وفاة الرئيس الأبخازي سيرغي باغابش.. ومدفيديف يعزي
توفي رئيس ابخازيا سيرغي باغابش يوم 29 مايو/ايار في أحدى مستشفيات العاصمة موسكو عن عمر يناهز 62 عاما بعد صراع مع مرض سرطان الرئة. والرئيس الروسي يرسل برقية تعزية بوفاته.
توفي يوم 29 مايو/آيار في احدى مستشفيات موسكو سيرغي باغابش ( 62 سنة ) رئيس جمهورية ابخازيا بعد ايام من العملية الجراحية التي اجريت على رئته.
انتخب سيرغي باغابش لمنصب رئيس جمهورية ابخازيا عام 2005 واعيد انتخابه عام 2009 مرة ثانية.
حصلت جمهورية ابخازيا على اعتراف رسمي باعتبارها دولة مستقلة وذات سيادة في عهد الرئيس باغابش من جانب روسيا ودول اخرى.
انيطت المهام الرئاسية مؤقتا حاليا بالكسندر انكواب نائب الرئيس، وبموجب دستور البلاد يجب ان ينتخب رئيس جديد للبلاد خلال فترة الثلاثة اشهر المقبلة.
أعلنت السلطات الأبخازية الحداد لمدة 3 أيام على وفاة الرئيس باغابش اعتبارا من يوم الثلاثاء، وأوضحت ان جثمانه سيدفن في قرية جيغيردا التي ولد فيها، يوم الخميس المقبل.
اسباب وفاة الرئيس الراحل باغابش
قال كريستيان بجانيا الناطق الرسمي باسم الرئيس الراحل سيرغي باغابش استنادا الى تقارير الاطباء لوكالة نوفستي ان الرئيس توفي نتيجة اصابته بمرض السرطان. واضاف لقد اجريت في اواسط مايو/ايار بمستشفى رقم 83 التابعة للوكالة الفيدرالية للطب البيولوجي فحوصات بالمنظار للرئة اليمنى للتأكد من وجود انتفاخ رئوي فقاعي فيها، والتي تعقدت بسبب انفجار مفاجئ للرئة صاحبه استرواح الصدر. بعد انتهاء العملية الجراحية اعلن المسؤولون الابخاز ان حالته الصحته على مايرام.
ومن جانبهم قال الاطباء ان العملية كانت ناجحة. كما اعلنت سفارة ابخازيا في موسكو يوم 23 مايو/ايار ان فترة مابعد العملية تسير بشكل طبيعي ولا يوجد ما يهدد صحة الرئيس، حيث ازيل الخطر وان صحته تتحسن. وكان يفترض ان يستمر العلاج مدة لاتقل عن اسبوعين، واكد الاطباء بتفاؤل على عدم وجود ما يعيق تحسن صحته.
وقال كريستيان بجانيا " لقد زرته وتحدثت اليه قبل ثلاثة ايام. وكان وضعه جيدا حتى انه قام من سريره بنفسه. ولكن قبل يومين ساءت صحته فجأة وفقد الوعي ". واضاف " لقد عمل الاطباء كل ما بوسعهم لانقاذ حياته، الا ان وضعه ازداد سوءا يوم امس. ونتيجة انتشار المرض الى بقية اعضاء الجسم اعترف الاطباء ان الرئة اليمنى كانت مصابة بالسرطان ومنها انتشر الى بقية الاعضاء ".
ابخازيا تعلن الحداد
وتم انزال العلم من مبنى رئيس دولة ابخازيا والغيت كافة البرامج الترفيهية للتلفزيون وظهرت على شاشات التلفزيون صورة الرئيس باغابش باطار اسود. كما ظهر الشريط الاسود علامة الحداد على علم ابخازيا فوق مبنى السفارة الابخازية في موسكو.
ومن المنتظر ان يوارى باغابش الثرى في مقبرة بلدته جيغيردا الى جانب والديه. حيث قرر مجلس الامن القومي لابخازيا ان يدفن الرئيس الراحل في مقبرة بلدة جيغيردا بجانب والديه يوم 2 يونيو/حزيران القادم كما تم تشكيل لجنة حكومية لتنظيم مراسم الدفن.
وقال نوغزاراشوبا رئيس برلمان ابخازيا لوكالة نوفوستي للانباء " انها خسارة لاتعوض لجميع الشعب الابخازي بقومياته العديدة ".
وقال فياتشيسلاف ايشبا المدير العام لشركة الخطوط الجوية الابخازية ان مطار فلاديسلاف اردزيمبا في سوخومي يتهيأ لاستقبال جثمان الرئيس باغابش الذي من المحتمل ان يصل يوم الاثنين 30 مايو/ايار. كما انه من المحتمل ان يصل يوم 31 مايو نظرا لكثرة الذين يرغبون بالقاء نظرة اخيرة على جثمانه في موسكو.
دوره باغابش في استقلال ابخازيا
تضمنت رسالة التعزية التي ارسلها الرئيس الروسي دميتري مدفيديف اشارة الى الدور الكبير للرئيس الراحل باغابش في " تدعيم الاستقلال والتطور الاقتصادي والاجتماعي لابخازيا وبروزها ككيان مستقل في العلاقات الدولية ". كما جاء فيها " لقد كان باغابش مؤمنا ايمانا عميقا جدا ومناصرا للصداقة والتحالف مع روسيا، وعمل بدون كلل من اجل تعميق العلاقات الثنائية بين بلدينا ".
وارسل ادوارد كوكويتي رئيس جمهورية اوسيتيا الجنوبية برقية تعزية جاء فيها انه وباغابش ناضلا من اجل استقلال الجمهوريتين اللتين حصلتا على اعتراف دولي عام 2008 " ، وفي هذا الوقت العصيب يقف شعب اوسيتيا الجنوبية الى جانب شعب ابخازيا الشقيق في مصابه الاليم ويشاركه احزانه. ان الخسارة كبيرة لاتعوض، نأمل ان تتمكن قيادة ابخازيا وشعبها من تجاوز المحنة والاستمرار في بناء الدولة الديمقراطية المستقلة التي من اجلها عاش وعمل سيرغي باغابش ".
وبعد الاعلان عن وفاة باغابش، الغيت في اوسيتيا الجنوبية كافة الفعاليات الاحتفالية المكرسة لذكرى اعلان الاستقلال والتي كان من المقرر اقامتها يوم 29 مايو/ايار. وكان المجلس الاعلى للجمهورية قد اعلن يوم 29 مايو/ايار عام 1992 استقلال اوسيتيا الجنوبية. وكان من المنتظر مشاركة فنانين وفرق فنية روسية في هذه الاحتفالات، كما كان من المقرر افتتاح ملعب رياضي في العاصمة الاوسيتية الجنوبية تسخينفال. وقال متحدث باسم رئاسة الجمهورية " الغيت كافة الاحتفالات لوفاة الرئيس باغابش .. وسيبدأ الاجتماع الخطابي المكرس لاحياء ذكرى اعلان الاستقلال بالوقوف دقيقة حداد على رحيل الرئيس باغابش".
وقال اندريه كليموف نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي ان باغابش " شخصية تاريخية " لشعبه. وحسب قوله لقد قاد باغابش شعبه في احلك الظروف وسيبقى في التاريخ رمزا لاستقلال بلاده وضمانة للتطور المستمر المرتبط بعلاقات الصداقة وحسن الجوار مع روسيا.
واضاف كليموف " انه بدون شك شخصية تاريخية بالنسبة لشعبه. لقد قاد شعبه نحو الاستقلال . ولا حاجة هنا للشجون والقنوت ، وبالرغم من ان موت أي انسان هو مأساة، فكيف اذا كان الحديث يدور عن انسان يعتبر رمزا لاستقلال بلاده ". وحسب رأيه ان وفاة باغابش لن تؤثر على الوضع السياسي الداخلي للبلاد. وقال " دون النظر الى كون ابخازيا دولة فتية، الا انها تملك المؤسسات اللازمة لادارة الدولة، ولدينا معها قاعدة اتفاقيات ( بين روسيا وابخازيا ) التي ضمن اطارها يبنى عمل اجهزتنا الامنية والاقتصادية والسياسية ". واضاف " ومن مصلحة ابخازيا ان يستمر تطورها ونموها ذاتيا وتستمر علاقات الصداقة ".
وحسب قوله فعاجلا او آجلا كان لابد من حصول تغييرات في القيادة السياسية لابخازيا، ولكن المسألة تتمحور حول مَن واي جهة سياسية ستحل محله. " فاذا كانت الجهة الجديدة تمثل جيلا جديدا من المتحمسين لعلاقات حسن الجوار مع روسيا، فانا اعتقد ان هذا سيضمن تطور البلاد لامد طويل. اما اذا حصل غير ذلك فيمكن ان يؤدي ذلك الى توقف تطور المجتمع الابخازي ".
ولا يستثني الخبراء حصول استفزازات من جانب جورجيا المجاورة لابخازيا بسبب وفاة الرئيس باغابش.
يقول اليكسي فلاسوف المدير العام لمركز المعلومات والتحاليل لمنطقة الاتحاد السوفيتي السابق ان وفاة باغابش" هي بمثابة اوجاع الرأس لسوخومي وموسكو. بالنسبة لروسيا هي مشكلة جدية لانه في ظروف عدم استقرار جورجيا، فان اجراء انتخابات رئاسية مبكرة في ابخازيا سيعني بطبيعة الحال ازدياد نشاط الدبلوماسية الجورجية في هذا الاتجاه ويحتمل ظهور استفزازات مختلفة ومحاولات دق اسفين بين الاطراف السياسية في ابخازيا "
وحسب قوله هناك كحد ادنى ثلاثة مرشحين لاشغال منصب رئيس الدولة في ابخازيا " وهم معروفون. فمنذ ان اعلن لاول مرة عن مرض باغابش عام 2010 بدأ الحديث حولهم".
واوضح " اولهم هو سيرغي شامبا وهو شخصية قوية مؤثرة سياسيا في ابخازيا، ومنذ عام 2010 يشغل منصب رئيس الحكومة . انه شخصية مقبولة وله علاقات جيدة مع تركيا وكذلك مقبول من جانب الغرب. وهنا لا اقصد اعتراف الغرب بابخازيا، الا ان شامبا كسياسي مقبول لديهم ( لاشغال منصب الرئيس ). والمرشح الاخر هو الكسندر انكاواب المكلف حاليا بمهام رئيس الدولة، حيث ينظر له كأحد الاشخاص الجديرين لمنصب رئيس الدولة. اما الشخصية الثالثة فاعتقد انه راؤول خاجيمبا، بالرغم من اعتقادي ان حظوظه اقل من الاثنين ".
ولم يستثني فلاسوف " ظهور مرشحين اخرين ليسوا على البال ". المهم حسب رأيه الا يؤدي الصراع على كرسي الرئاسة الى اضعاف النظام السياسي للبلاد. " الوضع بين النخبة السياسية لابخازيا غير مريح، ومن الضروري الان توحيد الطبقة السياسية حول المرشح الافضل، ولكن من هو هذا المرشح، هذا ما سيقرره الشعب الابخازي ".
برلماني روسي: وفاة باغابش خسارة كبيرة للعلاقات بين روسيا وابخازيا
من جانبه قال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي قنسطنطن كوساتشوف في اتصال مع قناة "روسيا اليوم" .."أن وفاة سيرغي باغابش خسارة كبيرة بالنسبة للعلاقات الروسية الأبخازية. بلا شك سيدخل سيرغي باغابش إلى تاريخ شعبه. وقد ترأس بلاده في أصعب مرحلة في تاريخها حيث اضطر بدايةً إلى الدفاع عن حق الشعب الأبخازي من أجل تقرير مصيره بنفسه بأي وسائل ممكنة ومنها العسكرية وفي المرحلة التالية حينما سعت أبخازيا للحصول على اعتراف دولي وإلى تأسيس دولة جديدة. وفي تلكما المرحلتين عمل باغابش بمسؤولية ومهنية وانطلاقا من مصالح شعبه وتطوير العلاقات مع روسيا. ولم يكن كل ذلك سهلا حيث لم نتفق دائما في جميع النقاط ولكن من الناحية الاستراتيجية دعم باغابش مبادئ حسن الجوار مع روسيا.. وووفاته خسارة كبيرة للعلاقات الروسية الأبخازية. ونتمنى للشعب الأبخازي أن يتخطى مرحلة التغيرات السياسية وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بهدوء".
رئيس الوزراء الأبخازي: اسم باغابش سيبقى مسجلا في تاريخ البلاد
واوضح رئيس الوزراء الأبخازي سيرغي شامبا في اتصال مع قناة "روسيا اليوم" أن اسم باغابش يرتبط قبل كل شيء بالاعتراف بأبخازيا كدولة مستقلة من قبل روسيا وغيرها من بلدان العالم، وتوقيع معاهدة الأمن مع روسيا.
واضاف أن اسم باغابش سيبقى مسجلا في تاريخ البلاد.
كما اوضح شامبا ان الرئيس الراحل شغل مناصب عديدة في ابخازيا، اخرها كان منصب رئيس الجمهورية لفترتين متتاليتين.
واشار الى أن البلاد ستشهد انتخابات بعد 3 اشهر وذلك بحكم الدستور المعمول به.
وامتنع شامبا عن ذكر المرشح الاكثر حظا لنيل منصب باغابش.