وكتب العقيد المتقاعد والباحث في "معهد البلطيق للدفاع" أن "استراتيجية مينيماكس" Minimax strategy الروسية قائمة على الحد الأدنى من الالتزام مقابل تحقيق أكبر قدر من المكاسب.
وفي جوانب هذه الاستراتيجية أيضا، ذكرت الدراسة أنها تمثلت في افتتاح العديد من المراكز الثقافية الروسية في بلدان تلك المنطقة.
وأشار في دراسته التي نشرها معهد "المؤسسة المتوسطية للدراسات الاستراتيجية" FMES إلى أنه تم إطلاق قناة "روسيا اليوم"- RT العربية في عام 2007 وأنها تنشط إلى جانب "سبوتنيك عربي" بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.
محتوى RT يفوق محتوى مؤسسات إعلامية عريقة
ولفت إلى أن وسائل الإعلام هذه تنتج على سبيل المثال محتوى على منصة "إكس" يفوق حجم المحتوى الذي تنتجه هيئة BBC العربية، أو حتى شبكة "الجزيرة" القطرية.
وأكد الباحث أن هذه الاستراتيجية ناجحة جدا، مستندا في ذلك على الاستطلاع في أوساط الشباب العربي في عام 2022، والذي خلص إلى أن غالبية الشباب العرب (الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما) يلقون اللوم على الولايات المتحدة وحلف "الناتو" - وليس روسيا - في النزاع الأوكراني.
ضرورة تحرك باريس وواشنطن
كما تنصح الدراسة بأنه يتوجب على فرنسا والولايات المتحدة "إعادة الاستثمار في اللعبة الإقليمية الكبرى وإعداد الرد بشكل حاسم على التحدي الذي تشكله روسيا".
وذكرت الدراسة أن "النهج الروسي" في منطقة الشرق الأوسط يستند أيضا إلى روابط تاريخية طويلة الأمد مع بلدان تلك المنطقة.
وأضافت: "تنتهج روسيا (استراتيجية مينيماكس) ناجحة للغاية في الشرق الأوسط تركز على مصالحها الاقتصادية والثقافية والأمنية والجيوسياسية، والتي يجب أن تساهم جميعها في تحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل في استعادة مكانتها كقوة عظمى وتحدي بلدان الغرب".
دبلوماسيون أكفياء
وخلصت الدراسة أيضا إلى أن الاستراتيجية الناجحة هذه تقوم فيما تقوم عليه، على شبكات قديمة من الصداقات والمصالح المشتركة وأيضا على "أخطاء الغرب"، ويجري تنفيذ هذه الاستراتيجية من قبل جهات فعّالة وبطريقة مدروسة من قبل مهنيين أكفاء في الدبلوماسية الروسية وأجهزة المخابرات.
واختتمت: "هي استراتيجية مناسبة تماما لمنطقة تتقلب فيها التحالفات والولاءات".
المصدر: RT