وأفادت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، بأن هذا القرار أصبح تنازلا لا سابق له من جانب موسكو، مضيفة أن القرار بهذا الشأن تم اتخاذه أثناء المباحثات الأخيرة في أنقرة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان. وأشارت إلى أن موعد التسليم الجديد لن يشكل مشكلة بالنسبة للشركة الروسية المصنعة لهذه الأنظمة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من دائرة التعاون العسكري التقني أن مسألة تسريع تنفيذ العقد حول توريد أنظمة "أس-400" كانت من أهم محاور المباحثات التي أجراها الرئيس بوتين في تركيا. فقد أكد بوتين في كلمته في المؤتمر الصحفي المشترك مع أردوغان بعد المباحثات، أن مواعيد توريد المنظومات إلى تركيا ستسرع "بطلب من شركائنا الأتراك"، دون ذكر المواعيد المحددة.
من جهته صرح مستشار الصناعات الدفاعية التركي إسماعيل دمير بأن توريد الدفعة الأولى من هذه الأنظمة إلى تركيا يجب أن يتم في يوليو عام 2019. أما الإدارة الفدرالية للتعاون العسكري التقني الروسي فامتنعت عن التعليق على هذه المعلومات، في حين أعلن رئيس شركة "روس أوبورون اكسبورت" ألكسندر ميخييف أن "موسكو ستعمل ما بوسعها لتنفيذ طلب الجانب التركي".
وعبر رئيس تحرير مجلة "Moscow Defense Brief" ميخائيل بارانوف عن اعتقاده أن "العقد حول توريد أنظمة "اس-400" تحول بالنسبة للرئيس أردوغان إلى نوع من المشروع الرمزي لتحدي الولايات المتحدة التي تعارض هذه الصفقة".
من جهته أشار رئيس تحرير مجلة "تصدير الأسلحة" أندريه فرولوف إلى أنه من المهم بالنسبة لتركيا الحصول على هذه الأنظمة لعرض "استقلالها في المجال الدفاعي".
في الوقت ذاته اعتقد مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات رسلان بوجوف أن موسكو لم تواجه أي صعوبات في "الإصغاء" لطلب أنقرة، إذ أنه سيساعد فيما بعد في تعزيز المواقع الروسية في سوق السلاح العالمية، إذ أن تركيا أصبحت رسميا أول دولة من حلف الناتو تشتري مثل هذه المنظومة الصاروخية الجدية.
أما مساعد الرئيس الروسي في مجال التعاون العسكري التقني فلاديمير كوجين فقال إن المصالح الجيوسياسية لروسيا في هذه الصفقة واضحة تماما، إذ أنها تهتم بوجود وضع سياسي مستقر يمكن التنبؤ به في هذه الدولة المجاورة.
وكان العقد حول توريد 4 كتائب من أنظمة "أس-400 تريومف" بمبلغ نحو 2.5 مليار دولار إلى تركيا قد تم توقيعه في يوليو عام 2017.
المصدر: كوميرسانت
أولغا رودكوفسكايا