فقد أعلنت ألوية وكتائب تابعة لـ"أحرار الشام" انفصالها عن الحركة وانضمامها إلى "هيئة تحرير الشام"، وجاء ذلك عبر عدة بيانات لها في مواقع التواصل الاجتماعي.
وحول أسباب تلك الانشقاقات، يقول القيادي في قاطع البادية، أحد القطاعات التي انشقت عن الحركة، أبو منذر الشامي إن من أبرز أسباب الانشقاقات في الحركة هشاشة "التأهيل العقائدي" عند الأحرار في الآونة الأخيرة، مقابل عمق عقائدي عند عناصر "هيئة تحرير الشام"، على حد قوله.
ويضيف أنه من الأسباب الأخرى لتردي وضع "الأحرار"، هو جهوزية "تحرير الشام" التي أعدت الخطط وعرفت نقاط ضعف "الأحرار"، بالإضافة إلى ما قامت به قيادات "تحرير الشام" من دورات عسكرية مكثفة لعناصرها.
واعتبر أبو منذر الشامي، أن من الأسباب التي أدت لترهل الحركة الفشل في الهيكلية والإدارة، بالإضافة إلى ضعف في الإعلام ومخاطبة عناصر الحركة.
وبين أن الانشقاقات داخل "أحرار الشام" أثرت بشكل كبير على وجودها في الداخل السوري، مستبعدا أن تنهار بشكل كامل.
كما أكد أن الانشقاقات أثرت على التواجد العسكري والمدني، مشيرا إلى أن حركته فقدت الكثير من السلاح والعناصر ونقاط الرباط.
ولا يستبعد القيادي أن تقوم "هيئة تحرير الشام" بضربات أخرى لإنهاء بقية من صمد من "أحرار الشام"، متحدثا عن إرادة دولية وإقليمية في التخلص من أحرار الشام، وهذا ما يتضح بعدم السماح لدرع الفرات بمؤازرة الحركة، وفقا لما ذكر.
من جهته، يقول القيادي في "أحرار الشام" قاطع الحص، أبو محمد الجنوبي "لم نترك "الأحرار" اتهاما لهم وحبا بمنهج الـ"هيئة"، ولكن شلال الدماء لا يقف إلا بتنازل أحد الطرفين"، مشيرا إلى أن خسارة الفصيل أهون من خسارة الساحة وأهون من فشل "الثورة".
وفي المقابل، علق مسؤول العلاقات الإعلامية في "حركة أحرار الشام"، عمران محمد، على الانشقاقات داخل الحركة، قائلا: "ما حصل ليس انشقاقات، وإنما هو إجبار بالقوة من طرف الباغي، وحفظ لدماء المقاتلين من طرف المبغي عليه، وهذه بيعة المُكرَه، والهيئة أجبرت الناس إما البيعة وإما القتال والحصار ومداهمة البيوت".
وقال إن حركة "أحرار الشام" أكبر من أن تسقط بمثل هذا الظرف، فما مر على الحركة من حادثة اغتيال القادة صدمة أكبر من هذه.
ووصف عمران محمد ما يحدث الآن بأنه تنقية لصفوف الحركة وفرصة لإعادة الترتيب على جميع الأصعدة، مؤكدا أن "أحرار الشام" فكرة ثورية يحملها ثوار، والثورة لا يمكن أن تموت، بحسب ما أفاد.
المصدر: عربي 21