وجاءت هذه الخطوة في أعقاب أسبوع واجه فيه البيت الأبيض حالة من الغضب والمطالب المتزايدة من جانب الديمقراطيين وبعض الجمهوريين بإجراء تحقيق مستقل في ما إذا كانت روسيا قد حاولت التأثير على انتخابات الرئاسة الأمريكية التي أجريت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وفاز فيها ترامب ضد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وبعد إعلان وزارة العدل، أمس الأربعاء، تعيين مولر مستشارا خاصا، قال ترامب، في بيان، إنه يتطلع بفارغ الصبر لحسم هذه المسألة سريعا. وقال: "كما ذكرت مرارا وتكرارا، سيؤكد التحقيق الشامل ما نعلمه بالفعل..لا تواطؤ بين حملتي وأي كيان أجنبي".
أما مولر فقال، في بيان نقلته سي بي إس نيوز، على تويتر: "أقبل هذه المسؤولية وسأنفذها بأقصى طاقتي".
ولطالما ثار غضب ترامب لتكرار مزاعم عن أن روسيا لعبت دورا في فوزه بسدّة البيت الأبيض. لكن هذه المسألة التي حاك الإعلام الأمريكي ما يشبه أساطير "ألف ليلة وليلة" نغّصت شهور الرئيس الأمريكي الأولى في الرئاسة. ونفت موسكو مرارا وتكرارا وبأوضح العبارات استنتاجات أجهزة المخابرات الأمريكية حول تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
لكن الضغوط زادت على البيت الأبيض، بعد أن أقال ترامب، الأسبوع الماضي، جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، الذي كان يقود تحقيقا اتحاديا في الأمر وبعد أن ترددت أقاويل عن أن ترامب طلب من كومي وقف تحقيق الإف بي آي.
وامتد الأثر إلى وول ستريت الأربعاء حيث سجل مؤشر ستاندرد اند بورز 500 وداو جونز أكبر خسارة في يوم واحد منذ سبتمبر/أيلول، مع تبدد آمال المستثمرين في حدوث تخفيضات ضريبية وانتهاج سياسيات تحفز القطاع الاقتصادي في ظل هذا الاضطراب السياسي.
وقال رود روزنستاين، نائب وزير العدل، في بيان، بخصوص تعيين المستشار الخاص "إن قراري (تعيين مستشار خاص) لم يأت نتيحة اكتشاف جرائم ارتكبت أو لضمان حدوث محاكمة. لم أخلص لشيء من هذا القبيل".
وأضاف "ارتأيت أن تعيين مستشار خاص ضروري حتى تكون لدى الشعب الأمريكي ثقة تامة في النتيجة".
ورحب أعضاء الكونغرس الأمريكي بقرار وزارة العدل، لكن زعيمي الجمهوريين في مجلس النواب والشيوخ قالا إنهما سيواصلان تحقيقاتهما بشأن التدخل الروسي المزعوم.
واعتبر تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، إن مولر هو الخيار الصحيح. وقال، في بيان: "تكليف مستشار خاص، أمر مطلوب بشدة في هذا الموقف ونائب وزير العدل روزنستاين فعل الصواب".
وأعلن بوب جودلات، رئيس لجنة القضاء بمجلس النواب، أنه واثق من أن مولر "سيجري تحقيقا شاملا ونزيها".
ومولر (72 عاما) حائز وسام كضابط في مشاة البحرية خلال حرب فيتنام. وهو مدع اتحادي سابق معروف بإدارته الصارمة وأسلوبه المباشر. وقد تولى منصب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي في عهد الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش قبل هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 بأسبوع واحد.
وفي 2011، طلب منه الرئيس الديمقراطي باراك أوباما العمل لعامين آخرين. وحل كومي محله سنة 2013.
المصدر: وكالات
سعيد طانيوس