وقال يلدريم، في حديث لوكالة "إنترفاكس"، مساء الثلاثاء، 6 ديسمبر/كانون الأول، عقب إجرائه لقاءين منفصلين، مع رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف، ثم مع الرئيس فلاديمير بوتين: "نحن بالطبع تطرقنا إلى الموضوع السوري مع الرئيس الروسي، والذي يتضمن 3 مكونات أساسية، والأول يتعلق بالنزيف المستمر للدماء في حلب، والثاني يتمثل بضرورة القضاء على النشاط الإرهابي الذي ينفذ بحق الحدود الجنوبية لبلادنا، والثالث هو منع أنشطة حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني ووحدات الدفاع الشعبي تجاه تركيا والتي تنفذ من تلك الأراضي (شمال سوريا)".
وشدد يلدريم على أن "عملية درع الفرات لا علاقة لها بما يحدث في حلب، ولا علاقة لها بتغيير النظام السوري، ولديها هدف واحد هو القضاء على جميع الكيانات الإرهابية المتواجدة في المنطقة، بما في ذلك تنظيم داعش بالدرجة الأولى".
وأشار يلدريم إلى أن "الاتحاد الروسي وتركيا تتعاونان بشكل وثيق جدا في مسائل وقف نزيف الدماء في سوريا وإحلال السلام في أقرب وقت"، لافتا إلى أن بلاده "تبذل جهودا كبيرة جدا لعرقلة عمليات التنظيمات مثل جبهة النصرة".
يلدريم: مصير الطوائف العرقية أهم من مصير الأسد
وشدد يلدريم على أن مصير الطوائف العرقية المتعددة التي تسكن سوريا أهم بكثير من مصير شخصية واحدة حتى لو دار الحديث عن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد.
واعتبر رئيس الوزراء التركي أن "هناك إمكانية، في الوقت الراهن، لبناء سوريا الجديدة بشرط الحفاظ على وحدة أراضيها وصياغة دستور جديد يأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع العناصر العرقية التي توجد على هذه الأراضي".
وتأتي هذه التصريحات على خلفية إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، عبر كلمة ألقاها في ندوة مكرسة للقدس في إسطنبول، أن الجيش التركي بدأ عملياته داخل الأراضي السورية من أجل إنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال الرئيس التركي: "حسب تقييماتي، لقي قرابة مليون شخص حتفهم في سوريا. ومازال الناس يموتون، بينهم أطفال ونساء ورجال. أين الأمم المتحدة؟ ماذا تفعل؟ هل هي في العراق؟ لا! لقد دعونا إلى الصبر، لكننا لم نقدر على تحمل هذا الوضع في نهاية المطاف ودخلنا سوريا مع الجيش السوري الحر".
وأضاف أردوغان: "لماذا دخلنا؟ لا نخطط للاستيلاء على الأرض السورية، بل المهمة هي إعطاء الأراضي لأصحابها الحقيقيين. وهذا يعني إننا هنا من أجل إحلال العدالة. دخلنا لكي نضع الحد لحكم الطاغية الأسد الذي يرهب السوريين بدولة الإرهاب. ولم يكن دخولنا لأي سبب آخر".
عملية "درع الفرات"
يذكر أن تركيا تنفذ في شمال سوريا، منذ 24 أغسطس/آب الماضي، عملية "درع الفرات" العسكرية، التي تجري بمشاركة القوات البرية والدبابات وسلاح المدفعية، بغطاء من سلاح الجو التركي، وبالتعاون مع مسلحي تنظيم "الجيش السوري الحر"، من أجل تطهير كامل المنطقة الحدودية مع تركيا من "جميع الإرهابيين" وطردهم نحو عمق البلاد، حسب ما تقوله أنقرة.
وتمكنت القوات التركية، بالتعاون مع مجموعات "الجيش السوري الحر" المعارض لدمشق، من السيطرة على مدينة جرابلس وريفها، التي كانت تشكل آخر معقل كبير لـ"داعش" على الحدود مع تركيا، لتنتزع لاحقا المنطقة الواقعة بين مدينتي أعزاز والراعي.
وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود شاويش أغلوا، أن "الجيش السوري الحر" حرر من قبضة "داعش" مدينة دابق، بدعم من القوات التركية، ليواصل تقدمه باتجاه الباب، وطرد مسلحي التنظيم منها نحو عمق سوريا.
ونفذت القوات التركية، منذ إطلاق العملية، سلسلة ضربات جوية إلى مواقع وحدات تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يشكل حزب "الاتحاد الديمقراطي" هيكلها السياسي الأساسي، فيما تمثل "وحدات حماية الشعب" الكردية قوته الرئيسية. وتعد أنقرة جميع هذه القوى حليفة لـ"حزب العمال الكردستاني" المصنف إرهابيا في تركيا.
كما شهدت منطقة جرابلس اشتباكات بين المسلحين الأكراد وعناصر تنظيم "الجيش السوري الحر" المعارض لدمشق، والذي تدعمه القوات التركية.
وأثارت هذه التطورات انتقادات من قبل الولايات المتحدة، التي تؤيد بدورها الوحدات الكردية في مواجهة تنظيم "داعش"، وتعد في الوقت ذاته حليفا لتركيا في إطار الناتو. وقالت واشنطن، في بيان صدر عن البنتاغون، إنها تشعر بالقلق من أن تكون المعركة من أجل انتزاع السيطرة على أراضي تقع في قبضة "داعش" قد تحولت عن مواجهة التنظيم.
من جانبها، أعلنت السلطات السورية أنها تعتبر العملية التركية "عدوانا على سوريا وخرقا لسيادتها وحرمة أراضيها"، فيما حذرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية من أن أي خرق جديد من قبل الطيران الحربي التركي للأجواء السورية "سيتم التعامل معه وإسقاطه بجميع الوسائط المتاحة".
كما تتهم دمشق السلطات التركية بقتل مئات المدنيين الأبرياء عبر الغارات الجوية وعمليات القصف على المواقع، في المدن والبلدات الواقعة شمال سوريا.
المصدر: إنترفاكس + وكالات
رفعت سليمان