خطوة نحو تقسيم سوريا
"حق التغريدة الأولى"، عنوان مقال المستشرق رولاند بيجاموف، في "إزفستيا"، حول خطط الولايات المتحدة لاستغلال مرتفعات الجولان في الضغط على دمشق.
وجاء في المقال: وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الـ 25 من مارس، في إطار مفاوضات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وثيقة اعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.
لم تقف سوريا ودول العالم العربي والإسلامي وحدها، إنما وروسيا والدول الأوروبية الرئيسية، بما فيها ألمانيا وفرنسا، ضد هذا القرار الأحادي الجانب الذي ينتهك القانون الدولي بشكل صارخ.
يجب الاعتراف بأن ترامب، بفضل قوة الولايات المتحدة، ينجح إلى حد كبير في تنفيذ مثل هذه السياسة في مناطق مختلفة من العالم. خاصة فيما يتعلق بإيران وسوريا والدول العربية. يبدو أن البيت الأبيض يراهن على الضعف غير المسبوق الذي تعانيه دول المنطقة، وعلى أن الأمر سوف يقتصر على الاستنكار كالعادة. فإمكانية إنشاء جبهة عربية موحدة لمقاومة سياسة الولايات المتحدة، كما حدث أثناء حظر النفط في سبعينيات القرن الماضي، أمر غير وارد.
هذا كله يتيح لترامب رفع الرهان بشدة، ودعم إسرائيل في علاقاتها المعقدة مع جيرانها العرب.
قرار الاعتراف بالجولان، إعلان لمستقبل الثنائي ترامب- نتنياهو. هذا يقود إلى افتراض أن واشنطن لم تتخل عن خططها المتعلقة بسوريا، بما في ذلك بعيدة المدى منها، لتقسيم البلاد. في هذه الحالة، فإن الولايات المتحدة، التي رسخت وجودها على الضفة الشرقية للفرات، وكذلك في منطقة التنف، بالقرب من الحدود السورية مع الأردن والعراق، تحصل على نقطة ضغط إضافية على السلطات في دمشق.
إنما قرار ترامب أعاد الحديث عن سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الولايات المتحدة. فواشنطن، مثلا، فرضت عقوبات على موسكو فيما يتعلق بقبول انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، وها هي الآن تعترف بتبعية الجولان لإسرائيل.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
