ما علاقة الأرق بالأنانية والتصويت في الانتخابات؟
أكدت دراسة حديثة أن الذين يحرمون من النوم أقل ميلا للتبرع بالأموال للجمعيات الخيرية، أو دعم قضية أو حتى القيام بواجبهم المدني والتصويت في الانتخابات.
وأظهرت نتائج الدراسة التي أجريت على أكثر من 1100 مشارك، أن التعب قد يجعل الشخص أقل شعورا بالمسؤولية من الناحية الاجتماعية.
ويشير الباحثون إلى أن "العالم الحديث المحروم من النوم" قد يساعد على تفسير انخفاض مستويات العمل التطوعي والمشاركة المدنية.
وكان الذين يستيقظون في الساعات الباكرة والذين ينامون أقل من المعدل الطبيعي، أقل عطاء للأموال للصليب الأحمر بنسبة 20%، وأقل احتمالا للتوقيع على عريضة تدعو إلى زيادة إعادة التدوير بنسبة 6%.
ويعتقد الباحثون أن التعب يجعل الناس أكثر حماسا للاعتناء بأنفسهم، حيث أن السلوك الأخلاقي يتطلب جهدا إدراكيا أكبر.
وعلى الرغم من أن المحرومين من النوم يملكون وقت فراغ أكثر من الوقت الذي يقضونه في الفراش، إلا أنهم أقل احتمالا لاستخدامه بطريقة تفيد الآخرين.
وقال البروفيسور جون هولبين، من جامعة بريغهام يونغ في الولايات المتحدة، والذي قاد الدراسة: "وجدنا أن الذين ينامون أقل هم أقل ميلا للمشاركة والمساعدة في أعمال جيدة والتوقيع على العرائض... وهذا يشير إلى أن فقدان النوم له عواقب أوسع من مجرد التأثير على عمل شخص ما أو مزاجه".
وأضاف هولبين: "يمكن لنقص النوم أن يجعل الأشخاص يعطون الأولوية لأنفسهم على أن يقوموا بأعمال جيدة للمجتمع".
وتقول الدراسة التي نشرت في دورية "Nature Human Behaviour": "ببساطة، كثير من الناس قد لا يساهمون بوقتهم وأموالهم وطاقتهم في القضايا الاجتماعية لأنهم متعبون جدا".
ونظرت الدراسة أيضا في استطلاعات من ألمانيا والولايات المتحدة، وبحثت في علاقة نقص النوم بنوايا التصويت، حيث وجدت أن الأشخاص المتعبين كانوا أقل عرضة بنسبة 5% إلى 14% للتصويت، لكنهم لم يقللوا من الوقت الذي يقضونه في أنشطة أنانية أكثر، مثل مشاهدة التلفزيون أو الاسترخاء أو الأكل والشرب.
وأشار هولبين إلى أن الناس يفقدون الشعور بما يحفزهم عندما يكونون متعبين، حيث أن اتباع سلوك يفيد المجتمع يتطلب بذل المزيد من الجهد الإدراكي، وأوضح: "قد تحتاج أدمغة الناس إلى بذل المزيد من الجهد للتصويت أو التبرع للأعمال الخيرية، بدلا من أن تكون أنانية، وهذا أمر أكثر غريزية".
المصدر: ديلي ميل
