وأشار تقرير صدر اليوم الثلاثاء عن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في المنظمة العالمية، الأمير زيد بن رعد الحسين إلى أن المعلومات الموثقة تؤكد أن تدمير قرى للروهينغا وغيرها من المخالفات الخطيرة لحقوق الإنسان المرتكبة بعد هجمات 25 أغسطس/آب نفذت بالتخطيط المسبق وفي كثير من الأحوال بالتنسيق مع البوذيين المسلحين المحليين.
وذكر التقرير أن التدمير الممنهج لمنازل الروهينغا يستدعي شكوكا في ادعاءات سلطات ميانمار بأن ذلك مجرد أضرار ترافق حملة أمنية شنت ردا على هجمات مسلحي "جيش إنقاذ الروهينغا".
وشدد التقرير على أن هذه الحملة الممنهجة لم تقصد طرد الروهينغا من ميانمار فقط، بل ومنعهم من العودة إلى ديارهم.
وأشار التقرير إلى أن السلطات الميانمارية بدأت حتى قبل هجمات 25 أغسطس/آب بانتهاج الاستراتيجية التي تهدف إلى اعتقال وتوقيف مسلمي الروهينغا في سن ما بين 15 و40 عاما بشكل عشوائي، وكذلك اعتقال الشخصيات الدينية والثقافية للقومية ومنع الروهينغا من الحصول على الأغذية، وممارسة الإهانة والعنف بحقهم، إخافتهم عن طريق القتل والتعذيب والاغتصاب.
وأعرب التقرير عن مخاوف المفوض السامي لحقوق الإنسان من أن مسلمي الروهينغا، إذا عادوا من بنغلاديش إلى ميانمار، قد يتعرضون للسجن أو الاحتجاز الجبري في مخيمات.
وشدد التقرير الأممي على ضرورة أن تطبق سلطات ميانمار حزمة من الشروط بالنسبة للروهينغا الذين سوف يقررون العودة إلى البلاد بغض النظر عن الأضرار الهائلة، أي منح هؤلاء جنسية ميانمار، واحترام حقوقهم السياسية والمدنية والاقتصادية، وتعويضهم عن خسائرهم المادية، وإجبار المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان على تحمل المسؤولية، ونشر القوات الأممية في البلاد لضمان أمن الروهينغا.
وتوجه المفاوض السامي لحقوق الإنسان في التقرير برسالة إلى زعيمة ميانمار أون سان سو تشي، قائلا: "رسالتنا هي أنه ينبغي وقف ذلك بشكل عاجل".
تجدر الإشارة إلى أن جيش ميانمار أطلق حملة في ولاية راخين في أواخر أغسطس/ آب في أعقاب سلسلة هجمات نفذها على مواقعه مسلحو "جيش إنقاذ الروهينغا".
وأدت هذه الحملة إلى الفرار الجماعي لمسلمي الروهينغا إلى بنغلاديش، وأودت بأرواح 414 شخصا على الأقل، حسب آخر المعطيات.
وتعتبر سلطات ميانمار مسلمي الروهينغا مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش ولا تمنحهم الجنسية، بالرغم من أن هؤلاء يقيمون في البلاد على مدى عقود طويلة.
المصدر: وكالات
نادر عبد الرؤوف