الشرطة المصرية تلقي القبض على بعض اتباع الاحمدية بعد ادائهم فريضة الحج في القاهرة

ذكرت صحيفة (المصري اليوم) الصادرة في 7 يونيو/حزيران ان اجهزة الامن المصرية كانت قد القت القبض مطلع ابريل/نيسان الماضي على مجموعة من اتباع الطريقة الأحمدية القاديانية، ووجهت لهم تهمة اقامة شعائر الحج في منطقة المقطم جنوبي العاصمة المصرية القاهرة.
ذكرت صحيفة (المصري اليوم) الصادرة في 7 يونيو/حزيران ان اجهزة الامن المصرية كانت قد القت القبض مطلع ابريل/نيسان الماضي على مجموعة من اتباع الطريقة الأحمدية القاديانية، ووجهت لهم تهمة اقامة شعائر الحج في منطقة المقطم جنوبي العاصمة المصرية القاهرة.
وافادت التحقيقات التي اجرتها الشرطة المصرية مع المحتجزين ان هؤلاء يسعون الى الترويج في صفوف العامة لافكار تخالف تعاليم الدين الاسلامي، وانهم كلفوا اتباعاً لهم بتحقير الدين الاسلامي واثارة الفتن بين المصريين.
وجاء في مذكرة الاتهام ان من الافكار التي تروج هذه الجماعة لها ان النبي محمد ليس خاتم الانبياء، وان الوحي نزل على مؤسس الطريقة القاديانية غلام احمد القادياني وعلى كل من يخلفه.
ويعتر مناصرو القادياني، انه المهدي والمسيح المنتظر، الذي سيبعث في نهاية الزمان من قبره في مدينة قاديان الهندية، وان الحج الصحيح يجب ان يكون لقبره وليس الى الكعبة بمكة المكرمة.
تستمد هذه الجماعة تمويلها من التبرعات والاشتراكات الشهرية، بالاضافة الى انها تحصل على 1/16% من دخل اعضائها، كما انها تعقد اجتماعتها الاسبوعية في منطقة القطم، وتقيم صلاة الجمعة في احدى الشقق هناك، وتستمع الى خطب امير الجماعة عبر الانترنت.
الاحمدية في سطور
وضع القادياني (1835 – 1908) الذي ولد في قرية قاديان بمقاطعة البنجاب الهندية، اسس الاحمدية في 1889، ووصف نفسه بانه المهدي الموعود، وواصل الدعوة الى مذهبه الى ان توفي، ليخلفه 5 "خلفاء" من بعده حتى الان، آخرهم مسرور احمد المقيم في بريطانيا.
يذكر ان اصول عائلة احمد القادياني تعود الى خراسان في فارس، التي تركها اجداده في القرن الـ 16 وتوجهوا الى الهند.
ويؤكد اتباع الاحمدية انهم جماعة دينية بحتة ليست لها اهداف سياسية، بل تتعمد ابعاد الدين عن السياسة، كما انهم يشددون على انهم لن يكونوا طرفاً في اي عملية سياسية ترمي الاطاحة بحكم اي بلد يتواجدون فيه.
ويضيفون ان هدفهم بعث روح التجديد في الدين الاسلامي، وانهم يعملون على نشر الاسلام الصحيح، من وجهة نظرهم، عبر ترجمة القرآن الى لغات متعددة، وقد قام اتباع الاحمدية بترجمة القرآن الى 52 لغة.
انتشرت الاحمدية باماكن مختلفة في العالم نتيجة لهجرة الكثير من اتباعها الى بلدان متعددة، اذ يلحظ نشاطهم الكبير في افريقيا، حيث يقوم اكثر من 5000 داعية احمدي فقط بالدعوة الى مذهبهم، علاوة على وجود قناة فضائية في بريطانيا تسمى "التلفزيون الاسلامي"، تشرح تعاليم الاحمدية.
ومن التفسيرات التي تختلف بها الاحمدية عما جاء في كتب التفسير في الاسلام التقليدي، ما يتعلق بصلب المسيح، اذ يعتبر اتباع الاحمدية ان عيسى صلب بالفعل لكنه لم يمت على الصليب، وانه اغمي عليه ثم قام ليواصل حياته، حيث مات وهو في سن الـ 120 عاماً ودفن في كشمير.
ويعتمدون في تفسيرهم لذلك على الآية القرآنية التي جاء فيها "وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ"، اذ يقول الاحمديون ان المقصود بـ "شُبِّهَ لَهُمْ" ليس ان شخص آخر صُلب، بل شبه لهم ان المسيح مات على الصليب.
ويعتبر الاحمديون النبي محمد خاتم الانبياء، لكنهم لا يعتبرون انه اخرهم، فهم يرون ان "خاتم" تعني الافضل والاكمل وليس اخر، ما يسمح لهم الاعتقاد بنبوءة احمد القادياني ومواصلة اعتبار انفسهم مسلمين دون تناقض بين الامرين.
كما يؤمن الاحمديون بالجهاد، الا انهم يحصرونه في القتال ضد المعتدين فقط، وليس لاي سبب آخر، كما يؤمنون بان الاسلام دين يكفل الحرية الدينية، انطلاقاً من النص القرآني "لا اكراه في الدين"، مشيرين الى واجب قتال المرتد في حال كان مقاتلاً.
يذكر ان الاحمدية محظورة في باكستان منذ 1974، ويعتبر مذهبهم عاملاً موحداً لاغلب علماء المسلمين، السنة والشيعية، الذين يعتبرون الاحمدية طائفة خارجة عن ملة الاسلام، ويرون ان الاحتلال البريطاني للهند على تاسيسها بغية ابعاد المسلمين عن خوض القتال ضد الانجليز.
وبعد وفاة مؤسس الاحمدية، انقسمت الحركة الى مجموعتين احداهما في مدينة لاهور الباكستانية، والاخرى تعرف باسم "جماعة المسلمين الاحمدية".
المصدر: وكالات