وأوضح في تصريحات لـRT أن هذا يعد استكمالا لتنفيذ المشروع الأمريكي "الشرق الأوسط الجديد" في المنطقة، بعدما نجحت ثورة 30 يونيو 2013 في مصر من إخراج جماعة الإخوان الإرهابية من المشهد المصري، وهو ما أصاب تنفيذ المشروع الأمريكي بحالة من "التعليق المؤقت".
وأوضح اللواء محمد الغباري، أن ما يحدث في ليبيا يأتي في جوهر مشروع الشرق الأوسط الجديد، فضلا عن فصل سوريا عن مصر، وتدمير سوريا وتقسيمها حتى لا تصبح دولة كاملة السيادة، ويكون التفوق في ميزان القوى بالمنطقة لصالح إسرائيل بعد تدمير التحالف بين القاهرة ودمشق.
وأشار إلى أن دعم مصر مع روسيا سياسيا لسوريا في مباحثات جنيف، وتطوير مصر الدعم لسوريا من خلال العمل على مصالحة عربية شاملة مع سوريا ومن بينها العلاقات السعودية السورية، فضلا عن الحديث عن عودة مقعد سوريا بالجامعة العربية مرة أخرى، أمر أثار قلق القائمين على مشروع الشرق الأوسط الجديد خاصة مع استمرار النظام السوري في جهود التصدي للمحاولات الأمريكية لتقسيم البلاد ونجاحه في ذلك حتى الآن.
وأكد اللواء محمد الغباري أن هناك ضغوطا أمريكية على المملكة العربية السعودية، بعدم إقامة علاقات كاملة مع سوريا، إلا إذا نفذت دمشق قرارات مجلس الأمن ، وتلك القرارات ضد سوريا وتدعم تقسيمها، وهو ما ترفضه دمشق رفضا قاطعا.
وطرح مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق بأكاديمية ناصر العسكرية المصرية تساؤلا، لماذا الخلاف بين رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو "حميدتي" في الوقت الراهن، خاصة وأن التعاون بينهما مستمر منذ 3 سنوات ولم يحدث أي مشكلات أو خلافات، حتى في وقت ظهور حالات من عدم الرضا الشعبي في السودان على الأوضاع السياسية؟!، مشيرا إلى أن الهدف هو الضغط على مصر بعد دورها الفعال في إعادة سوريا للحضن العربي.
وأوضح أن أول بيان مصري حول الأوضاع في السودان كان ترأس الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والتأكيد خلاله على أن مصر كانت دائما حريصة على أن تكون سياستها الخارجية خلال السنوات الماضية عنصرا متوازنا ومعتدلا جدا مع قضايا المنطقة، وأن ما يحدث فى السودان شأن داخلى سوداني ولا ينبغى أن يتم التدخل فيه حتى لا يحدث تأجيج وتطور الصراع بشكل غير مناسب للسودان أو المنطقة كلها.
وكشف اللواء محمد الغباري أن ترؤس الرئيس السيسي لاجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة هي "رسالة قوية" للخارج، موضحا أن هذا المجلس هو "مجلس تنفيذي" ، لقرارات "مجلس الدفاع الوطني" الذي اجتمع واتخذ القرار ليأتي اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة من أجل تنفيذه، مشيرا إلى أن ذلك يؤكد الردع باستخدام القوة، وهي الرسالة التي أعقبها تصريحات قائد قوات الدعم السريع في السودان بشأن الجنود المصريين والالتزام بحمايتهم وسلامتهم.
وأضاف أن مصر قامت بإعادة الجنود المصريين الذين كانوا يشاركون في تدريبات مشتركة مع الجانب السوداني، بدون فترة هدنة مثلما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية التي احتاجت إلى هدنة 3 أيام لإعادة رعاياها من السودان، وهو ما يؤكد قوة الدولة المصرية، مشيرا إلى أن الطيران المصري هبط في مطار مروي الدولي وتم إعادة كافة القوات المصرية.
وشدد على أن مصر تؤكد دوما على أن سياستها الخارجية تبنى على مبدأين هما المصالح المشتركة أو المصالح المتبادلة ، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، وأن أي مشكلات أو توترات تعالج سياسيا وسلميا بين الدول وخاصة دول الجوار الاقليمي المباشر.
المصدر: RT