Stories
-
إسرائيل توسع عملياتها في غزة
RT STORIES
مفاوضات غزة لم تحرز أي اختراق.. مصادر مصرية وفلسطينية تكشف التفاصيل
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الجيش الإسرائيلي يعلن تدميره نفقا بطول 1.2 كم في شمال غزة (فيديوهات+صور)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
"القسام": فجرنا منزلا مفخخا بقوة إسرائيلية خاصة شرقي رفح وأوقعناهم بين قتيل وجريح
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الجيش الإسرائيلي ينذر سكان غزة في خان يونس وعدد كبير من الأحياء
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
"حزب الله" يصدر بيانا بشأن القصف الإسرائيلي لمستشفى المعمداني في غزة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مصادر طبية: مقتل 35 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة استهدفت مخيمات للنازحين ومنازل مدنيين
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
أبو عبيدة: لا زال إخوان الصدق في اليمن يصرون على شل قلب إسرائيل
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
"أنصار الله" تعلن استهداف قاعدة صاروخية إسرائيلية ومطار بن غوريون في تل أبيب
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
كاتس: مساحات واسعة بغزة أصبحت ضمن المناطق الأمنية وسيضطر السكان للنزوح.. القطاع بات أصغر وأكثر عزلة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
عشرات الآلاف يتظاهرون في باكستان تضامنا مع فلسطين وتنديدا بالحرب الإسرائيلية.. فيديو
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
يواجه "خطرا كبيرا".. نتنياهو منفصل عن الواقع وينفذ "استراتيجية تضليل"
#اسأل_أكثر #Question_Moreإسرائيل توسع عملياتها في غزة
-
خارج الملعب
RT STORIES
وزير الرياضة الروسي يتوقع موعد رفع العقوبات عن الرياضيين الروس
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
روسيا تخطف الأضواء وتتوج بلقب بطولة أبو ظبي للمصارعة الشاطئية
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
اشتباك بين نجمي ريال مدريد قبل مواجهة أرسنال الحاسمة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
حارس مرمى يتحدى راموس بطريقة فريدة قبل تسديد ركلة جزاء (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الأهلي أكثر أندية العالم تتويجا بالألقاب.. ومركز مفاجئ للزمالك
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
رونالدو يتصدر قمة الدوريات برقم قياسي تاريخي
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مطالبات بعقوبة قاسية على مبابي بعد الطرد أمام ألافيس
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بالفيديو.. الروسي أوفيتشكين يحطم رقمه القياسي التاريخي في دوري الهوكي الأمريكي
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
استقبال حار من جماهير ليفربول لمحمد صلاح في أول ظهور له بعد تجديد العقد (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
"الثالثة تواليا".. الزمالك يهزم الأهلي ويتوج بلقب إفريقيا للكرة الطائرة سيدات (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
تطور جديد في انتقال فينيسيوس جونيور إلى الدوري السعودي
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
ليفربول يجتاز وست هام ويحلق في صدارة الدوري الإنجليزي (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مصر.. ذهبية تاريخية مصرية في الصين.. محمود السيد بطلا للعالم في المبارزة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
في أول رد رسمي.. مسؤول في النصر يعلق على مستقبل رونالدو مع "العالمي" (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_Moreخارج الملعب
-
العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا
RT STORIES
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 60 ضابطا أوكرانيّا بضربة دقيقة لمقرّ اجتماعهم في سومي
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت بنى الطاقة 8 مرات في 24 ساعة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
زيلينسكي يشكو نقص "باتريوت" وينتقد الإرادة الأمريكية
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الأمن الروسي يعتقل مواطنين مولدوفيين خططا لتفجيرات إرهابية في روسيا بتوجيه من استخبارات كييف (صور)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الكرملين: تمديد اتفاق وقف استهداف بنى الطاقة مع كييف بيد بوتين
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
ترامب: نزاع أوكرانيا حرب بايدن وأحاول إيقافه
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
إسقاط أربع مسيرات أوكرانية في أجواء ثلاث مقاطعات روسية
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
السلطات الروسية تتلقى عشرات الطلبات من أقارب الجنود الأوكران المفقودين في كورسك لمعرفة مصيرهم
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
قائد الفرقة يروي تفاصيل عملية خط أنابيب الغاز "بوتوك" في سودجا
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
نائب وزير الخارجية الروسي يؤكد عدم وجود أي اتصالات بين روسيا و أوكرانيا حاليا
#اسأل_أكثر #Question_Moreالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا
-
فيديوهات
RT STORIES
مناورات بحرية روسية مصرية مشتركة "جسر الصداقة - 2025"
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
المغرب.. عشرات الآلاف يتظاهرون تحت الأمطار تضامنا مع الشعب الفلسطيني (فيديوهات + صور)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
إنقاذ امرأة حامل من تحت أنقاض مبنى دمره قصف إسرائيلي في جباليا
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
العاهل الأردني يستقبل الرئيس الإندونيسي في عمان
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
إسرائيليون يلجأون للاحتماء إثر دوي صفارات الإنذار في تل أبيب
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الرئيس المصري يصل إلى الدوحة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
تفكيك شبكة اتجار بالبشر كانت تهرب مهاجرين مغاربة إلى الاتحاد الأوروبي
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مشاهد من لقاء الرئيس الإماراتي محمد بن زايد بنظيره السوري أحمد الشرع في أبوظبي
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
قوات الأمن التابعة للحكومة السورية تتمركز عند مدخل بصرى الشام استعدادا لدخولها
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
"أنا متاح دائما على عكس بايدن".. ترامب يسخر من سلفه أثناء حديثه مع الصحفيين
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مشاهد لغارة إسرائيلية على دير البلح وسط قطاع غزة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الرئيس البرازيلي السابق ينشر مقطعا مصورا له وهو على سرير المشفى
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
ترامب يحظى بتصفيق حار ويرقص في بطولة UFC 314 في ميامي
#اسأل_أكثر #Question_Moreفيديوهات
-
المفاوضات الأمريكية الإيرانية في عُمان
RT STORIES
ترامب يعلن عن اجتماع مع مستشاريه حول إيران و"قرار سريع قريبا"
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مسؤول في فيلق "القدس" الإيراني يعلق على المفاوضات مع واشنطن بخصوص الاتفاق النووي
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
هيغسيث: ترامب جاد بشأن إمكانية استخدام القوة ضد إيران في حال فشل المفاوضات
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
"أكسيوس": الجولة الثانية من المفاوضات الأمريكية الإيرانية قد تعقد في روما
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
وزير الخارجية الإماراتي يبحث مع نظيره الإيراني محادثات واشنطن وطهران في مسقط
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مباحثات مصرية إيرانية عمانية أمريكية.. والقاهرة تأمل في مرحلة جديدة من التهدئة بالمنطقة
#اسأل_أكثر #Question_Moreالمفاوضات الأمريكية الإيرانية في عُمان
-
رسوم ترامب تنذر بحرب تجارية
RT STORIES
الولايات المتحدة تعلن بدء "حوار هادئ" مع الصين بشأن قضايا التجارة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
البيت الأبيض: نجري مفاوضات مع 130 دولة حتى الآن بشأن الرسوم الجمركية
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
ثلاثة أرباع الأمريكيين يتوقعون ارتفاع الأسعار بعد الرسوم الجمركية
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مستشار الرئيس الأمريكي: ترامب يخطط لتغيير هيكلية الاقتصاد الأمريكي
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
رئيس الفيدرالي الأميركي: الرسوم الجمركية ساهمت في ارتفاع التضخم
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
وزير التجارة الأمريكي يكشف عن اتصالات بين واشنطن وبكين بشأن التجارة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
وزيرة الخزانة الأمريكية السابقة تنتقد سياسة ترامب الجمركية
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بريطانيا تعلّق الرسوم على الواردات للحد من تداعيات الرسوم الأمريكية
#اسأل_أكثر #Question_Moreرسوم ترامب تنذر بحرب تجارية
سوريّان في موسكو!
أصغيت لمطالب زوجتي اللحوحة وذهبت معها إلى السوق واشترينا وإياها دون أن يكون لي رأي في ما اختارت، مكنسة كهربائية اقتصر دوري على دفع ثمنها وحملها إلى السيارة ومنها إلى المنزل.

حال وصلنا إلى البيت، لمّعت زوجتي المكنسة الحمراء الجميلة التي تعب مصنعوها على مظهرها الخارجي لتبدو لغير العارف جهازا ذكيا، أو ربما مسبارا فضائيا عكفت وكالة الفضاء الروسية طيلة سنين على تصميمه بهدف إطلاقه ليجمع بيانات علمية عن فوبوس أحد قمري المريخ.
وفور أن انتهت من تلميع المكنسة، وصارت تبحث لها عن مكان لائق في المنزل، ارتسمت البسمة على محياها تلذذا بنشوة انتصارها وهزيمتي، إذ أفلحت في إقناعي وفي يوم عطلتي بإحماء السيارة في صقيع روسيا القارس، والذهاب بها إلى المتجر المزدحم والانتظار هناك حتى تنتهي هي من اتخاذ قرارها وتستقر على المكنسة المطلوبة، والتي بدت الأجمل بين مثيلاتها على الرّف!
مشاعر النصر التي انتابت زوجتي، تكللت بتلاوتها على مسامعي مقتطفات من الكتيّب الصغير المرفق بالمكنسة ودفتر الكفالة. فالمكنسة حسب ما ورد في الكتيب، قوية وتشفط الغبار والفتات، بل تسحب من على الأرض البساط، فيما لا تتيح للغبار التسرب ثانية إلى جو الغرفة المكنوسة حفاظا على أنفاس أهل البيت والبيئة!
المكنسة كانت مكفولة لعام كامل بما يشمل جميع الأعطال المحتملة، كما تتعهد الشركة المصنعة خطيا، بألا يصيب منتجها مكروه مهما طال استخدامه، وبغض النظر عن الظروف الجوية التي قد يستعمل في ظلها.
زوجتي كانت على ثقة تامة بمصداقية كل كلمة وردت في كتيب إرشادات الاستخدام ودفتر الكفالة، وأكثرت من مديح أداتها المنزلية الجديدة التي ستخفف عنها ما استطاعت من أعباء الكنس وتنقية الهواء في البيت بأكمله، فهي مكفولة ومضمونة، فضلا عن أن قريبتنا ما انفكت خلال عامين تستخدم مكنسة مشابهة تماما، أبلت بلاء حسنا في الخدمة، باستثناء بعض العيوب الطفيفة فيها حسب زوجتي، والتي في مقدمتها مظهرها الأقل جاذبية مما اشترت هي.
انقضى عام بالتمام والكمال على اقتناء زوجتي مكنستها العجيبة، وذلك وفقا لتاريخ شرائها المدون في كتيب الإرشادات ودفتر الكفالة وتزامن اليوم الـ365 من عمر المكنسة مع تواجدي في العمل.
مع إتمام مكنستنا ربيعها الأول في خدمتنا، كنت غارقا خلال تلك الذكرى في العمل وزملائي إلى فوق رؤوسنا، حيث اتسم هذا اليوم بتوالي سيل جارف من المواد الإخبارية التي تتطلب تحريرها وترجمتها، صبيحة إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الاتفاق بين موسكو وواشنطن على وقف لإطلاق النار، وهدنة طال انتظارها في سوريا تمهد لمفاوضات تخرج بالسوريين من أزمتهم وتعيد السلام إلى بلادهم.
في هذا اليوم، انقضت ساعات الدوام الرسمي بلمح البصر، حيث تخللها توتر وغضب حبسته في صدري على رئيس التحرير الذي بدا و"كأنك أذهبته وجئت بغيره"، إذ كان متشددا معنا على غير عادة، لحرصه على عدم تراخي أي منّا نحن المحررين والمترجمين، فالأخبار التي تتوالى مصيرية، وكان هو شخصيا بين من انتظروها، فهو سوري دمرت الحرب بيت والده الكريم وأتت على ما تركه الأب للأبناء والأحفاد!
أنا لم أكن على علم بهذه الحقيقة المرّة وبما عاناه رئيس تحريرنا الرصين، وسامحته على توتره في ذاك اليوم، ودمعت عيناي حينما قصّ عليّ حكاية أخ سوري ينطق بلهجتي ويضحكه ضحكي، ويحزنه حزني.
فأنا ابن سوريا مثله وكنت متوترا مثله، ومحّصت كثيرا كلمات الرئيس الروسي لدى ترجمتي لها، وألهبت قلبي مشاعر الحنين إلى سوريانا وفاض بي حب كل السوريين بين موالين ومعارضين فنحن جميعا على مصير بلادنا صرنا قلقين، ولم نعد نريد سوى سلتنا بلا تين.
وفي هذه الأثناء، كان هاتفي المحمول بعيدا عني، إذ نسيته في جيب المعطف على الشماعة، ولم أسمع له رنينا، ولم أذكر أنني من أصحاب الهواتف المحمولة أصلا، إلا بعد انحسار شدة التوتر الإعلامي في العالم وتلاشي أصداء نبأ وقف إطلاق النار في سوريا وقرار إرسال المساعدات الإنسانية لمستحقيها هناك.
وعندما ارتديت معطفي قبل العودة إلى منزلي، تذكرت أنه لدي هاتف محمول، وأن أحدا قد اتصل بي لا محالة طيلة ثماني ساعات من العمل المتواصل. فدسست يدي في جيبي لأسحب تلفوني وأرى على شاشته إخطارا يشير إلى أن زوجتي قد هاتفتني ست مرات دون أن أسمع أو أجيب!
وفي أعلى الشاشة كذلك، نبّهني هاتفي في شارة كالظرف البريدي إلى أن أحدهم قد ترك لي رسالة قصيرة. وقبل أن أتصل بالمرسل، فضلت الاطلاع على فحوى الرسالة وأنا على يقين تام بأنها وردت من زوجتي، فيما قلت في نفسي، أجارنا الله، خيرا إن شاء الله، لأقرأ في سطور الرسالة القصيرة ما يلي: أين أنت؟ لماذا لا تردّ على نداءاتي؟ لقد اتصلت بك ألف مرة! أين أنت؟
سارعت إلى الاتصال بها، وقبل السلام والكلام سألتها ما الذي حدث، لماذا هذا الإلحاح في الاتصال وما منعك عن الاتصال بي على الهاتف الأرضي في العمل، لتجيب: من ناحية الاتصال على هاتف العمل، فإنني لم أقدم على ذلك تلبية لتعليماتك، وتفاديا لألا يحسبك زملاؤك متواريا عني في مكان مجهول، فيما توهمني بأنك في العمل وأنت الله وحده من يعلم أين أنت. اتصلت بك لأبلغك بأن المكنسة الكهربائية، وبعد أن شغّلتها كالعادة لأكنس البيت، أخذت تعمل بصوت علا وازداد باضطراد، فيما كنت أعوّل عليها لتعاود الكنس بهدوء.
استمرت على هذه الحال لبرهة، ومن ثم أخذ الدخان يتصاعد فوقها وشممت منها رائحة حريق كهربائي أرعبني. عاجلت وكما سبق لك وأن أرشدتني، بفصل التيار من مصدره الأساسي، أي من القاطعة المثبتة في الحائط إلى جانب الباب الرئيسي في بيتنا.
لا تتصور مدى هولي، وأعجز عن وصف الرائحة الكريهة التي انبعثت من هذه المكنسة الملعونة. الله نجّاني ونجّا البيت من الحريق.
قلت: الحمد لله على سلامتك، هل أنت على ما يرام، اهدأي، لا تخافي فأنا في طريقي إلى المنزل. هيا انتظريني ولا تقلقي. مضطر لإنهاء المكالمة لأنني اقتربت من محطة مترو الأنفاق، ولا أحب التحدث بالهاتف فيما الآخرون يصغون إلي ويسترقون نظرات الانتقاد، فأنت تعلمين أن الروس لا يحبون هذه العادة.
وبعد أن نزلت إلى قطار المترو بواسطة السلم الكهربائي الطويل كطريق الحياة، وتزامنا مع عبارات الحمد والشكر لله التي رددتها في قرارة نفسي على سلامة زوجتي وبيتي، عدت إلى التفكير بالعمل، وبما سمعته من أنباء اليوم.
كانت في قلبي حسرة على قدر صديقي رئيس التحرير السوري المخلص لبلده وبستان الزيتون الذي حفر تربته بمعول بقي عليه عرق والده، وشجّر بزنديه أرض الآباء والأجداد، ورعا بستانا على مساحة 12 دونما، سبق له وأن أراني إياها بين الصور التي يحتفظ بها في هاتفه الذكي.
فاضت عيناي بالدمع في قطار الأنفاق، ورحت أنظر في الأرض لأهرب بدمعتي من عيون الركاب المهموكين، والعائدين بدورهم من أعمالهم وهم يفكر كل منهم أيضا بعمله ومشاغله وأهل بيته ومحبيه.
سألت نفسي عمّا حل بسوريا، في مونولوج يرافقني مذ خرّت جريحة، ومذ صارت تتوالى على شاشات التلفاز مشاهد توزيع الجنود الروس المساعدات الإنسانية على المنكوبين في بلدي، ملفوفة بأكياس تحمل علمي روسيا وسوريا المصابة، وكتب عليها: روسيا معكم!
كما آخذت نفسي، وخشيت أن يتهيأ لصديقي، ومديري وهو واحد من ملايين السوريين الذين تضرروا في حرب ما تمناها سوى العدو لسوريا، وقلت لروحي: يا الله، كتاباتي قد توحي لمن يقرؤها بأنني متحيز إلى جانب ما تسميه المعارضة في سوريا "النظام"، فصديقي من المتضررين، وهو يمثل معارضة شريفة احتاجت سوريا لمثلها منذ أمد، وأينعت في بلادنا ضرورتها.
ورحت أتساءل، وأبرر لنفسي وأقول: لا، فصديقي شخص راق ومتزن في حكمه، ولا أعتقد أنه بين المعارضين الذين يريدون قلب "النظام" بأي ثمن ويكرهون كل من يفكر بغير طرحهم، ويحسبونه على "النظام"، ويتوعّدونه في قرارة أنفسهم بمصير على أيديهم وأيدي "أصدقاء سوريا" لن يكون أرحم من مصير "النظام".
لا، هو ليس ممن هم قمة في السخاء والجود بمال غيرهم وبدماء مئات الآلاف من أبناء جلدتهم. هو ممن أرادوا التغيير الحقيقي في بلادنا من أجل عيش أفضل ومستقبل وضاء لولده وابنته والملايين من أقرانهما في سوريا، رغم أن ولديه يعيشان تحت كنفه في روسيا، والمستقبل الواعد في انتظارهما في بلد اتسع لتحقيق أحلام الملايين بعلومه وصناعاته وفرصه.
وخلصت في حواري مع ذاتي، إلى أن كل شيء على ما يرام، وصديقي لن يخطئ في فهمي، فأنا أيضا شأني شأنه لا أريد سوى الخير والسلام لوطننا الغالي، ولا أنتمي لـ"النظام" أو معارضة، شريفة أو انتهازية وسخية بمال الغير ودمه.
أنا سوري كصديقي وأريد بلدي آمنا مستقرا، وأنشد تغييرا يصدر عنّا نحن، ومن تحت قبة برلمان عاصمتنا، ومن حناجر السوريين وقلوبهم إن كانوا معارضين، أو موالين.
وعدت بعد وصولي إلى المحطة التي أنشدها وصرت على خطوات من بيتي، لأستذكر ما حدث مع زوجتي ومكنستها الكهربائية اليوم، فارتسمت بسمة على وجهي مشوبة بحسرة مرّة على ما جال في خلدي طيلة الطريق، وقلت، تبّا لهذه الحياة وما تحمله من مسرّات ومنغصات.
السوريون في التغيير الذي أرادوه، ربما خدعوا عبر شاشات التلفاز ومنشورات التحريض والسم الأجنبي الذي دسّ في صحونهم وألّب قلوب بعضهم على بعض عبر أحلاف وتكتلات تكاتفت وتهافتت على "نصرة" طرف دون آخر في بلدنا. اختطفوا منّا قضية تغييرنا، وجعلوا منها مادة لتصفية حساباتهم وتسوية مشاكلهم على حسابنا، لقاء تدمير بيوتنا وإراقة دمائنا.
الخديعة وقعت بين السوريين عبر ما ورد في كتيبات الكفالة وإرشادات الاستخدام، شأننا في ذلك شأن زوجتي التي عفا عنها وعني الله اليوم ولم يمكّن لمكنستها الحمراء أن تشتعل وتأتي على ما جنيته طيلة أكثر من عقدين وتزهق روح رفيقة دربي وصديقة عمري.
وحينما وصلت إلى المنزل، سارعت زوجتي إلى فتح الباب في وجهي قبل أن أضغط على زر الجرس، إذ كانت تترقب وصولي من على الشرفة، لتقول: يا إلهي ما هذا اليوم، لا أزال إلى الآن خائفة. وأضافت وهي تأخذ الحقيبة من يدي: هل تعلم أنهم اتفقوا في سوريا، وقالوا إن بوتين وأوباما تعهدا بوقف إطلاق النار هناك تمهيدا للهدنة؟
أجبت: نعم يا حبيبتي، ما أبسطك، تسألينني إذا كنت على علم بخبر كهذا وأنا في قلب النبأ والحدث على مدار الساعة؟ هيّا حضّري لنا الطعام لو سمحت، فأنا جائع، ومنهك ومهموم. أبناء بلدي غرّهم لون التغيير وخدعوا بالإرشادات وتعليمات الاستخدام وسبل قتل بعضهم البعض من أجل مستقبل أفضل، كما انخدعت أنت بما جاء في كتيّب مكنستك لعنها الله.
لقد حذرتك منذ البداية، وقلت لك إنه ليس كل ما يكتب صحيحا، والمسألة لا تكمن في الشكل الخارجي واللون، وأكدت لك مرارا وتكرارا أن الطريق إلى جهنم معبدة بالنوايا الحسنة.
صفوان أبو حلا
التعليقات