مصر.. قضية "مكين" تتفاعل والكنيسة تتدخل
باشر جهاز التفتيش والرقابة بوزارة الداخلية المصرية، الجمعة 18 أكتوبر/تشرين الثاني، التحقيق في واقعة اتهام النقيب كريم مجدي معاون مباحث الأميرية، بتعذيب المواطن مجدي مكين حتى الموت.
وأكد مصدر أمني رفيع المستوى، رفض ذكر إسمه، أن وزير الداخلية أمر جهاز التفتيش بفتح التحقيق فى الواقعة، واستدعاء الضابط لسماع أقواله لاتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية.
وأضاف المصدر لـ"اليوم السابع"، أن هناك اتجاها لوقف الضابط المتهم عن العمل، لحين انتهاء التحقيقات، مشيرا إلى أن جهاز التفتيش استدعى الضابط، كما ينوى استدعاء باقي أفراد الشرطة المتواجدين داخل القسم وقت الحادث، إضافة إلى طلب السجلات الدفترية للقسم.
وقال اللواء طارق عطية، مساعد وزير الداخلية مدير قطاع الإعلام والعلاقات العامة: "ننتظر ما تنتهى إليه النيابة العامة من تحقيقات في واقعة وفاة المواطن مجدي مكين".
وأضاف مساعد وزير الداخلية: "ملتزمون بتنفيذ قرارات النيابة العامة وسيتم اتخاذ قرارات، بناء على نتائج تحقيقات النيابة".
وتابع قائلا إن الوزارة تحترم القانون وتنفذه وتطبقه على الجميع ولا تستر على أحد، ولا استباق للأحداث قبل إعلان جهات التحقيق ما توصلت إليه من نتائج.
وكانت نيابة الأميرية أمرت بتشريح جثمان متهم توفي داخل قسم شرطة الأميرية لبيان أسباب وفاته.
وكشفت تحقيقات النيابة أن رجال مباحث الأميرية ألقوا القبض على 3 أشخاص بحوزتهم 2000 قرص مخدر، بعد مطاردة أمنية فى شوارع الأميرية داخل عربة "كارو"، حيث تم اقتيادهم إلى قسم شرطة الأميرية، وأثناء تحرير محضر بالواقعة سقط أحد المتهمين "مجدى م" 51 على الأرض وحاول ضباط القسم إسعافه لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة.
وبسؤال النيابة للمتهمين شركاء المتوفى، أقروا بعدم تعرض مجدي مكين لأي اعتداء أو تعذيب وأنه سقط مغشيا عليه أثناء تحرير المحضر.
الكنيسة تصدر بيانها..
زار، الجمعة، الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا وأبو قرقاص، ومعه أربعة من الأباء الكهنة أسرة "مجدى مكين". وقالت الكنيسة، في بيان صحفي، إن مكين تُوفى في قسم شرطة الأميرية متأثرًا بالآلام التي نتجت عن التعذيب البشع الذي تعرض له.
وأضافت الكنيسة، في بيانها: "الزيارة، جاءت للتأكيد على تعاطف الجميع مع أسرة المتوفى، على اعتبار المتوفي مصريا تمت إهانته من قِبَل أحد أجهزة الدولة.. ولنعلن رفضنا للإفراط في استخدام القوة.. ولنؤكد على قيمة الحياة وحق الإنسان فيها".
وأضاف البيان: "لعل هذا الحادث يكون بمثابة وقفة لمراجعة ما يحدث من تعذيب في أقسام الشرطة.. وإننا نعمل على حماية ثقة الشعب في جهاز الشرطة".
وفد برلماني يطالب الداخلية بإيقاف الضابط المتهم بقتل "مكين"
أفاد النائب يسري الأسيوطي، عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، إن وفد اللجنة زار قسم الأميرية لمتابعة حالة وفاة المواطن مجدي مكين.
وأضاف الأسيوطي، أن المسؤولين قالوا إن "مكين" توفى جراء غيبوبة سكر، وأن الضابط الذي اشتبه به مع اثنين آخرين عندما أمسكه وجد معه "شريط برشام"، وأثناء التحقيقات تعرض لغيبوبة سكر فتم نقله للمستشفى وتوفى هناك، مؤكداً أن النواب، طالبوا بإيداع الضابط فى مديرية الأمن لضمان وجوده وطمأنة الجميع بسير التحقيقات، إلا أنهم يرونه غير مدان ما لم يثبت ذلك فى تحقيقات النيابة.
من جهته، قال حاتم باشات، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار، إن وفد مجلس النواب انتهى من زيارة قسم الأميرية بعد الإطلاع على حقيقة تطورات قضية مجدي مكين.
وأكد النائب المصري أن الوفد استمع إلى عدد من المسؤولين بوزارة الداخلية، مشيرا إلى أن وجهة نظر النواب تغيرت، حول المعلومات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح باشات أن المسؤولين عن التحقيقات عرضوا صورا لمجدى مكين قبل وبعد التشريح، واتضح للجنة من خلال الصور أنه لم يتعرض للتعذيب أو الإهانة، مشيرا إلى أن الوفد اطلع على حقائق جديدة تخص الواقعة.
وأكد عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار، تشكيل لجنة من أعضاء حقوق الإنسان والتي من المقرر أن تطلع على مجرى سير التحقيقات ورأي النيابة ورأي الطب الشرعي حيال الواقعة.
جدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر
وفي هذا الشأن، فقد اهتم مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بوفاة بائع متجول، يدعى مجدي مكين، داخل قسم شرطة الأميرية، مساء الأحد الماضي، وقالت أسرته إنها وجدت آثار تعذيب على جثته، وعرضت صورا له.
وتقول الشرطة المصرية إنه توفي إثر هبوط في الدورة الدموية عقب مطاردة قوات الأمن له.
وانتشر هاشتاغ #مجدي_مكين على مدار الأربع وعشرين ساعة الماضية ليظهر في نحو عشرة آلاف تغريدة.
وأعرب المغردون عن غضبهم مما حدث لمكين.
بيقولوا #مجدي_مكين كان معاه ألفين قرص ترامادول، زي ما قالوا ان #خالد_سعيد كان معاه بانجو .. مافيش أي خيال إبداعي!
— Yasmine El-Khateib (@Yasmine_Khateib) 17 novembre 2016
المصدر: اليوم السابع
ياسين بوتيتي