أوكرانيا على مفترق طرق: هجوم مضاد أم استسلام؟

حول مؤشرات على اضطرار كييف إلى التفاوض مع موسكو، كتب أندريه ميتروفانوف، في "فوينيه أوبزرينيه":

ليس سراً أن المستفيد الأكبر من الصراع في أوكرانيا هو الولايات المتحدة.

أوكرانيا، الغارقة بالديون حتى أذنيها، ستظل إلى الأبد في عبودية اقتصادية للولايات المتحدة. فبعد الحرب، ستذهب جميع أصولها السائلة إلى السيد الأعلى.

وهنا تبرز المشكلة: لن تتمكن الولايات المتحدة من الحصول على ما تريد إلا إذا انتصرت أوكرانيا، أو على الأقل لم تخسر بالكامل.

هناك تناقض بين شركات المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، التي تسعى إلى الاستمرار في التربّح من إمدادات الأسلحة، والشركات عبر الوطنية، و"دائني" أوكرانيا، الذين استحوذوا على مرافق إنتاج أو عقارات أو أراض.

ربما يكون هناك إجماع ما بشأن أوكرانيا قد ظهر بالفعل في الولايات المتحدة. ففي الآونة الأخيرة، بدأوا في أوكرانيا يتحدثون بشكل متزايد عن السلام والمفاوضات مع روسيا، على الرغم من أنهم حظروا في السابق مثل هذه المفاوضات على أنفسهم.

فكيف يمكن الربط بين مفاوضات السلام والهجوم الأوكراني المضاد المزعوم، والذي تظهر معلومات عنه أيضًا بشكل دوري؟

الهجوم المضاد ضروري لأوكرانيا وأسيادها، ليس من أجل تحقيق النصر، إنما للتفاوض على شروط أفضل، ولجعل روسيا أكثر مرونة.

ما هي شروط السلام، أو بتعبير أدق، الهدنة؟ ففي نهاية المطاف، من دون استسلام أحد الطرفين، لن يكون هناك سوى وقفة للأعمال القتالية حتى تكتسب الأطراف القوة.

ليس هناك شك في أن كلاً من روسيا وأوكرانيا سوف تستعدان لمواصلة القتال وحشد القوات. فالجولة التالية من الممكن أن تحدث في اللحظة التي يبدأ فيها الصراع المسلح بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب