وكانت المحكمة الأمريكية العليا قد سمحت بتطبيق المرسوم الصادر عن الرئيس الأمريكي جزئيا، بعد أن بقي حظر السفر بحق مواطني 6 دول بينها اليمن، معلقا لأشهر بفضل قرارات صادرة عن محاكم أمريكية.
وعلى الرغم من أن قرار المحكمة العليا الأخير قلّص بقدر كبير نطاق تطبيق المرسوم، يبقى مصير آلاف المواطنين من الدول الستة غامضا حتى الآن. وأوضحت وكالة "رويترز" أن الحديث يدور عن الفائزين في القرعة السنوية للحصول على رخصة الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة والمعروفة باسم البطاقة الخضراء.
والملفت في قضية الفائزين العالقين في ماليزيا، هو أن سريان منع السفر سينتهي في 27 سبتمبر/أيلول المقبل، - قبل 3 أيام من نفاد سريان طلباتهم للحصول على البطاقات الخضراء، وهو أمر سيمنع، على الأرجح، صدور تأشيرات الدخول لهم من قبل وزارة الخارجية الأمريكية.
وذكرت وكالة "رويترز" أن نحو 14 مليون شخص يشاركون في القرعة سنويا، على الرغم من أن فرصة الفوز لا تتجاوز 0.3%. وفي عام 2015 حصل أقل من 50 ألف شخص على البطاقة الخضراء بهذه الطريقة.
وقابلت "رويترز" عشرات "الفائزين" العالقين، وهم مواطنون من اليمن وإيران وسوريا، بينهم 20 شخصا لا يزالون ينتظرون صدور تأشيرات الدخول. وقال هؤلاء إنهم أنفقوا مئات الدولارات على عملية تقديم الطلب، وباعوا ممتلكات أو رفضوا فرص عمل مغرية في أوطانهم، متوقعين الانتقال إلى الولايات المتحدة قريبا، فوجدوا أنفسهم عالقين في الأراضي الماليزية.
وبالنسبة لليمنيين يعد هذا الأمر الأكثر صعوبة، لأن الولايات المتحدة لم تعد تحتفظ بوجودها الدبلوماسي في الأراضي اليمنية. ولذلك يضطر اليمنيون الراغبون في الحصول على تأشيرة الدخول التوجه إلى دول أخرى. ويسافر العديد من اليمنيين إلى ماليزيا. لكن هذه الرحلة باهظة التكاليف بالنسبة لمعظم اليمنيين. وبسبب القيود المفروضة من قبل السلطات الماليزية، لا يُسمح لهؤلاء بالعمل في البلاد، ولذلك يضطر العديد منهم للاعتماد على مساعدات من يمنيين آخرين مقيمين في ماليزيا أو تحويلات مالية من أقاربهم في اليمن.
وكان المسؤولون اليمنيون في واشنطن قد أطلقوا مفاوضات مع وزارة الخارجية الأمريكية لحل أزمة اليمنيين الحاصلين على البطاقة الخضراء، وإدخالهم إلى الأراضي الأمريكية رغم حظر السفر. وأوضح السفير اليمني في الولايات المتحدة أحمد عوض بن مبارك أن هؤلاء مقيمون في ماليزيا منذ أكثر من 6 أشهر، وسبق لهم أن باعوا كل ممتلكاتهم في وطنهم.
كما حصلت "رويترز" من المسؤولين اليمنيين على قائمة بأسماء 58 يمنيا ينتظرون الاستجابة على طلباتهم للحصول على البطاقات الخضراء، بينهم أشخاص لا تزال الإجراءات الأمنية بحقهم مستمرة منذ 8 أشهر.
المصدر: رويترز
أوكسانا شفاندوك