وقال أبو الغيط في مستهل الاجتماع العربي الطارئ في القاهرة لبحث خطة ترامب للتسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إن لدينا أربع ملاحظات هي:
1- لطالما طالبنا الإدارة الأمريكية وغيرها من الأطراف بانخراط أكبر لدفع الطرفين للتفاوض... وبعمل أكثر من أجل توضيح نهاية الطريق ومحددات التفاوض حتى لا تدور المحادثات في دائرة عبثية من تفاوض لا ينتهي... لكننا لم نكن نتوقع أن تكون "النهاية المقترحة للطريق" مخيبة للآمال ومجافية للإنصاف على النحو... كانت الإشارات واضحة، ولكن الطرح الأمريكي الأخير، والمدعوم إسرائيليا، كشف عن تحول حاد في السياسة الأمريكية المستقرة تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكيفية تسويته.. وهو أمر يشكل مصدر انزعاج وقلق شديد.. ونرى أن هذا التحول في محددات الموقف الأمريكي التي تشكلت منذ بدء مسيرة التسوية السلمية في مؤتمر مدريد (1991)، لا يصب في صالح السلام أو الحل الدائم والعادل.
2- السياق الذي طرحت فيه الخطة الأمريكية، وتوقيت طرحها يثير علامات استفهام في أقل تقدير، لكي لا نقول الريبة والتشكك... وكنا نتوقع ونتمنى ألا تخرج تسوية تاريخية على هذا القدر من الخطورة والأهمية، وكأنها محصلة تفاوض بين الوسيط وأحد طرفي النزاع .. بل وكأنها منحة من الوسيط إلى هذا الطرف بالتحديد.
3- إننا كعرب لسنا متشنجين أو من أنصار المواقف العنترية... نحن لا نزايد أو نتاجر بقضايانا مثل آخرين... بل ندرس بعمق وتأن كامل ما يطرح علينا. ومن حقنا أيضا أن نقبل أو نرفض... من حقنا يقينا أن نقدم طرحنا ورؤيتنا (كما فعلنا منذ 18 عاما في مبادرة السلام العربية)... وإلا كان المقترح الأمريكي في حقيقته وجوهره يمثل إملاءات أو عرضا لا يمكن رفضه أو حتى مناقشته.
4- هناك ما يشير للأسف إلى أن الطرف الإسرائيلي يفهم الخطة الأمريكية بمعنى الهبة أو العطية التي يتعين اغتنامها والاستحواذ عليها .. وهناك ما يؤكد أن اليمين الإسرائيلي يعتبر الطرح الأمريكي ضوءا أخضر للمضي في خطة طالما تبناها وحلم بتنفيذها.. وهي ضم المستوطنات كلها وغور الأردن بأكمله.. والانفصال أحادياً عن بقية الأراضي المحتلة في الضفة .. ومعنى ذلك أن تكون نتيجة هذا الطرح الأمريكي هي استدامة الاحتلال مع إضفاء الشرعية عليه ..
وأشار أبو الغيط إلى أن اجتماع اليوم ليس فقط لتقييم الطرح الأمريكي، وإنما أيضا لمناقشة وبحث ما يمكن أن يترتب على هذا الطرح من آثار وتبعات سلبية على الأرض.
واعتبر أبو الغيط أن هذه السيناريوهات لا تجلب استقرارا أو تقيم سلاما، بل تضع بذور مائة عام أخرى من الصراع والمعاناة.. مشيرا إلى أنه لا بد أن يتفاوض الطرفان بنفسيهما من أجل الوصول إلى حل يستطيع كل منهما التعايش معه والقبول به.
المصدر: RT