"السيل الصليبي"

تحت العنوان أعلاه، كتبت ايكاتيرينا مور، في "كوميرسانت"، عن محاولة أمريكية جديدة لإيقاف خط نقل الغاز الروسي "السيل الشمالي-2" إلى أوروبا.
وجاء في المقال: السناتور الأمريكي الجمهوري، تيد كروز، الذي سبق أن أعلن حربا صليبية على خط أنابيب الغاز السيل الشمالي-2، يحاول إيقافه من جديد. مشروع قانونه المقترح بشأن العقوبات على خط أنابيب الغاز يضع الديمقراطيين الأمريكيين في موقف حرج.
وقد أعرب أعضاء مجلس الشيوخ الذين اطلعوا على مشروع الجمهوري عن قلقهم من أن مشروع القانون يتطلب فرض عقوبات متعلقة بخط الأنابيب في غضون 15 يوما بعد أن يصبح قانونا ويوقعه الرئيس. وفي الوقت نفسه، تفرض الوثيقة قيودا على قدرة الرئيس بايدن على رفع هذه العقوبات.
وهكذا فالمطلوب من الديمقراطيين، في الواقع، تعريض وفاء الولايات المتحدة بالتزاماتها الدولية للخطر.
وفي الصدد، قال العضو المنتدب لمجموعة بيركلي للأبحاث بواشنطن والعضو السابق في اللجنة الفدرالية لتنظيم الطاقة الأمريكية (FERC) برانكو تيرزيك، في تعليقه على ما يحدث في مجلس الشيوخ الأمريكي حول "السيل الشمالي-2"، إن ذلك كله ناجم عن سوء فهم السياسيين والخبراء لبعض العمليات في مجال الطاقة.
وبحسبه، فإن "وجود خط أنابيب غاز مباشر من روسيا إلى ألمانيا يجنب إمدادات الغاز إلى أوروبا الغربية مخاطر كبيرة " مرتبطة بعدم استقرار العلاقات الروسية الأوكرانية. وفي الوقت نفسه، لا يمكن للأوروبيين التخلي عن الغاز الروسي، لأن الولايات المتحدة غير قادرة على تلبية حاجة أوروبا بالكامل.
وقال تيرزيك: "تصدير الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة في حده الأقصى، وليس لدينا عمليا قدرات إنتاجية جديدة".
واستبعد أن يجني المشرعون الأمريكيون مكاسب سياسية داخلية كبيرة، من خلال إيقاف خط أنابيب الغاز (السيل الشمالي-2). فما يعني الناخبين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي ستجري في نهاية هذا العام مسائل أخرى ذات أولوية، هي: الاقتصاد، ومكافحة جائحة الفيروس التاجي، وحال التعليم الأمريكي. وأما السيل الشمالي-2 فلا يدخل في قائمة أولوياتهم.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب