بينهم مستشاره الرئيسي المحتمل إيلون ماسك، الذي اعتمد نجاحه في تصنيع "تسلا" في الصين على تأييد بكين، والذي وصف نفسه ذات يوم بأنه "ربما يكون مؤيدا للصين". وهناك أيضا الرئيس المشارك لحملة ترامب هوارد لوتنيك، الذي تم ترشيحه لشغل منصب وزير التجارة، والذي قال لترامب إنه "سيقود أجندته الخاصة بالتجارة والتعريفات الجمركية". كما تمتلك شركتا الخدمات المالية التابعة للوتنيك في وول ستريت (Cantor Fitzgerald، BGC) مصالح تجارية كبيرة في الصين.

 وقد ألقى مسؤولون سابقون آخرون في إدارة ترامب، من المرجح أن يتولوا مناصب عليا في الإدارة الجديدة، مثل المسؤول الدفاعي السابق إلبريدج كولبي، باللوم على تايوان لكونها متطفلة على الأمن، ملمحين إلى أن ترامب لن يكون سريعا في الدفاع عن الجزيرة مثل بايدن. وكما قال ترامب نفسه في مقابلة أجريت في يوليو مع "بلومبرغ بيزنس ويك": "يتعين على تايوان أن تدفع لنا مقابل الدفاع.. تايوان لا تعطينا أي شيء".

ويقول أحد خبراء الأمن القومي المقربين من فريق ترامب الانتقالي: "يعتقد هؤلاء أننا لا نستطيع المجازفة بإغراق أسطول المحيط الهادئ من أجل دولة لا تريد مساعدة نفسها، لذلك فإن السياسة تجاه الصين قد تنتهي لأن تكون أكثر تسامحا مما يعتقده الناس".

الواقع أن الرئيس القادم يرسل بالفعل مجسات السلام إلى الخصوم الأجانب، حتى في الوقت الذي يشرع فيه فيما لا يمكن وصفه إلا بالاستيلاء العدائي على الحكومة الفيدرالية وحرب داخلية ضد "الدولة العميقة". وكما قال ترامب في تجمع حاشد في ولاية كولورادو، أكتوبر الماضي، فإن "العدو في الداخل عدو أكبر من الصين وروسيا".

وأعلن ترامب في خطاب النصر الذي ألقاه ليلة الخامس من نوفمبر: "لن أبدأ حروبا، لكني سأوقف الحروب". وفي اجتماعات مع وفود أجنبية في "مار إيه لاغو" قال ترامب إنه "يتطلع إلى إنهاء كل هذه الصراعات"، حتى عندما يتعلق الأمر بإيران، وعلى الرغم من أن طهران خططت لاغتياله، وفقا لمسؤول دبلوماسي مطلع على إحدى تلك المحادثات. أشار إلى أن ترامب نفسه بدأ وساطة خلفية مع إيران بعد أن أمر باغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، 3 يناير 2020. ووفقا لتقارير، التقى ماسك سرا بسفير إيران لدى الأمم المتحدة بعد الانتخابات لنزع فتيل التوترات.

وتقول غويندا بلير، مؤلفة كتاب "آل ترامب: ثلاثة أجيال من البناة ورئيس" الصادر عام 2000، إن الدافع وراء ترك إرث باعتباره صانع السلام العظيم أمر أساسي بالنسبة لترامب. وأضافت بلير: "إنه يرغب بالفعل أن يكون صانع الصفقات على مر العصور، باستخدام ميراث الحمض النووي للصفقات الذي دفع جده خلال (حمى الذهب)، ووالده (الذي بنى إمبراطورية الإسكان)، ومسيرته المهنية في مجال العقارات ونوادي القمار وبرامج تلفزيون الواقع، في إتمام الصفقات الجديدة".

لكن بلير حذرت من أن "كل من يجلس إلى الطاولة يهتم بمصالحه الذاتية مثله، وأقل هشاشة للأكاذيب والمبالغات والتشويهات. وفي مشهد عالمي من الهيمنة الأمريكية المتقلصة، قد يضطر البعض إلى المطالبة بحصة أكبر لأنفسهم مما يكون الطرف المقابل مستعدا لتقديمه".

ولعل ترامب يستمع إلى نصيحته الذاتية في هذا الصدد. وكما كتب في كتابه "فن الصفقة" الصادر عام 1987: "إن أسوأ ما يمكنك فعله في صفقة هو أن تبدو يائسا لإبرامها. فهذا يجعل الطرف الآخر يشتم رائحة الدم، وحينها فقد انتهيت. وأفضل ما يمكنك فعله هو التعامل من منطق القوة، وامتلاك ناصية الفعل هي أقوى ما يجب أن تمتلكه.

السؤال الحقيقي هنا هو ما إذا كان ترامب، مع حرصه الواضح على عقد الصفقات، سيتمتع بالنفوذ الذي يعتقد أنه يحتاج إليه. فبدون هذا النفوذ، قد يجد نفسه منخرطا في سلسلة من المفاوضات أحادية الجانب في فترته الرئاسية الثانية، والتي ربما يخرج منها مرة أخرى خالي الوفاض.

 

المصدر: بوليتيكو

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

التعليقات

اختر الشخصية القيادية العربية الأكثر تأثيرا عام 2024!

اختر الشخصية القيادية العربية الأكثر تأثيرا عام 2024!

لافروف: روسيا لا تتوهم بتسوية سلمية في أوكرانيا

الناطقة باسم الحكومة الإيرانية تتحدث عن قرار إعادة فتح السفارة لدى سوريا