ويشار إلى أن الصين الحديثة، تواجه تحديات ديموغرافية جدية بما في ذلك عدم التوازن بين الجنسين والشيخوخة بين السكان. وظهرت هذه المشاكل بسبب سياسة "عائلة واحدة، طفل واحد" التي تم تطبيقها في الصين في أواخر سبعينيات القرن العشرين، والتي بموجبها سمح للعائلات في المدن بإنجاب طفل واحد فقط، وفي القرى بطفلين، إذا كان الطفل الأول فتاة. ووفقا لتعداد السكان في الصين عام 2020، يفوق عدد الرجال عدد النساء بـ 34.9 مليون.
ولحل مشكلة الملايين من "الرجال الزائدين" في الصين، اقترح البروفيسور دينغ تشانغ فا، في مقالة نشرتها صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست، تشجيع زواج الرجال الصينيين من الأجنبيات. وقال: "اقترح أن يفكر الرجال في الصين في الزواج من نساء من دول مثل روسيا وكمبوديا وفيتنام وباكستان. يوجد في الريف الصيني، حوالي 34.9 مليون رجل فائض. وهم يصطدمون بضغط توفير السكن والسيارات ومهر العروس الذي يتراوح بشكل إجمالي بين 500 ألف إلى 600 ألف يوان (70 ألف إلى 84 ألف دولار) للزواج. هذه المشكلة يمكن حلها باستقطاب عدد كبير من الشابات المؤهلات من الخارج".
وأثار تصريح الخبير الصيني هذا، الجدل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الصينيين. وانتقد قسم كبير من النساء الاقتراح، وشددن على أن "استيراد" العرائس الأجنبيات يشبه "الاتجار بالبشر"، كما أعرب عدد من المستخدمين عن مخاوفهم بشأن حاجز اللغة المحتمل الذي قد يؤدي إلى خلافات في العائلة.
ويلفت النظر أن الفكرة لاقت الاستحسان بين الكثير من المستخدمين الذكور، الذين أشاروا إلى أن متطلبات العروس الأجنبية أقل وهي لن تطالب بالمنزل أو السيارة أو المهر العالي ، و"تعتبر مجتهدة وفاضلة".
ووفقا للصحيفة، ظهرت قبل فترة على شبكة التواصل الاجتماعي Douyin (النسخة الصينية من تطبيق TikTok)، عروض من مرتبي الخطبة والزواج المحترفين لتنظيم عمليات زواج بين مواطني الرجال من الصين والنساء من روسيا. ووفقا للمقالة، يوجد في روسيا فائض في النساء وفي الصين فائض في الرجال.
وفي عام 2013، خففت السلطات الصينية القيود المفروضة على عدد الأطفال المسموح بهم من أجل حل المشاكل المذكورة أعلاه. وبات يسمح عندما يكون أحد الزوجين هو الطفل الوحيد في أسرته، بإنجاب طفل ثان، وفي عام 2016 –سمح لجميع الأزواج بذلك. وفي صيف عام 2021، تم اعتماد تعديلات سمحت على المستوى التشريعي للأسر بإنجاب طفل ثالث وألغت جميع الغرامات والمدفوعات التي كانت مفروضة سابقا.
لكن كل هذه التدابير لم تسبب طفرة في معدل المواليد، بل على العكس من ذلك، كان عدد الأشخاص الذين يلدون من سنة إلى أخرى أقل فأقل.
المصدر: نوفوستي