إنتشار المخدرات واحدة من المشكلات التي تهدد الامن القومي في روسيا

ان إنتشار المخدرات واحدة من المشكلات التي تهدد الامن القومي في روسيا وتشكل البلاد بسبب موقعها الجغرافي معبرا للمخدرات القادمة من افغانستان الى أوروبا.
بعد مرور 5 سنوات على تأسيسه أظهر مكتب مكافحة المخدرات الروسي الفدرالي نتائج إيجابية في الحد من إنتشار المخدرات في البلاد. لكن تحقيق نتائج أكبر يتطلب إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة بتفرعاتها الخارجية.
ان إنتشار المخدرات واحدة من المشكلات التي تهدد الامن القومي في البلاد وتشكل روسيا بسبب موقعها الجغرافي معبرا للمخدرات القادمة من افغانستان الى أوروبا.
تشير التقديرات الأخيرة الى أن عدد مدمني المخدرات في روسيا حاليا يفوق 5 ملايين شخص خلال أعوام التسعينيات من القرن الماضي. ولاسباب عديدة ازداد إنتشار المخدرات في روسيا بشكل حاد، فمنذ عام 1992 وحتى 2002 إرتفع عدد مدمني المخدرات في روسيا بنسبة 25%.
تنتج أفغانستان أكثر من ثلاثة ارباع الافيون المتداول عالميا، وقد شهدت هذه الزراعة ازدهارا كبيرا عقب الغزو الأمريكي للبلاد في عام 2001، بسبب سوء الاحوال المعيشية وغياب الرقابة. في حين تشير بعض الدلائل الى أن مكافحة زراعة الافيون لم تكن ضمن أولويات قوات التحالف. غير أن تفاقم المشكلة وازدهار زراعة الافيون بدات تنذر بكارثة تهريب السم الابيض، الذي اصبح يسير باتجاهين، شمالا إلى روسيا وأوروبا عبر طاجكستان وتركمانيا، لكن الحصة الأساسية من المخدرات تتجه إلى الجنوب عبر باكستان نظرا لغياب المراقبة الحدودية بين باكستان وأفغانستان.
وتسير جهود مكافحة المخدرات في روسيا باتجاهين: الأول هو وضع حد لانتشارها في روسيا، اما والثاني فهو ملاحقة وإيقاف نشاط عصابات تهريب المخدرات. صحيح أن هذه الجهود جاءت بنتائج مهمة تمثلت في الحد من تزايد اعداد المدمنين . لكن هذا ليس كافيا دون تظافر الجهود الدولية، الامر الذي يستوجب مكافحة انتشار المخدرات خارج نطاق الحدود الجغرافية للبلد.
الاتجار في الهيروئين أصبح يمثل الدعامة الأساسية لاقتصاد افغانستان، اذ انه يمثل 50% من إجمالي الناتج المحلي المشروع لأفغانستان.
وتشير التقديرات الى أن الافغان إنتجوا في العام الماضي حوالى 820 طن من الهيروئين. وهناك سببان في تفاقم المشكلة الاول يكمن في عدم قدرة حكومة كابول على بسط سيطرتها على جميع الاراضي الأفغانية، والثاني هو أن المجتمع الدولي لم يقم بأية إجراءات حقيقية لمساعدة الفلاحين للاستغناء عن زراعة الافيون من خلال مصادر دخل بديلة.
والخبراء في جميع أنحاء العالم يُجمعون على أن النجاح في مكافحة تجارة المخدرات على المدى الطويل يتطلب ضمان حصول المزارعين الافغان على مصدر دخل على مدار العام لكي لا يعودوا لزراعة الأفيون.