إنشاء منطقة تجارة حرة وبناء محطة كهرذرية في مصر تتصدر لقاء بوتين والسيسي
استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموسكو يوم 26 أغسطس/آب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وبحث معه مختلف الملفات الاقتصادية وأبرزها إنشاء منطقة تجارة حرة وبناء محطة كهرذرية في مصر.
وقال الرئيس بوتين خلال مؤتمر صحيفي مشترك مع نظيره المصري في موسكو: "اتفقنا على بذل الجهود المشتركة لتخفيف تأثير العوامل الخارجية والخروج بالتبادل التجاري نحو مسار مستدام من النمو. ومن بين الخطوات الملموسة لتحفيز الاقتصاد ناقشنا إمكانية إنشاء منطقة حرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي الأوراسي (روسيا، وكازاخستان، وبيلاروس، وأرمينيا، وقرغيزيا) واستخدام العملات الوطنية في التبادلات التجارية وتعزيز التعاون الاستثماري".
وأعربت القاهرة مرارا عن اهتمامها بإنشاء منطقة تجارة حرة مع الاتحاد الأوراسي، منوهة إلى أن المنطقة ستساعد فى زيادة حجم التبادل التجاري، وتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية.
وأشار بوتين خلال المؤتمر الصحفي إلى أن أكثر من 400 شركة برأس مال روسي تعمل في مصر حاليا وتنفذ مشاريع استثمارية كبرى، متوقعا أن يسهم صندوق الاستثمارات المشترك بين روسيا ومصر والإمارات بشكل فعال في تنفيذ هذه المشاريع.
وكانت روسيا ومصر والإمارات قد اتفقت في شهر مايو/أيار، على هامش أعمال مجلس الأعمال المصري – الروسي، على إنشاء صندوق الاستثمارات هذا لتمويل مشاريع طويلة الأجل في مصر وللاستثمار في مشاريع الصناعة والزراعة.
التعاون في مجال الطاقة
كما تطرق بوتين إلى التعاون بين البلدين في مجال الطاقة الذي يشهد تطورا حيث تشارك شركات الطاقة الروسية مثل "لوك أويل" و"روس نفط" و"غازبروم" في عدد من المشاريع بمصر.
هذا ووقعت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" عقدا مع شركة "غازبروم" الروسية بتاريخ 17 مارس/آذار لاستيراد 35 شحنة من الغاز الروسي المسال على مدى 5 سنوات.
وفيما يتعلق ببناء محطة كهرذرية في مصر، قال الرئيس الروسي إن الخبراء يستكملون صياغة المسائل التقنية المتعلقة ببناء أول محطة كهرذرية في مصر بتكنولوجيا روسية.
وكانت روسيا ومصر وقعتا على هامش زيارة الرئيس بوتين إلى القاهرة في شهر فبراير/شباط الماضي اتفاقا مبدئيا لإنشاء محطة كهرذرية لتوليد الكهرباء تضم أربع وحدات تبلغ طاقة كل منها 1200 ميغاواط في منطقة الضبعة بمصر.
الصادرات المصرية الزراعية والقمح الروسي
ويستفيد المصدرون المصريون للمنتجات الزراعية من الفرصة المتاحة في السوق الروسية، وذلك بعدما فرضت موسكو حظرا على استيراد جملة من المواد الغذائية من الدول التي فرضت عقوبات على روسيا لموقفها من الأزمة الأوكرانية، وقال بوتين إن الصادرات الزراعية المصرية إلى روسيا ارتفعت في النصف الأول من العام بنسبة 8%.
وبالمقابل تعد مصر أحد أهم الأسواق للحبوب الروسية، حيث بلغت صادرات روسيا من الحبوب إلى مصر العام الماضي نحو 4 ملايين طن، ما يساوي نحو 40% من استهلاك مصر من الحبوب.
كما تخطط روسيا لزيادة صادراتها من الحبوب إلى مصر، وبهذا الصدد ناقش الرئيسان مسألة مشاركة روسيا في بناء مرافق البنية التحتية للحبوب على الأراضي المصرية.
وفيما يتعلق بمجال الطيران، ترى موسكو وجود أفاق واعدة للتعاون مع القاهرة في مجال الطيران المدني، حيث تدرس روسيا مسألة توريد طائراتها المدنية الحديثة من طراز "سوخوي سوبرجت" إلى مصر.
ولفت الرئيس بوتين إلى أن مصر تعد أحد الأماكن المفضلة للسياح الروس، حيث بلغ عدد المواطنين الروس الذين قصدوا مصر كوجهة سياحية رقما قياسيا هو 3.5 مليون سائح في عام 2014 ، وهذا أعلى بنسبة 35% عن مؤشرات عام 2013.
إنشاء منطقة صناعية روسية في منطقة قناة السويس
تتطلع القاهرة إلى بدء الخطوات العملية لإنشاء منطقة صناعية روسية في منطقة قناة السويس تعطي دفعة قوية لتطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين التي شهدت تطورا ملحوظا خلال العامين الماضيين.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي إن اجتماع اليوم سيعطي دفعة قوية لتطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين، لافتا إلى أنه تمت مناقشة عدد من قضايا التعاون المشترك وبحث سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
المصدر: وكالات
