قلعة برست رمز لصمود الجندي السوفيتي

موسوعة RT

قلعة برست رمز لصمود الجندي السوفيتي
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/hbo4

أنشئت قلعة برست عام 1842 وضمت بناياتها حصنا رئيسيا و3 حصون مساعدة. لم تستسلم القلعة في وجه الغزاة النازيين حتى استشهاد آخر جندي مدافع عنها.

بلغت مساحتها آنذاك 4 آلاف كيلومتر مربع. كما بلغ طول خطوطها الدفاعية 6.4 كيلومترات. وتم تطوير القلعة عام 1888 حين احيطت بدائرة مؤلفة من الحصون بلغ طولها 32 كيلومترا. كما انشئت في داخل القلعة كاتدرائية القديس نيقولاي.
اشتهرت القلعة في مطلع القرن العشرين بكونها المكان الذي وقعت فيه عام 1918 اتفاقية السلام برست-ليتوفسك بين روسيا السوفيتية وألمانيا والتي قضت بفرض السيطرة الالمانية على اراضي بيلوروسيا واوكرانيا.

انتقلت القلعة بعد عام 1920 الى بولندا التي استخدمتها كحبس للسجناء السياسيين.

في سبتمبر/ايلول عام 1939 تم تسليم القلعة وبعض الاراضي الاخرى الى الاتحاد السوفيتي، وذلك بموجب اتفاقية ريبنتروب – مولوتوف. وكانت مدينة برست وقلعة برست تفصلان بين القوات السوفيتية والالمانية  قبل اندلاع الحرب الوطنية العظمى (اعوام 1941 – 1945).

قلعة برست رمز لصمود الجندي السوفيتي

بدأت القوات الالمانية بقصف القلعة مع بدء هجومها  على الاتحاد السوفيتي ، اي في الساعة الثالثة والدقيقة الخامسة عشرة من صباح يوم 22 يونيو/حزيران عام 1941. وخطط الالمان لاحتلال القلعة بحلول ظهر اليوم نفسه. لكنهم لقوا مقاومة شديدة من الجنود السوفيت  المدافعين عن القلعة الذين كانوا قد شكلوا  8 كتائب مشاة وكتيبة استطلاع وكتيبة مضادة للدبابات وكتيبة مضادة للطائرات وفوج مدفعية. اما ألالمان فزجوا في المعركة بفرقة المشاة رقم 45 التي كان تعدادها 17 ألف جندي وبفرقتي دبابات . وتمكن الالمان خلال الايام الثلاثة الاولى من المعركة من تقسيم القوات السوفيتية المدافعة الى عدة مجموعات منعزلة اشتبكت اشتباكا قاسيا مع القوات الالمانية. واستمرت المقاومة المنظمة في القلعة حتى اوائل يوليو/تموز عام 1941. وترأس الرائد غافريلوف مجموعة المدافعين عن القلعة التي بلغ تعدادها 400 جندي والتي جعلت القيادة الالمانية تُبقي في هذا المحور العملياتي فرقتين من المشاة والدبابات ،علما ان القوات الالمانية الرئيسية كانت قد احتلت بحلول شهر يوليو/تموز عاصة بيلوروسيا مدينة مينسك التي تبعد 300 كيلومتر عن مدينة بريست.

وكانت القلعة تقاوم القوات الالمانية حتى آخر جندي مدافع عنها، فلم يستسلم احد. ويقول بعض شهود العيان انهم سمعوا آخر الرشقات النارية  حتى في شهر اغسطس/ آب. ووجد الجنود السوفيت الذين حرروا مدينة بريست عام 1944 نقوشا كتبت على حيطان القلعة مفادها" اموت  ولا اسلم نفسي".

قد لعب الكاتب السوفيتي المعروف سيرغي سميرنوف دورا بارزا في تخليد ذكرى المدافعين عن قلعة بريست باصداره كتاباً تحت عنوان  "قلعة بريست" الذي حاز جائزة لينين. واطلق على القلعة عام 1965 لقب "القلعة البطلة".

ووضع فيها عدد من الانصاب التذكارية. وتحولت القلعة عام 1971 الى مجمع تذكاري تقام فيه كل سنة يوم 22 يونيو/حزيران ويوم 9 مايو/آيار فعاليات ومهرجانات خاصة بإحياء ذكرى شهداء الحرب الوطنية العظمى. ولم تتخل السلطات البيلوروسية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عن هذا التقليد السنوي الكريم.

المصدر: "RT"

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا