وكتبت الصحيفة اللبنانية أنه لم يكن متوقعا أن ينتهي لقاء منتظر منذ أربعة أيام لقدري جميل مع الوسيط الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بالسرعة التي انتهى بها خلال مؤتمر جنيف الذي عُلقت أعماله قبل يومين.
وعندما اقترب دبلوماسي سويسري من الأمين العام لـ"حزب الإرادة الشعبية" قدري جميل ليهمس في أذنه بضع كلمات، كان اجتماع جزء من وفد العلمانيين الديموقراطيين مع الوسيط الدولي قد بدأ قبل نصف ساعة فقط في القاعة العاشرة من قصر الأمم المتحدة بجنيف.
واكتفى دي ميستورا بهز رأسه موافقاً على مغادرة المعارض السوري(قدري جميل) القاعة، من دون أن يدرك أن حياة جميل قد تكون بخطر في سويسرا. وعندما نهض ليغادر الاجتماع، كان يحث الخطى في الممرات الطويلة تحت حماية أمنية.
وفيما كان المعارض السوري ينتظر طائرة التاسعة ليلاً لإعادته إلى موسكو، كانت رئيسة "حركة المجتمع التعددي" رندا قسيس تتلقى تقييماً أمنياً بوجود تهديدات تطالها هي أيضاً، وتتخذ السلطات السويسرية قراراً بوضعها تحت الحماية، بانتظار أن تغادر جنيف.
وخرج عضو الوفد سليم خير بك ليعلن أن السلطات السويسرية أبلغتهم أن تهديدات قد تطال حياتهم. وقامت الشرطة بتفتيش الفندق الذي نزلوا فيه، وعززت الحراسة على مداخله. وطلب من أعضاء الوفد مغادرة جنيف بأسرع وقت ممكن.
وطلبت السلطات السويسرية من جميع أعضاء وفود المعارضة السورية، السياسية والمدنية والنسائية، مغادرة أراضيها بأقصى سرعة ممكنة، وفرضت حماية على مقرات إقامتهم، حسب بعض أعضاء هذه الوفود.
وحسب مصادر مطلعة، فإن إنذاراً أطلقته الأجهزة الأمنية الروسية بعد حصولها على معلومات بأن عملية تعدها الاستخبارات التركية قد تستهدف معارضين سوريين مقربين من موسكو، وأنه تم إبلاغ هذا التقييم الأمني للجانب السويسري.
وكان قدري جميل قد زُوّد بحماية أمنية سويسرية استثنائية، منذ وصوله قبل أسبوع إلى جنيف. وقد يكون قدري جميل هدفاً لهذه التهديدات باعتباره احد المرشحين البارزين الذين يحظون بدعم روسي لرئاسة حكومة وحدة وطنية موسعة في سوريا.
وإذا ما صحت المعلومات عن تلك التهديدات، التي يقول مصدر مطلع إن المخابرات التركية تقف وراءها، فالأرجح أن يفتح ذلك مرحلة جديدة من المواجهة التركية- الروسية أمنياً، بعد الضربات التي وجهها الانخراط الروسي في سوريا للأتراك.
وتملك الاستخبارات التركية شبكة قوية في أوروبا، تعمل على اختراق الجاليات الكردية، أو اغتيال ناشطين مقربين من "حزب العمال الكردستاني"، كان آخرها اتهام عميل للاستخبارات التركية، في باريس، بقتل ناشطتين كرديتين بارزتين قبل أربعة أعوام.
المصدر: السفير