وقالت الصحيفة إن "الحروب غالبا ما تنجم عن تضارب أساسي في المصالح الوطنية. وهذا جزء مما يثير هذه المواجهة بين إسرائيل وإيران. لكنها مدفوعة أيضا بعوامل غير ملموسة: رغبة إسرائيل في استعادة الردع وتصميم إيران على الحفاظ على كرامتها الوطنية".
ورأت أن "هذه المواجهة ربما بدأت بخطأ"، مبينة أن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن القادة الإسرائيليين لم يتوقعوا أن تنتقم إيران بشكل مباشر لاغتيال هنية خلال زيارته لطهران الشهر الماضي. لكن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، تعامل مع الهجوم على أحد الضيوف باعتباره إهانة إسرائيلية تتطلب الانتقام.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه لم تكن المرة الأولى هذا العام التي يبدو فيها أن إسرائيل أساءت الحكم على تصميم إيران على الانتقام من مظالمها. ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن إسرائيل لم تتوقع بالمثل انتقاما إيرانيا مباشرا عندما هاجمت عددا من كبار قادة الحرس الثوري الإسلامي الذين كانوا يزورون دمشق في أبريل. لكن إيران ردت في وقت لاحق من ذلك الشهر بوابل من أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار.
واعتبرت الصحيفة أن أفضل نتيجة لهذه الأزمة تتلخص في موافقة البلدين، بتشجيع من المجتمع الدولي، على وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، مبينة أن العائق الرئيسي هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواصل سعيه لتحقيق "النصر الكامل" في غزة، وهو ما يقول وزير الدفاع يوآف غالانت إنه غير واقعي.
وأفادت بأنه على الرغم من أن إسرائيل وإيران تبدوان غالبا في صراع وجودي، يعتقد مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن كلا البلدين يحاولان تجنب حرب شاملة منذ أن هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر.
وبدأ "حزب الله" في إطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل في اليوم التالي، ولكن نادرا ما كانت تستهدف أهدافا مدنية. وردت إسرائيل بقوة، فاستهدفت عمليات قتل للعديد من قادة "حزب الله"، ولكنها لم تشن هجوما واسع النطاق على معقله في الضواحي الجنوبية لبيروت.
المصدر: "واشنطن بوست"