وبالتزامن مع دول في الاتحاد الأوروبي، أعلنت عن خطوات مماثلة الولايات المتحدة وكندا وأوكرانيا وألبانيا، لكن "التعبير عن التضامن" مع بريطانيا لم يكن شاملا، حيث امتنعت بعض الدول عن اتخاذ إجراءات ضد روسيا.
ونفت وزارة الخارجية البلغارية صحة التقارير الإعلامية التي ذكرت بلغاريا من بين الدول التي قررت التحرك ضد روسيا. وأوضحت الخارجية أن "سلطات البلاد لم تتخذ مثل هذا القرار".
بدوره صرح رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف بأن بلاده لا يمكن أن تنضم إلى مثل هذه الإجراءات طالما لم تكن هناك أدلة على ضلوع روسيا في حادثة سكريبال.
وفي سياق متصل نفت السفارة الروسية في صوفيا صحة الأنباء حول استدعاء السفير الروسي لدى بلغاريا.
من جهة أخرى، أعلن رئيس وزراء سلوفينيا ميرو تسيرار في أعقاب القمة الأوروبية أن بلاده لن تطرد دبلوماسيين روس ولن تتخذ أي إجراءات أخرى، حسبما نقل عنه موقع "ديلو" الإعلامي المحلي.
ومن بين دول الاتحاد الأوروبي لم تعلن عن موقفها من القضية كل من بلجيكا والنمسا واليونان والبرتغال وقبرص ومالطا ولوكسمبورغ.
وكان المستشار النمساوي سيباستيان كورتز قد أعلن في أعقاب القمة الأوروبية يوم 23 مارس، أن بلاده لن تقوم بطرد دبلوماسيين روس من أجل الحفاظ على قنوات للحوار مع روسيا. ودعا الشركاء الأوروبيين إلى احترام قرار بلاده.
وأشارت صحيفة "تايمز" البريطانية إلى أن عددا من الدول خلال قمة الاتحاد الأوروبي دعت إلى صيغة أقل شدة تجاه روسيا في البيان الختامي للقمة. وذكرت من بينها إيطاليا وبلغاريا ولوكسمبورغ وقبرص والنمسا واليونان.
وحتى الآن كانت إيطاليا الدولة الوحيدة من الدول المذكورة التي قررت اتخاذ إجراءات ضد روسيا.
من جهة أخرى، أفادت صحيفة "لوسوار" البلجيكية بأن رئيس وزراء المملكة شارل ميشيل عرقل اتخاذ قرار طرد مجموعة من الدبلوماسيين من البعثة الروسية لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وهي الخطوة التي دعت إليها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.
وحسب الصحيفة، قال رئيس الوزراء إن بلاده "لا تستطيع أن تتحمل لوحدها عبء الرد الدبلوماسي الأوروبي".
بدروه، علق وزير الخارجية الصربي إيفيتسا داتشيتش على ما تشهده أوروبا من التوترات بين موسكو والغرب على خلفية قضية سكريبال. واعتبر أن ما يجري الآن يمكن وصفه "بالحرب الجليدية"، وليس الحرب الباردة.
وقال في تصريح تلفزيوني: "ما يجري في العالم الآن ليس حربا باردة، بل أصبحت جليدية. وقد أعلنوا مقاطعة كأس العالم لكرة القدم، ويطالبون صربيا بأن تعلق على مختلف القضايا، ابتداء من الحادثة في بريطانيا ووصولا إلى الحرب التجارية مع الصين".
وخلص إلى القول إنه "من الواضح أننا على أعتاب مزيد من تأزم العلاقات بين القوى العالمية وطرد دبلوماسيين".
ويأتي ذلك في أعقاب قمة الاتحاد الأوروبي، التي أصبحت قضية سيرغي سكريبال أحد المواضيع على طاولة النقاش فيها. وحثت بريطانيا، التي تتهم روسيا بتسميم سكريبال، الدول الأوروبية وحلفاءها وراء المحيط الأطلسي على اتخاذ إجراءات ضد روسيا، وذلك بعد أن طردت لندن 23 دبلوماسيا روسيا، وأعلنت تجميد الاتصالات الثنائية على المستوى الرفيع.
وجدير بالذكر، أن موسكو ترفض كل الاتهامات الموجهة إليها بشأن قضية سكريبال وتدعو بريطانيا للكشف عن المعلومات حول القضية وتقديم أدلة تثبت مزاعمها. وتضمن الرد الروسي على الإجراءات البريطانية واتهاماتها، طرد دبلوماسيين بريطانيين وإغلاق القنصلية البريطانية في سان بطرسبورغ، ووقف نشاط المجلس البريطاني الثقافي في روسيا.
المصدر: وكالات
أنطون زوييف