داعش فكرة دينية مشوهة

أخبار العالم

داعش فكرة دينية مشوهة
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/huxa

تنتظر أوروبا حاليا بهلع وخوف، أين ومتى سيحدث الهجوم الإرهابي التالي والقادة الأوروبيون قلقون جدا لأنه من جهة، فشل تنظيم "الدولة الإسلامية"  ولكن من ناحية أخرى، لا زال يرسل القتلة.

حول هذا الموضوع كتبت Israel Hayom مقالة أشارت فيها إلى أن أوروبا لا تفهم أو ترفض أن تفهم أن داعش - ليس منظمة وبالتأكيد ليس الدولة. انها فكرة دينية مشوهة، وللأسف، يصعب حتى في العالم الإسلامي شرح معناها.

يهز الكثيرون في البلدان العربية والإسلامية رؤوسهم بقلق رافضين للأفكار الاسلامية المتشددة التي تروج لها داعش. ولكنهم خلال ذلك يتجاهلون تماما أهم التحديات التي تواجه العالم الإسلامي في العقود الأخيرة.

المشكلة تتعلق بقدرتهم على تفسير وشرح أسباب مشاكلهم. لقد بدا وتبين أن العالم الإسلامي ليس قادرا على شرح وتفسير الإسلام لنفسه ناهيك عن تفسيره ذلك لبقية العالم. الإسلام دين "السلام والتسوية"، الذي يحلم أتباعه بالعصر الذهبي ولكنهم في الواقع يصبغون ذلك بالرومانسية، وهي مشكلة جميع الأديان.

من نافل القول إن داعش وكل الجماعات المماثلة له،  في الماضي والحاضر والمستقبل تدور حول دائرة الحنين الدموي للعودة إلى "الإسلام النقي". لا شك في أنه عند دراسة كل الجماعات التي تتحدث عن الإسلام النقي، سرعان ما ندرك أن جميعها تقدم تفسيرات مختلفة تماما لهذا المفهوم وتسعى جاهدة للعودة الى عصور مختلفة من التاريخ الإسلامي. اما العالم الغربي فبالمقابل يتلقف هذه التفسيرات بدوره ويعتمد عليها في محاولته للتعرف على ماذا يعني الإسلام لداعش ولأمثاله. وهذه التفسيرات ليست أفضل بكثير من محاولة العالم الإسلامي إدراك ما يجري فعلا.

العالم الغربي تقبل ومنذ البداية فكرة " الدولة الإسلامية " وكأنها فعلا دولة الخلافة العباسية أو الأسر الحاكمة الفارسية التي تهدد باقتحام وفتح أوروبا. ولكن داعش في الواقع الحقيقي ليس إلا عبارة عن ظل باهت لما يشبه الدويلة ومن الواضح أنه كان عاجزا تماما عن تشكيل مؤسسات دولة حقيقية. هذا التنظيم يتشبث بالتفسيرات المشوهة للدين الإسلامي ويعتمد في نشاطه على الترهيب والقتل وهو غير قادر على الاستمرار لفترة طويلة إلا في أذهان وعقول الأوروبيين المرعوبين.

لا شك في أن الحلم بالدولة الإسلامية ليس سوى وهم وخداع بصري تعاني منه الجماعات الإسلامية المختلفة التي تحاول تفسير ما يستحيل تفسيره فعلا. نراهم يزعمون بدون أساس أنهم يعتنقون الإسلام النقي ويحاولون العثور على حلول لمشاكل العالم بشكل عام والمسلمين بشكل خاص. وتنبع رغباتهم هذه بالفعل من عدم قدرتهم على اللحاق بركب الغرب في المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية. ولذلك الدافع الرئيسي لكل تصرفاتهم ليس إلا الحقد والحسد. ولا داعي لأن يكون المرء نبيا لكي يتوقع أن هذه الجماعات سترتكب لاحقا العديد من الهجمات الإرهابية البشعة والدامية. وداعش الذي تحول الى منظمة افتراضية يواصل التغذي بهذه الحوادث ( والغرب بالذات هو الذي يوفر له الغذاء بشكل رئيسي) ولكن ما ان يندثر داعش حتى يحل محله وبسرعة تنظيم آخر لا يقل دموية تجاه أتباع "الإسلام الخاطئ" ومن ثم تجاه الغرب.
يجب على الغرب أن يرد ينبغي بشكل حاسم لا تهاون فيه بدون إظهار لأي خوف لأن هذه الجماعات تعيش وتنمو على خوف خصومها . لا شك في أن التطرف الإسلامي يتخذ  أشكالا مختلفة، وفي كل جيل تظهر جماعات متنوعة من هذه الفئات وعلى الرغم من قصر عمرها ومدة بقائها إلا أنها تتمكن من زرع الخوف والدمار في كل من حولها. ولا شك أيضا في أنها لن تختفي في المستقبل القريب.

المصدر:inosmi.ru

 

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا