وعلى الرغم من أن الكثير منا لم يستخدم منصات مثل "زووم" قبل جائحة "كوفيد-19"، إلا أنه لا يمكن إنكار أنها أصبحت الآن جزءا من الحياة اليومية، خاصة بالنسبة لأولئك الذين ما زالوا يعملون من المنزل.
وقد يركز الكثيرون خلال الاجتماعات عبر "زووم" على التحديق في أنفسهم عندما يكون عليهم التركيز على من يتحدث أو يستضيف الاجتماع، سواء عن قصد أو عن غير قصد.
ولكن، وفقا لدراسة جديدة أجرتها جامعة غالواي في إيرلندا، فإن النظر إلى وجهك في الاجتماعات الافتراضية يمكن أن يؤدي في الواقع إلى الإرهاق العقلي.
وركزت الدراسة على نشاط الدماغ بعد مكالمات "زووم" وقارنت النتائج بين الرجال والنساء. ووجد البحث أن الأشخاص الذين يستخدمون تطبيقات مثل "زووم" أو "تيمز" يصبحون أكثر إرهاقا عندما يرون أنفسهم على الشاشة.
واستخدم الباحثون تخطيط كهربية الدماغ (EEG) لإجراء التجربة لمراقبة 32 متطوعا، 16 رجلا و16 امرأة. وقد شاركوا جميعا في مكالمة "زووم" مباشرة، مع تشغيل وإيقاف وضع المشاهدة الذاتية في أوقات مختلفة.
ويسجل تخطيط كهربية الدماغ (EEG) النشاط الكهربائي التلقائي بطريقة غير جراحية باستخدام الأقطاب الكهربائية الموضوعة على الرأس. ويمكنه اكتشاف متى يبدأ التعب العقلي.
وبعد مراقبة المشاركين، وجد الباحثون أن مستويات التعب كانت أعلى عندما رأى المشاركون صورهم.
ووفقا للدراسة، فإن الرجال والنساء يشعرون بالإرهاق على حد سواء، وهو ما يتناقض مع نتائج أخرى تشير إلى أن النساء يعانين من التعب أكثر بكثير من الرجال.
وتأمل الدراسة في الكشف عن المزيد لمساعدتنا على فهم التعب عند استخدام منصات مؤتمرات الفيديو، على أمل أن يتمكن أصحاب العمل من استخدامها لتعزيز رفاهية الموظفين.
وقال البروفيسور إيوين ويلان، الذي شارك في الدراسة: "لقد انتشر استخدام منصات مؤتمرات الفيديو بشكل كبير أثناء فترة الإغلاق. وما يزال يتم استخدامها بكثافة في العمل والتعليم اليوم وتوفر بعض المزايا مقارنة بالاجتماعات الشخصية. لكن الناس غالبا ما يبلغون عن شعورهم بالإرهاق من خلال اجتماعات مؤتمرات الفيديو. وتظهر دراستنا أن مشاعر التعب التي تشعر بها أثناء مكالمات الفيديو حقيقية، ورؤية انعكاسك يجعل الأمر أكثر إرهاقا".
وتابع: "مجرد إيقاف تشغيل الصورة المعكوسة يمكن أن يساعد على تعويض الإرهاق في الاجتماعات الافتراضية".
لكن لماذا النظر إلى أنفسنا يسبب التعب؟
تقول المستشارة جورجينا ستورمر، التي تعمل مع المرضى الذين يعانون من القلق والاكتئاب، لموقع "مترو" البريطاني، إنه بينما اعتدنا على إلقاء نظرة خاطفة على أنفسنا في المرآة، فإننا لم نعتد على رؤية كيف نبدو عندما نتحدث إلى أشخاص آخرين، وخاصة مع الزملاء والمديرين.
وتضيف: "نبدأ بملاحظة كيف نبدو عندما نتحدث أو نشير أو نستمع الى الآخرين. وهذا يمكن أن يقودنا عن غير قصد إلى دائرة من الأحكام والنقد الذاتي المحتمل، ما يزيد من العبء العقلي لدينا. وقد يجعل ذلك من الصعب علينا الاسترخاء والتعمق في محتوى الاجتماع، لأننا أكثر وعيا بأننا "موجودون" بطريقة ما".
المصدر: مترو