السيسي في مهمة إزالة الضباب بين القاهرة ولندن
يبدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأربعاء 4 نوفمبر/تشرين الثاني زيارة رسمية لبريطانيا، هي الأولى من نوعها، يلتقي خلالها رئيس الوزراء، ووزير الدفاع لبحث التطورات الإقليمية.
مصر تؤكد حرصها على التعاون العسكري والأمني ومواجهة التهديدات الإرهابية
الرئاسة المصرية أعلنت أن الزيارة تأتي في إطار حرص البلدين على مواصلة التنسيق بينهما للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة جديدة تقوم على تدعيم الاستقرار والدفع بجهود التنمية في مصر.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم الرئاسة المصرية، إن الرئيس سيعقد لقاء ثنائيا مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للتباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، فضلا عن التشاور حول المستجدات الإقليمية وما تفرزه من تحديات وعلى رأسها تحدى الإرهاب في المنطقة.
وسيلتقى خلال الزيارة بوزير الدفاع البريطاني مايكل فالون لمناقشة سبل تعزيز التعاون العسكري والأمني والتنسيق المشترك، لاسيما على صعيد التهديدات الإرهابية.
بريطانيا أكبر مستثمر أجنبي في مصر
أضاف السفير علاء يوسف، أن الرئيس سيلتقى بمجموعة من أعضاء البرلمان البريطاني للتأكيد على أهمية فتح قنوات اتصال مباشر بين مجلسي العموم واللوردات البريطانيين ومجلس النواب المصري عقب تشكليه بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية الجارية حاليا، لاسيما في ضوء أهمية البعد البرلماني في العلاقات الثنائية من أجل تعزيز التواصل السياسي والشعبي المنشود بين البلدين.
وأشار يوسف إلى أن الزيارة ستشهد نشاطا مكثفا للرئيس على الصعيد الاقتصادي، حيث سيجرى عدة لقاءات مع كبريات الشركات البريطانية ومجتمع المال والأعمال، لاستعراض الفرص الاستثمارية الواعدة في مصر، وستتطرق لقاءات الرئيس في لندن إلى سبل زيادة التبادل التجاري البالغ حاليا حوالى 2,7 مليار دولار، وبما يتناسب مع التنامي الملحوظ، الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلاً عن جذب المزيد من الاستثمارات البريطانية، علماً بأن المملكة المتحدة تُعد أكبر مستثمر أجنبي في مصر، حيث تزيد استثماراتها حالياً عن 20 مليار دولار.
ويعقد الرئيس لقاء خلال الزيارة مع مجموعة من أبرز المفكرين البريطانيين لعرض الرؤية المصرية تجاه عملية البناء الديمقراطي والتحول الاقتصادي في مصر، فضلا عن سبل معالجة الأزمات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط.
سفير مصر بلندن: "السيسي" يبحث مع بريطانيا سبل مكافحة الإرهاب
قال ناصر كامل، سفير مصر في بريطانيا، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيلتقي مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، خلال زيارته لبريطانيا، كما سيلتقي عددا من المستثمرين، مشيرا إلى أن الزيارة تؤكد مكانة ودور مصر المهم في المنطقة.
وأضاف أن لقاء السيسي مع رئيس وزراء بريطانيا سيتناول العديد من القضايا التي تشغل المنطقة وأهمها الملف السوري، كما يبحث مع المسؤولين في بريطانيا سبل مكافحة الإرهاب
السفير البريطاني بالقاهرة: استقرار مصر حاليا يجذب رؤوس الأموال البريطانية
من جانبه أكد جون كاسن سفير بريطانيا في القاهرة، أن زيارة الرئيس السيسي لبلاده ستعزز من عمق العلاقات المشتركة على المستويين السياسي والاقتصادي، مشيرا إلى أن حالة الاستقرار السياسي، الذي تشهده مصر حاليا يمثل عامل جذب لكافة الشركات البريطانية الراغبة في الاستثمار في مصر.
السيسي يحسم ملف الإخوان مع كاميرون
جاءت الدعوة البريطانية للرئيس السيسي منذ منتصف يونيو/حزيران الماضي، ونقلها مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وأعلنت الرئاسة المصرية في حينها أن تلبية الدعوة ستكون في خلال شهر من حينها، لكن الرئاسة المصرية أجلت تلبية الدعوة واستمر التأجيل حتى حسم الأمر.
وكانت بريطانيا فتحت من قبل تحقيقات ترتبط بالوجود الإخواني في لندن وتعاملات الجماعة في بريطانيا ومصادر تمويل أنشطتها، وهو الأمر الذي تم في أعقاب عزل نظام الإخوان، وجرى في حينها بضغوط خليجية، لكنها توقفت دون إعلان نهائي عن نتائجها، ويترقب خبراء أن يطرح موضوع الإخوان ضمن قضايا النقاش بين السيسي وكاميرون.
هريدي: بزيارة بريطانيا تكون مصر انفتحت على كافة القوى الرئيسية فى العالم
من جهته أكد السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى بريطانيا تكون مصر قد انفتحت على كافة القوى الرئيسية في العالم، لافتا إلى أنه قد قام بزيارة ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا، وأخيرا بريطانيا.
وقال هريدي "إن توجيه بريطانيا لدعوة الرئيس السيسي لزيارتها يعني وجود رغبة قوية من جانبهم في تعزيز وتقوية العلاقات بين البلدين بعد ثورة 30 يونيو/حزيران، أن الزيارة ستنتج العديد من اتفاقات التعاون بين البلدين على المستوى السياسي والاقتصادي".
الهلباوي: زيارة السيسي تبدد "ضباب الإخوان"
من جانب آخر اعتبر الدكتور كمال الهلباوي، القيادي السابق في جماعة الإخوان، أن زيارة الرئيس السيسي لبريطانيا ستزيل حالة "الضبابية"، التي حاول الإخوان تصديرها عن علاقة مصر ببريطانيا، وأنه يدرك أن بريطانيا ستتفهم بعد لقاء الرئيس السيسي بديفيد كاميرون كيف أن مصر قدمت نموذجا لمصر كما ينبغي في مواجهة جماعات من العنف والإرهاب، مؤكدا أن هناك مجالات عديدة تجمع البلدين من بينها التعاون الأمني والاقتصادي إلى جانب العديد من الملفات التي يأتي من ضمنها الجانب الاقتصادي.
مراقبون: السيسي سيقتحم "المعقل الأخير" للإخوان في لندن
مراقبون مصريون يعتبرون أن لندن تعد محطة هامة للسيسي كونها المعقل الأخير، الذي تتحصن فيه قيادات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، بينما يقول محللون آخرون "إن الزيارة ستعمل بالتأكيد على محو آثار الأزمة المتعلقة بقضية الماريوت وما تم من حالة تراشق وصلت إلى حد استدعاء سفير بريطانيا في القاهرة للمرة الأولى احتجاجا على تصريحاته"، وهو الأمر الذي تم محو آثاره بالجملة بعدما أصدر السيسي قرارا بالعفو الرئاسي عن كافة المتهمين في القضية بما اعتبره الغرب محاولة من الرئيس لمحو تلك الصفحة، التي أثارت الكثير من الخلافات.
إيهاب نافع
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)
