اسم الله عليه اسم الله عليه..!

أخبار العالم العربي

اسم الله عليه اسم الله عليه..!
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/hg3t

تحول حلف الناتو إلى صندوق تجبي فيه فتوّات الحرب الإتاوات من الدول الأوروبية وسواها "لحمايتها" من أخطار وهمية، فيما الغرض الرئيس من الإتاوة جمع المال والحفاظ على الحلف من السقوط.

تتوالى تصريحات فتوّات الناتو الواحد تلو الآخر، فبعد ما أعلنه فيليب بريدلاف قائد قوات الحلف في أوروبا في خطبة وداعه لمنصبه عن "قدرة الأطلسي على قتال روسيا ودحرها شريطة توفر الطاقات اللازمة لذلك"، تسلم السكرتير العام للناتو ينس ستولتنبيرغ نَبّوت الفتوة من بريدلاف وأخذ يلوح به في وجه روسيا مستقويا بالحلفاء.

وصرح زعيم الناتو ستولتنبيرغ مؤخرا من على منبر الأطلسي، بأن روسيا تعمل على شق الناتو واختراق صفه، بل صارت تفزع جيرانها، الأمر الذي يتطلب "بذلا" إضافيا وتضحيات لحشد قوى أكبر وطاقات أعظم تسعف المتوسط وشرق أوروبا وتذود عنهما.

ستولتنبيرغ، يريد "الذود" عن "الحرافيش" في وجه "الطامعين" الروس الذين أشهروا "نبابيتهم" الحديثة مؤخرا، وراحوا يعملونها في ظهور ورقاب الإرهابيين ومن معهم في سوريا، ويتوعدونهم بالمزيد وأينما كانوا.

فتوات الغرب يستشيطون غضبا من باراك أوباما الذي لم يقدم على أي عراك فعلي مع عاشور الناجي، أي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي صار، وحسب كبار فتوات العالم "يتحكم بالشاردة والواردة ويدافع عن حارته، بل عن الحارات المجاورة والبعيدة" التي ذاع صيته فيها بعد أن قضى على تجارة النفط المنهوب منها.

هؤلاء الفتوات، وبعد فشلهم الذريع في تحقيق ما خططوا له من "حريات وديمقراطية وثورات"، صاروا يبحثون عن مبرر لما سيحل ببلدانهم واقتصاداتهم نتيجة للفوضى التي بثوها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تلبية لإملاءات من واشنطن التي أطلقت عنان الفتوات بعد زوال الاتحاد السوفيتي لتتمكن بجهودهم من أسواق العالم وتحتكر "حماية" "الحرافيش" في المعمورة.

العدو أخيرا ظهر من تلقاء نفسه، فها هي روسيا "تخيف جيرانها، وتعيد طرق التجارة لأصحابها، بل تدشن طرقا جديدة عبر شمال الكرة الأرضية وتكتسح سوق الطاقة، بمحطاتها الكهرذرية التي راحت تشيدها في الدول لتستحوذ حتى الآن على حصة الأسد من إجمالي مشاريع الطاقة الذرية في العالم، ناهيك عن صفقات السلاح التي تبرمها مع من اعتاد الغرب على اعتبارهم "حرافيش" يتوجب "حمايتهم".

تلويح ستولتنبيرغ وبريدلاف وسواهما من فتوات العصر بالنبابيت لن يجدي نفعا، فالعراك قد انتهى وهراواتهم تكسرت، وجميع محاولاتهم إلقاء اللائمة على أوباما والجزم "بتراخيه" مع روسيا، ليست إلا عمليات تجميل فاشلة ستأتي بأثر عكسي وتميط اللثام عن وجوههم التي تمتعت بنضارة مزيفة بفضل المساحيق التي وقعت في أيديهم بعد زوال الاتحاد السوفيتي وانشغال روسيا بمشاكلها الداخلية. هم جميعا ولو كانوا في محل أوباما لفعلوا مثله، فهو تحلى بموضوعية عبّر عنها بمواقفه التي ركزت على تفادي صدام كان له أن يأتي بآثار أشد وأفظع مما كانت تعقب الشوطة في عهد الناجي وتزهق أرواح الحرافيش والتجار والفتوات بلا استثناء.

الهدنة المعلنة في سوريا مؤخرا، جاءت إقرارا أمريكيا صريحا بندية الخصم والمنافس الروسي وبغض النظر عن ولاء الإدارة الأمريكية إن كان جمهوريا أو ديمقراطيا. فشعبية دونالد ترامب، وبيرني ساندرز الساعيين لنيل تفويض خوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والمظاهرات التي تعم العواصم الأوروبية، خير دليل على استيقاظ الشعوب الغربية ورغبتها في انتهاج حكوماتها سياسات بعيدة عن المواجهات تعنى بحال ملايين الحرافيش الحقيقيين في الولايات المتحدة وأوروبا، عوضا عن إثارة الفوضى في دول العالم وحمل مواطنيها على قطع البحار والغابات طلبا للمأكل والمأوى في أوروبا.

الناتو، والاتحاد الأوروبي وحسب الكثير من الخبراء يسيران بخطى ثابتة على طريق حلف وارسو والاتحاد السوفيتي، وجميع المؤشرات على الأرض تؤكد صحة هذا الطرح، فبريطانيا لا تريد اتحادا ينتزع منها استقلالها ويستنزف مقدراتها لقاء "برامج" تخدم مصالح ميركل وأوباما، بل أردوغان، فيما الأوروبيون يتظاهرون ويحتجون على الاتفاق الأخير لتمويل حل مشكلة اللاجئين على حسابهم وتسديد "جزية" فرضها أردوغان على اتحادهم.

الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغين، وعندما أعلن "انتصار" بلاده في الحرب الباردة قال: "انتصرنا في الحرب الباردة التي لم تنته بعد". الرئيس الأمريكي كان على حق، فالحرب الباردة لم تحط أوزارها بعد، بل ها هي تشتعل من جديد، ويذكي نارها فتوات يتلهفون للعراك، فيما النتيجة التي قد تخلص إليها الجولة الثانية من هذه الحرب محسومة مسبقا، حيث ستنتهي وبالقياس، بتفكك الاتحاد الأوروبي والناتو.

وبالوقوف على ما يشهده العالم، والتململ الحاصل في بلدان الغرب التي صارت شعوبها تنبذ نهج الفتوات والنبّوت، تعود إلى الذاكرة الهتافات التي كان يرددها الحرافيش في "السيرة العاشورية" لنجيب محفوظ، وهم يشجعون عاشور الناجي صاحب النبوت الأقوى والضربة الأوجع ليخلصهم من بطش وسطوة البلطجية الذين كانوا يحتكرون "حمايتهم" ويجمعون منهم الإتاوات وينفقونها على ترسيخ نشاطاتهم المشبوهة.

والأوروبيون وغيرهم من الشعوب، ولو كانوا يجيدون العربية، لصاحوا بالعامية المصرية في مظاهراتهم "اسم الله عليه اسم الله عليه... عاشور الناجي اسم الله عليه"، مناشدين بوتين وقف مهزلة الفتوات وتكسير نبابيتهم، ومهللين للطيارين الروس الذين قصموا ظهر "داعش" وأشباهه وقضوا على تجارة النفط المنهوب في سوريا.

صفوان أبو حلا

 

 

 

 

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا