وعبر مقابلة في برنامج "السطر الأوسط"، لفت بول بريمر إلى أن "مقتدى الصدر كان أبرز خصوم الجيش الأمريكي في العراق وأكثرهم فاعلية بعد سقوط نظام صدام حسين".
وفي مطلع إجابته عما إذا كان قد أصدر مذكرة اعتقال بحق مقتدى الصدر وأسباب عدم تنفيذها، أوضح بريمر أنه "ليس هو من أصدر مذكرة اعتقال بحق مقتدى الصدر في عام 2003، وأنه لم تكن لديه السلطة لإصدار هذه المذكرة"، مشيرا إلى أن "المذكرة صدرت عن سلطة عراقية مستقلة، وفق أدلة تثبت تورط الصدر في عملية اغتيال إبن العالم أبو القاسم الخوئي (المرجع الإسلامي الشيعي الأعلى قبل علي السيستاني) الذي كان قد عاد توا من منفاه في لندن في 10 أبريل عام 2003".
وفي التفاصيل، لفت الحاكم المدني الأمريكي السابق للعراق إلى أن "دور القوات الأمريكية المقرر آنذاك كان يقتصر على عزل منطقة إقامة الصدر في النجف أو كربلاء، بعد طلب من الشرطة العراقية لمساعدتهم، لعدم وجود العدد الكافي من عناصر الشرطة العراقية الناشئة لتنفيذ المهمة، ولم يطلب منهم القبض المباشر عليه، وأنهم قد كانوا على تواصل مع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) من أجل مساعدة الشرطة العراقية".
وأكمل: "وفي تلك الأثناء تعرض مقر الأمم المتحدة في بغداد إلى التفجير، ليتم تأجيل تنفيذ أمر الاعتقال"، مضيفا: "كنا حينها نتعامل مع معضلة مغادرة بعثة الأمم المتحدة للعراق، وبعدها لم نعد إلى فكرة مساعدة الشرطة العراقية للقبض على مقتدى الصدر".
كما نفى إلغاء عملية القاء القبض على مقتدى الصدر بناء على طلب من رئيس الوزراء العراقي آنذاك، إياد علاوي، قائلا: "لا أتذكر أني تحدثت معه حول ذلك على الإطلاق، لقد كانت هناك مشاكل أكبر تشغل تفكيرنا، كتفجير مقر الأمم المتحدة..كانت هنالك ملفات أكبر".
وعما إذا كان مقتدى الصدر، هو الوحيد في الطبقة السياسية الشيعية الذي كان يواجه قوات الجيش الأمريكي آنذاك، أجاب بريمر قائلا: "لا أستطيع القول بأنه الوحيد بالتأكيد..كان هناك آخرون، ولقد تزامن ذلك مع صعود تنظيم القاعدة وظهور أبي مصعب الزرقاوي في عام 2004 ، وكان هدفهم الشيعة بشكل أساسي وليس قوات الجيش الأمريكي.. المهم استطيع القول أن مقتدى الصدر كان أبرز خصوم الجيش الأمريكي وأكثرهم فاعلية من الأوساط الشيعية".
المصدر: "mbc"