وزار شتاينماير والوفد المرافق في اليوم الثاني من زيارته الرسمية لبيروت، مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري واستعرض معه الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وبعد الظهر زار الرئيس الألماني السرايا الحكومية حيث التقى رئيس الحكومة سعد الحريري، وبحث معه العلاقات بين البلدين وسبل تعزيز التعاون، كما تم البحث في مشاركة ألمانيا في المؤتمرات الدولية الثلاثة المقبلة التي ستعقد من أجل لبنان، وهي: روما -2 لدعم الجيش والقوى الأمنية، والأرز في باريس لدعم الاقتصاد اللبناني، وبروكسل المخصص لدعم الدول المضيفة للنازحين السوريين. وبعد الاجتماع أقام الحريري مأدبة غداء على شرف ضيفه والوفد المرافق.
كما عرج شتاينماير على دار الفتوى، حيث استقبله مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي رحب بالرئيس الألماني الضيف، مؤكدا أهمية العيش المشترك في لبنان والتعايش والسلام بين الأديان وبراءة الإسلام من التطرف العنيف والإرهاب باسم الدين. وشدد على الثوابت الإسلامية في احترام كرامة الإنسان والاختلاف بين الناس وعلى دعوتهم إلى السلام والمحبة والإخاء. وأثنى على المساعدات التي تقدمها ألمانيا للبنان بمشاركتها في قوات حفظ السلام في الجنوب اللبناني "اليونيفيل"، وبالتعاون لتخفيف أعباء مشكلة اللجوء إليه.
ثم تحدث الرئيس الألماني معربا عن سروره باللقاء المميز في دار الفتوى مع رؤساء الطوائف اللبنانية، ملاحظا عودة الأديان إلى أداء أدوار بارزة في المجتمعات خصوصا في منطقة الشرق الأوسط.
وزار الرئيس الضيف والوفد المرافق ساحة الشهداء في وسط بيروت، حيث كان في استقباله وزير الدفاع الوطني يعقوب الصرّاف، وبعدما استعرضا حرس الشرف توجها إلى نصب الشهداء حيث وضع شتاينماير إكليلا من الزهور على نصب الشهداء.
وكان شتانماير قد تفقد صباحا القوة البحرية الألمانية المشاركة في قوات حفظ السلام البحرية التابعة لـ"اليونيفل" على متن البارجة "ماغدوبورغ 261 " الراسية على الرصيف 3 في مرفأ بيروت، حيث اطلع على وضع هذه القوة.
وألقى شتانماير كلمة شدد فيها على دور القوات البحرية الألمانية في قوة "اليونيفيل" في لبنان.
وبعد الظهر لبى الرئيس شتاينماير دعوة الجامعة اللبنانية إلى حوار مع طلابها، وبعدما منح رئيس الجامعة فؤاد أيوب الرئيس الألماني الدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية، ألقى شتاينماير كلمة قال فيها: من الجيّد أن تنتهي الحرب لأنّ أثمانها باهظة مهما طالت أو قصرت مدّتها. مشيرا إلى أن الناس في لبنان حوّلوا التجارب الأليمة إلى مبدأ للبقاء والاعتراف المتبادل بالآخر وهو سرّ البقاء.
وأعلن أنه يؤمن بأنّ بيروت هي المكان الذي يمكن أن ينجح فيه الحوار، وهي نقطة تقاطع للكثير من المصالح المتضاربة ويمكن أن تكون مكان الأمل والإلهام.
وقال: لا يتحقّق السلام عبر الإصرار على سياسة من الشروط المطلقة إنّما عبر التخلّي عنها وموقفنا في ألمانيا واضح فإنّ الوضع النهائي للقدس يجب أن يتمّ التفاوض حوله في إطار حلّ الدولتين بين الأطراف حتّى وإن بدا هذا في غاية الصعوبة.
المصدر: الوكالة اللبنانية الوطنية للأنباء
سعيد طانيوس