وقال لانكوف الأستاذ بجامعة كوكمين في سيئول، هذه ظاهرة استعراضية تحكي من خلالها بيونغ يانغ للأمريكيين "بغض النظر عمّا تقولونه وتتحدثون به، نحن نفعل ما نريد " وهذا لا ينطبق فقط على الأمريكيين، فلو ضغطت على بيونغ يانغ الصين أو روسيا، أو حتى بابوا - غينيا الجديدة ، لكان التصرف هكذا تماما بالضبط ، وهذا في رأيي، متعمد تماما كصفعة استفزازية بلا داع في مواجهة الإدارة الأمريكية " قال الخبير ردا على سؤال بالهاتف وجهته له وكالة نوفوستي الروسية.
وذكر الخبير، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد غرّد على حسابه في تويتر في يناير/ كانون الثاني الماضي، إن إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ بالستي عابر للقارات قادر على ضرب الولايات المتحدة، لن يحدث أبدا. " فمنذ البداية كان واضحا أن إطلاق صواريخ كهذه سيحدث قريبا، ويمكن للمرء فقط أن يتساءل لماذا غرّد ترامب بمثل هذا البيان؟. على أي حال ،إذا جاز التعبير، أعدّت التجربة (كهدية) في يوم الاستقلال، لإظهار أن كوريا الشمالية، أصبحت الآن من حيث المبدأ، قادرة على ضرب كل الأراضي القارية للولايات المتحدة ".
ووفقا لرأي الخبير لانكوف، يحق لنا أن ننتظر ماذا سيحدث في المستقبل، مشيرا إلى أن الأمريكيين قد يسارعون للرد على إطلاق كوريا الشمالية لهذا الصاروخ، باستخدام الوسائل العسكرية، لكنه احتمال ضعيف في الظروف الراهنة.
وتابع موضحا "لأن استخدام القوة، وشنّ هجمات ضد بعض الأهداف في كوريا الشمالية، من المرجح جدا أن يشعل حربا واسعة جدا في الشرق الأقصى، والحرب أمر لا يمكن توجيهه أو السيطرة عليه، حسبما يرغب الأمريكيون، بل لا أحد يرغب بخوض حرب حقيقية وجدّية وخطيرة".
وفي رأي الخبير، من المرجح أن تستجر التجربة الصاروخية بيانات تهديد " أخرى لا معنى لها" من قبل واشنطن، ومن ثم يهدأ الوضع رويدا رويدا.
سابقة غير سارة!
ومع ذلك، أكد هذا الخبير، أن كوريا الشمالية بتجربتها الصاروخية الأخيرة، خلقت "سابقة سيئة للغاية".
وأكد أنها اليوم تقوم (بإطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات) ، وغدا سوف تفعل دول أخرى الأمر ذاته ، والمارد لو خرج من القمقم، فمن الصعوبة بمكان إعادته إلى داخل القمقم" حسب قول لانكوف.
وخلص الخبير إلى القول، يمكن فهم تصرفات كوريا الشمالية، لأن لديها سببا جديا جدا للخوف من أي أعمال عدائية من قبل الولايات المتحدة وبلدان أخرى، لذلك "يظهرون لهم بطريقة معقولة استعدادهم لحماية أنفسهم" .
وردا على تجربة بيونغ يانغ التي أشرف عليها شخصيا اليوم الثلاثاء، زعيم البلاد كيم جونغ-أون، كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في رد فعل غاضب عبر تويتر، متسائلا "أطلقت كوريا الشمالية للتو صاروخًا جديدًا. أليس لدى هذا الرجل (الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون) ما يفعله في حياته؟".
إلا أن بكين ردّت على ذلك، بدعوة كل الأطراف إلى "ضبط النفس" بعد قيام بيونغ يانغ بالتجربة الصاروخية المفاجئة.
المصدر: نوفوستي+RT
سعيد طانيوس