لافروف: موسكو وواشنطن اتفقتا على محاربة "داعش" و"النصرة" بلا هوادة
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مساء الجمعة 15 يوليو/تموز، أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على محاربة تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" في سوريا بلا هوادة
ووصف لافروف المباحثات مع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بالمكثفة جدا، وبأنها تطرقت إلى جوانب مختلفة من العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، مضيفا أن موضوع الأزمة السورية كان محور المباحثات.
وقال لافروف: "فيما يتعلق بتطوير الحوار المكثف الذي أجريناه مساء أمس عند الرئيس بوتين، درسنا بالتفصيل مسألة الخطوات المشتركة، التي يمكن روسيا والولايات المتحدة اتخاذها من أجل تفعيل الجهود الرامية إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن وقرارات مجموعة دعم سوريا".
كما اتفقت موسكو وواشنطن على الخطوات المشتركة المحددة، التي يجب اتخاذها لتطبيق وقف إطلاق النار وإعداد الظروف المناسبة للانتقال السياسي في سوريا، دون الكشف عن تفاصيل.
الهدف هو هدنة طويلة الأمد في سوريا
وأكد رئيس الدبلوماسية الروسية على أن الهدف المشترك لموسكو وواشنطن هو ضمان هدنة طويلة الأمد تشمل جميع أراضي سوريا، مشددا على أن الطرفين، الروسي والأمريكي، اتفقا على محاربة تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" بلا هوادة. وقال: "إن هدفنا المشترك توفير نظام وقف إطلاق النار الطويل الأمد على جميع الأراضي السورية باستثناء "داعش" و"جبهة النصرة".
وفيما يتعلق بمسألة التعاون الروسي الأمريكي في سوريا، قال لافروف إن البلدين اتفقا على بذل كل الجهود الممكنة من أجل مواصلة الحوار السياسي حول سوريا.
وشدد على أن أطر المفاوضات الحالية حول التسوية في سوريا غير فعالة والوضع يتطلب إجراء الحوار المباشر بين الأطراف المعنية، موضحا: "أن المفاوضات حينما يذهب وسطاء أمميون من غرفة إلى أخرى محاولين التوسط بين الأطراف السورية لن تسفر عن أي شيء.. وإرادة المجتمع الدولي المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن تتطلب حوارا مباشرا".
وأعلن لافروف أن الاتفاقات بين روسيا والولايات المتحدة، التي تم التوصل إليها خلال هذه المباحثات، سيبدأ تطبيقها في مستقبل قريب.
وأضاف لافروف أن موسكو وواشنطن تدعمان تفعيل عمل المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، وتتوقعان أنه "سيقدم اقتراحات محددة حول الانتقال السياسي والإصلاحات السياسية لجميع الأطراف في سوريا، على أن تجلس حول طاولة المباحثات وتبدأ بالحوار السوري السوري الكامل الشامل والحقيقي".
وأشار الوزير الروسي إلى التوافق الروسي الأمريكي حول ضرورة المضي قدما في الاتجاهات المذكورة "مع الاحترام الكامل للقوانين الدولية وتأمين الظروف للشروع على الحوار السوري الداخلي بصورة كاملة".
كيري: إنجاح تطبيق اتفاقاتنا سيؤدي إلى تغيير الوضع في سوريا
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أنه في حال إنجاح تطبيق الاتفاقات، التي توصل إليها الطرفان، الروسي والأمريكي، سيؤدي ذلك إلى تغيير الوضع في سوريا.
وقال: "لا نقول أن كل شيء يتغير في يوم واحد.. غير أنه في حال تنفيذ جميع ما طرحناه واتفقنا عليه بالفعل، ستأتي فرصة لتغيير الوضع جديا في حال تابعوا ليس كلامنا فقط، وإنما ما سيحدث".
وعند تطرق موضوع الفصل بين المعارضة المسلحة المعتدلة والإرهابيين، قال كيري إن بلاده وروسيا تريدان التوصل إلى فكرة واضحة حول تحديد هويات الجماعات في سوريا.
وتابع: "لقد عملنا باستمرار على تطبيق كامل لنظام وقف إطلاق النار. بالطبع، كانت الصورة غامضة حول مواقع مجموعات مختلفة في سوريا وما الذي يجب عمله مع تلك المجموعات. أقصد أننا نسعى إلى التوصل إلى فكرة واضحة حول من يدعم من، ومن هو الذي ينبغي عليه تغيير سلوكه لتنفيذ نظام وقف الأعمال القتالية".
وشدد كيري مجددا على أن الأزمة السورية لا يمكن تسويتها عبر وسائل عسكرية، وإنما تتطلب جهود دبلوماسية.
أما أهداف التعاون الروسي الأمريكي في سوريا، فتتمثل في "استرداد وقف إطلاق النار الكامل وتخفيض مستوى العنف وخلق الظروف لتحقيق الانتقال السياسي السلس"، وفقا لكيري.
الملف الفلسطيني الإسرائيلي
وفي استعراضه نتائج بحث الجانبين لموضوع تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أعرب سيرغي لافروف عن أمل روسيا والولايات المتحدة في قدرة الرباعية الدولية على إيجاد مخرج من المأزق في عملية التسوية. وأكد لافروف أنه ونظيره الأمريكي على اتصال دائم مع القادة الفلسطينيين والإسرائيليين.
كما ذكر أن تقريرا مفصلا تم إعداده مؤخرا من قبل مبعوثي الوسطاء الدوليين الأربعة، مشيرا إلى أن موسكو وواشنطن تعولان على أن تتيح مناقشته من قبل مجلس الأمن الدولي تنسيق خطوات ملموسة فعالة من شأنها تجاوز المأزق في تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
المصدر: وكالات