وكشف فريق البحث من جامعة شيكاغو، أن الحالات غير المصحوبة بأعراض تساهم بشكل كبير في انتقال العدوى في المجتمع، حيث تشكل ما لا يقل عن 50% من القوة الدافعة لعدوى SARS-CoV-2. ونشرت النتائج في 10 فبراير في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences.
وعندما وصل وباء "كوفيد-19" إلى الولايات المتحدة، لاحظ المحققون أنه كان من الصعب للغاية تقدير نسبة المصابين بـ SARS-CoV-2 الذين سيواصلون تطوير الأعراض، ويرجع ذلك جزئيا إلى التحديات الأولية في قدرة الاختبار.
وقال المؤلف الأول راهول سوبرامانيان، طالب علم الأوبئة في جامعة شيكاغو: "من دون اختبار بيانات السعة، من الصعب تقدير الفرق بين الحالات التي لم يتم الإبلاغ عنها بسبب نقص الاختبارات والحالات التي كانت في الواقع دون أعراض. أردنا فصل هذين الأمرين، وبما أن مدينة نيويورك كانت من أوائل المدن التي أبلغت عن العدد اليومي للاختبارات المكتملة، فقد تمكنا من استخدام هذه الأرقام لتقدير عدد حالات كوفيد-19 التي كانت تظهر فيها الأعراض".
وهناك عدد من النماذج الحالية التي تستخدم البيانات الوبائية لتقدير أعداد الحالات غير المكتشفة ومعدلات الانتقال، وهذا أول نموذج تمت مراجعته من قِبل الأقران لدمج بيانات حول سعة الاختبارات اليومية والتغيرات في معدلات الاختبار بمرور الوقت، لتقديم صورة أكثر دقة عن نسبة عدوى SARS-CoV-2 التي تظهر في مدينة أمريكية كبيرة.
وقال كبير المؤلفين مرسيدس باسكوال، أستاذ علم البيئة والتطور في جامعة شيكاغو: "أظهر دمج البيانات أن نسبة الأفراد الذين تظهر عليهم أعراض كوفيد-19 تتراوح ما بين 13% و18%. وبغض النظر عن عدم اليقين في جميع المعايير الأخرى، يمكننا أن نقول إن أكثر من 50% من انتقال العدوى الذي يحدث في المجتمع يأتي من أشخاص ليس لديهم أعراض".
وفي حين أن تحليل البيانات هذا لا يشير إلى مدى عدوى الأفراد دون أعراض، ولا يأخذ في الاعتبار المتغيرات الجديدة للفيروس المنتشر حاليا في الولايات المتحدة، فإن النموذج يوفر دعما إضافيا لأهمية اتباع إرشادات الصحة العامة لتقليل انتقال الفيروس في المجتمع.
وأشار المؤلف المشارك كيكسين هي، وهو الآن أستاذ مساعد في جامعة Perdue، إلى أنه: "حتى لو لم ينقل الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض الفيروس بمعدلات عالية، فإنهم يشكلون ما يعادل 80% من جميع الإصابات. وهذه النسبة مدهشة جدا. من الأهمية بمكان أن يلتزم الجميع، بما في ذلك الأفراد الذين لا تظهر عليهم الأعراض، بإرشادات الصحة العامة، مثل ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي، وأن يكون الاختبار الشامل متاحا للجميع بسهولة".
وقال باسكوال: "إن إتاحة هذه المعلومات لا تقل أهمية عن الإبلاغ عن عدد الحالات. بخلاف ذلك، لدينا تناقض بين عدد ونوع الحالات التي تم الإبلاغ عنها بمرور الوقت وديناميكيات الانتقال الأساسية. هذه البيانات مهمة للنمذجة الوبائية".
المصدر: medicalxpress