مباشر

حصار دونباس.. المتشددون يملون إرادتهم على كييف

تابعوا RT على
انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء 15 مارس/آذار، قرار السلطات الأوكرانية بشأن إيقاف حركة التنقل مع الأراضي الخارجة عن سيطرة كييف في منطقة دونباس بجنوب شرق البلاد.

وفي تصريح صحفي أكد لافروف بأنه اطلع على هذا القرار الأوكراني من وسائل الإعلام، مضيفا "إذا كان ذلك صحيحا فهذا يناقض جميع التصريحات التي سمعناها من رئيس الوزراء الأوكراني وسائر أعضاء القيادة الأوكرانية".

وردا على سؤال عما إذا كانت هذه الخطوة تتنافى مع "اتفاقيات مينسك" الخاصة بتسوية النزاع المسلح في منطقة دونباس، قال الوزير الروسي إنها "تتنافى مع الضمير والمنطق".

وفي وقت سابق من الأربعاء، أصدر مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا قرارا بإيقاف حركة المواصلات "بشكل مؤقت" مع كافة المناطق الخارجة عن سيطرة كييف في دونباس، مبررا هذا الإجراء بفقدان السلطات الأوكرانية السيطرة على المنشآت الصناعية هناك.

موسكو تدعو كييف إلى تجنب وقوع كارثة إنسانية في دونباس

ولاحقا يوم الأربعاء، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلق موسكو من تداعيات قرار السلطات الأوكرانية وقف حركة المواصلات من وإلى منطقة دونباس (جنوب شرق أوكرانيا).

وذكرت الوزارة في بيان أن مجلس الدفاع والأمن القومي الأوكراني الذي اتخذ هذا القرار برره بـ"تصاعد الوضع الأمني" في المنطقة، التي أصبحت مسرحا للنزاع المسلح بعد أن شنت كييف حملة عسكرية ضد سكانها. كما أشار البيان إلى أن التفاقم الجديد في التوتر جاء نتيجة لسياسة السلطات الأوكرانية التي تمتنع عن تسوية الأزمة بطرق سلمية سياسية وتراهن على حل "مشكلة دونباس" بالقوة العسكرية، بدلا من تنفيذ بنود اتفاقات مينسك المتعلقة بوقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة من خط التماس بين طرفي النزاع.

كما انتقدت الخارجية الروسية محاولة كييف تبرير خطوتها بـ"الاستيلاء" على المصانع الأوكرانية في دونباس، مشيرة إلى أن كييف بتغاضيها عن قيام المتشددين بمحاصرة سكك الحديد المؤدية إلى المنطقة هي التي عرقلت عمل هذه المصانع، واضطرت سلطات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين (المعلنتين من جانب واحد) إلى أخذ المسؤولية عن هذه المصانع ومصير الناس العاملين فيها على عاتقها".

ودعت الوزارة القيادة الأوكرانية إلى منع حدوث كارثة إنسانية في منطقة دونباس والشروع أخيرا في تنفيذ التزاماتها ضمن الإجراءات الهادفة إلى تسوية النزاع، بما في ذلك المتعلقة بإعادة الاتصالات الاجتماعية والاقتصادية مع منطقة دونباس، حيث تقع دونيتسك ولوغانسك.

سلطة أكثر تشددا من المتشددين

من جانبه، اعتبر بوريس غريزلوف، مندوب روسيا لدى مجموعة الاتصالات المعني بتسوية الوضع في أوكرانيا، أن قرار كييف بإيقاف حركة المواصلات مع دونباس "يتناقض مع اتفاقات مينسك (بشأن أوكرانيا) بشكل سافر"، مذكرا بأن تنفيذ هذه الاتفاقات يقتضي الإعادة الكاملة للعلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين المناطق الأوكرانية الخاضعة لسلطات كييف والأراضي الخارجة عن سيطرتها في دونباس.

كما أشار غريزلوف إلى "الوقاحة الخاصة" للقرار الأوكراني الذي اتخذ في اليوم الذي عقدت فيه مجموعة الاتصالات حول أوكرانيا اجتماعا دوريا لها في العاصمة البيلاروسية مينسك.

ولفت المندوب الروسي إلى أن قرار كييف الرسمي جاء بعد أكثر من شهر من إعلان نشطاء متشددين أوكرانيين حصار "المناطق المحتلة" (أي غير الخاضعة لكييف) من دونباس. وقال غريزلوف بهذا الصدد إن "السلطات في كييف تتصرف بصورة أكثر تشددا من المتشددين أنفسهم، وما كان يبدو سابقا أنه ممارسات بعض النشطاء ، يتخذ الآن شكل القرارات الرسمية". وأضاف أن  خطوات كهذه تضعف الثقة بمقدرة سلطات كييف على تنفيذ اتفاقات مينسك بصورة جدية.

وفي أبريل/نيسان 2014، شنت السلطات الأوكرانية حملة عسكرية في دونباس بهدف استعادة أراضي "جمهوريتين شعبيتين" كانتا أعلنتا استقلالهما عن كييف من طرف واحد بعد الانقلاب الذي أطاح بحكم الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، في فبراير/شباط من العام نفسه.

وتتواصل المحاولات لتسوية النزاع المسلح في المنطقة في إطار اجتماعات "رباعية النورماندي" (روسيا، أوكرانيا، ألمانيا، فرنسا)، وكذلك عبر آلية "مجموعة الاتصالات" التي تجري اجتماعات دورية في مينسك.

وتتهم السلطات الأوكرانية روسيا بدعم "الانفصاليين" في دونباس، بما في ذلك عسكريا وهو ما تنفيه موسكو بل ويذهب بعض السياسيين في أوكرانيا إلى اتهام روسيا بـ"احتلال" جزء من دونباس.

ومنذ أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، قام نشطاء قوميون من مشاركين سابقين في "عملية مكافحة الإرهاب" (التسمية الرسمية للحملة العسكرية الأوكرانية في دونباس) وعدد من نواب البرلمان، بمحاصرة خطوط السكك الحديدية المؤدية إلى الأراضي "المنشقة" عن كييف. وواجهت أوكرانيا بذلك نقصا حادا في الفحم، ما دفع السلطات، في 15 فبراير/شباط، إلى فرض حالة الطوارئ على قطاع الطاقة لمدة شهر. في الوقت نفسه، ألمحت السلطات إلى النشطاء أنها لن تستخدم القوة ضدهم. وردا على "التواطؤ" العملي بين كييف والمتشددين، أعلنت سلطات دونيتسك ولوغانسك "الشعبيتين"، عن بسط سيطرتها على المصانع الأوكرانية العاملة على أراضيهما.

المصدر: وكالات

قدري يوسف

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا