وأوضحت الوزارة أن 75 شخصا تم توقيفهم في العاصمة الفرنسية باريس، وتم اعتقال معظمهم خلال الساعات الأخيرة، أثناء قيام الشرطة وقوات الدرك بقمع الاضطرابات على ساحة "النجم - شارل ديغول"، قرب "قوس النصر" الشهيرة، حيث لا تزال قوات الأمن تحاول إبعاد المحتجين من المكان، مستخدمين الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
ووفقا لإحصائيات الداخلية الفرنسية، فقد بلغ إجمالي عدد المشاركين في احتجاجات "السترات الصفراء" عبر البلاد، اليوم السبت، 32 ألفا، بينهم 8 آلاف في باريس.
كما تشهد مدن فرنسية أخرى، منها تولوز ومارسيليا وليون وليل وفالانس وبوردو، مظاهرات في إطار الجولة الأسبوعية التاسعة من حملة الاحتجاجات الوطنية لما يعرف بحركة "السترات الصفراء".
وفي وقت سابق من السبت، أعلنت الشرطة في باريس عن توقيف 43 شخصا أثناء تظاهرات "السترات الصفراء" في المدينة، موضحة أن الموقوفين هم أشخاص كانت بحوزتهم أسلحة أو أدوات يمكن استخدامها كأسلحة، إضافة إلى حيازتهم أقنعة واقية من الغاز المسيل للدموع، وهي أدوات يمنع استخدامها أثناء المظاهرات وفقا للقانون.
وأضافت الشرطة أن الحديث يدور أيضا عن متهمين بتأسيس مجموعات كانت تخطط للقيام بأعمال شغب في المدينة.
كما استخدمت أجمزة الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين بالقرب من "قوس النصر" على ساحة "إيتوال - شارل ديغول"، وذلك بعد أن حاول عدد من المحتجين اختراق صفوف الشرطة المنتشرة لإغلاق شارع فاغرام، أحد الشوارع الكبيرة العشرة المؤدية إلى الساحة المذكورة، أمام مرور المتظاهرين.
وقبل ساعة من ذلك، وصل مئات المتظاهرين إلى قوس النصر عبر شارع فريدلاند، حيث اكتشفوا أن تسعة من الشوارع العشرة، بما فيها شارع الشانزليزيه، مغلقة من قبل الشرطة والدرك، بل وقامت قوات الأمن لاحقا بإغلاق شارع فريدلاند أيضا.
وفي وقت سابق، أكد منظمو المظاهرة نيتهم أنهم يخططون لإنهائها بعد إجراء اجتماع على ساحة "إيتوال - شارل ديغول". لكن سرعان ما بدأت مجموعات من نشطاء "السترات الصفراء" يتصرفون بشكل أكثر استفزازا إزاء الشرطيين الذين ردوا بإلقاء قنابل من الغاز المسيل للدموع بالقرب من الساحة.
وفي صباح اليوم السبت، بدأ المتظاهرون يتجمعون في شرق المدينة، للمشاركة في الجولة التاسعة من حملة الاحتجاجات الوطنية التي نظمتها الحركة المعروفة تحت اسم "السترات الصفراء". وسار المتظاهرون من مبنى وزارة الاقتصاد والمالية في كورنيش بيرسي إلى ساحة باستيليا، قبل أن تنطلق مسيرتان باتجاه ساحة الجمهورية في شمال باريس.
وحذر وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير، في وقت سابق، من تبعات التظاهر قائلا: "إن الذين يدعون للمشاركة في مظاهرات السبت يعلمون أنها ستشهد أعمال عنف، وبالتالي يتحملون جزءا من المسؤولية عنها".
ومنذ 17 نوفمبر الماضي، تشهد فرنسا احتجاجات متواصلة، أيام السبت من كل أسبوع، تنديدا بارتفاع تكاليف المعيشة وسياسات الرئيس إيمانويل ماكرون، رغم اتخاذ الأخير قرارات بينها التراجع عن زيادة الضرائب على الوقود ورفع الحد الأدنى للأجور.
وتمثل المطلب الرئيسي للحركة في البداية في إلغاء الزيادة في الضرائب على الوقود، إلا أن قائمة المطالب ازدادت مع اتساع رقعة الاحتجاجات، وباتت تضم 40 مطلبا.
المصدر: RT + وكالات