ويرى هؤلاء المسؤولون في قرار ترامب زيارة وارسو غدا الأربعاء والخميس، قبيل التوجه إلى هامبورغ الألمانية للمشاركة في قمة الدول العشرين، ترحيبا من قبل سيد البيت الأبيض بموقف الحكومة البولندية في خلافاتها المتصاعدة مع بروكسل فيما يتعلق بسياسة الهجرة والقيم الأوروبية.
ونقلت صحيفة "غارديان" البريطانية عن جياني بيتيلا، زعيم الكتلة الاشتراكية داخل البرلمان الأوروبي، قوله: "في غضون أشهر معدودة منذ توليه الرئاسة، تمكن ترامب من نسف اتفاقية باريس للمناخ، وعرّض للخطر العلاقات بين الاتحاد الأوروبي من جانب والولايات المتحدة وحلف الناتو من جانب آخر، والآن يخاطر بتفجير الوضع الحساس أصلا في بولندا وشرق أوروبا على وجه العموم".
تجدر الإشارة إلى أن الخلافات بين وارسو وبروكسل شهدت في الأشهر الأخيرة تصعيدا ملحوظا في حدة التوتر، إذ شددت رئيسة الوزراء البولندية، بياتا شيدلو، في مايو/أيار المنصرم على أن "النخبة المجنونة" في الاتحاد الأوروبي تسعى إلى خلق "وهم الحدود المفتوحة"، وذلك في معرض تعليقها على الهجوم الإرهابي الدموي في مدينة مانشستر البريطانية.
واتهمت الحكومة البولندية قيادة الاتحاد الأوروبي بالخضوع للإملاء من برلين، بينما طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بروكسل في المقابل باتخاذ موقف شديد وحازم إزاء وارسو لهجومها على القيم الأوروبية المشتركة، على حد قول ميركل.
في غضون ذلك، لا تخفي السلطات البولندية حماستها إزاء زيارة ترامب المرتقبة، وذكر وزير داخلية البلاد، ماريوس بلاشاك، أن هذه الزيارة تظهر مدى تغيير مكان وارسو في الجيوسياسات العالمية.
من جانبه، أوضح بيوتر بوراس، رئيس مكتب المجلس الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية في وارسو، أن زيارة ترامب توفر للحكومة البولندية فرصة للإظهار أن الأحاديث الكثيرة عن عزل وارسو ليست إلا وهم، وذلك يجعل هذه الزيارة ناجحة حتى قبل بدايتها.
وتأكيدا لهذا الموقف، شدد رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب القانون والعدالة الحاكم في البلاد، ياروسلاف كاتشينسكي، في خطاب أمام مناصريه، على أن خصوم بولندا الأوروبيين "أكلوا الحصرم" وقال: "زيارة ترامب نجاحنا الجديد، وهم يحسدوننا، ولذلك يهاجمنا البريطانيون".
ونقلت "غارديان" عن دبلوماسي أوروبي لم يكشف عن اسمه تنبؤه بأن زيارة ترامب القادمة لبولندا ليس فقط لن تسهم في تطبيع الأوضاع في القارة العجوز، بل وإنها بالعكس ستسهم في تفاقمها.
المصدر: غارديان
نادر عبد الرؤوف