جاء ذلك في حوار لأزاروف مع جريدة "أرغومنتي إي فاكتي"، حيث تابع أن أي مفاوضات سلام مع نظام كييف يجب أن يتم الاتفاق فيها مع الأمريكيين، وهم ليسوا في مزاج بعد يسمح لهم بمفاوضات سلام، وهو الأمر الذي أصبح واضحا تماما. من ناحية أخرى، فإن نظام كييف لا يحتاج هو الآخر لمفاوضات سلام، لأنه "تكيّف بشكل جيد مع وضعه العسكري، ولا حاجة لإجراء انتخابات، والإعانات الضخمة تأتي من الدول الغربية، ولا توجد مشكلات مثل حرية التعبير بالنسبة لهم".
وأضاف أزاروف أن نسبة المواطنين الأوكرانيين الذين يفضلون التسوية السلمية آخذ في الازدياد، حيث بلغ في الإحصائيات الأخيرة ما بين 30-40%، وأعرب عن اعتقاده بأن الرقم الحقيقي "أعلى من ذلك بكثير". إلا أنه استبعد الاعتماد على أي احتجاجات حاشدة في أوكرانيا، ذلك أنه تم القضاء على المعارضة الحقيقية في أوكرانيا، بعضهم قتلوا، وأصبحت البقية إما خلف قضبان السجن أو خارج البلاد. فلا توجد نقابات عمالية، وهناك اضطهاد شديد للكنيسة الروسية، وعادة ما يتم تقديم الصراع الراهن على أنه "مواجهة بين روسيا وأوكرانيا، والأمر ليس كذلك".
وإجابة على سؤال بشأن فقدان زيلينسكي للشرعية وما إذا كان ذلك يهدده بأي حال من الأحوال، قال أزاروف: "لا يوجد أي تهديد على الإطلاق إذا استمر في الحصول على الدعم من الأمريكيين، القوة التي تهيمن على العالم للأسف. يتم تخصيص أموال ضخمة لعام 2024. ويمكن أن يصل إجمالي موارد أوكرانيا بالفعل إلى 200 مليار دولار. وحتى لو ذهب ثلاثة أرباع هذا المبلغ إلى التسلح، فهذا مبلغ ضخم من المال، ما يجعل الحفاظ على مستوى معيشي معين للسكان أمرا ورادا، ولن يشعر السكان حتى بأضرار كبيرة، برغم أن الصناعة لا تعمل، وأن الاقتصاد قد انتهى عمليا. فالناس لا زالوا يتلقون معاشات تقاعدية، ويستمرون في تلقي الرواتب فقط بسبب تخصيص القروض والمنح والمساعدات المباشرة للبلاد، وتشارك النرويج واليابان ودول أخرى في هذه العملية. لقد عملت في الحكومة وبإمكاني تخيل كيف سيكون الأمر عندما تخصص النرويج 7 مليارات يورو، لهذا يشعر زيلينسكي أنه محميّ، ويتصرف على النحو الذي يتصرف به".
وحول منافسي زيلينسكي، قال أزاروف: "من الواضح أن هناك أشخاصا في أوكرانيا يريدون منافسته، على سبيل المثال فإن القائد العام زالوجني الذي تم تعيينه سفيرا في بريطانيا، يبدو أنه لا يرغب في الغادرة ويبقى في أوكرانيا، حتى أنه يحب المنشورات المعارضة إلى حد ما. وهو يتمتع بشعبية كبيرة، لكن هذا لا يعني أنه أفضل من زيلينسكي، لكنه نفس الدمية. المشكلة هنا هو عدم وجود قوة معارضة حقيقية لديها برنامج بديل. وبمجرد ظهور مثل هذا البرنامج في أوكرانيا، سيتم اتهامه على الفور بالخيانة والعمالة وسيواجه بالسجن والتنكيل. ويجب إنشاء هذه القوة المعارضة خارج أوكرانيا. تمثيل ليس فقط للسياسيين الموجودين في روسيا، ولكن أيضا الموجودين في أوروبا ويعملون بمفردهم. في الوقت نفسه، يجب أن تكون هذه القوة موضوعا للعلاقات الدولية. ويجب للدول الأخرى أن تعرف عن ذلك. الصين على سبيل المثال. لماذا تحتفظ الصين بنوع من العلاقة مع نظام كييف؟ لأنها لا ترى أي بدائل. ويتعين علينا أن نتذكر كيف كانت أوكرانيا عندما كانت تتبع نهج الصداقة والتعاون مع الدول المجاورة. واتبعت طريق توحيد الشعب وليس تأليب الأوكرانيين ضد الروس أو الأوكرانيين ضد الأوكرانيين. يجب أن تهدف السياسة إلى توحيد الشعب وليس إلى الكراهية والعداوة".
وبشأن النفوذ الأمريكي، قال أزاروف إن الأمريكيين يتمتعون بنفوذ يبلغ 100% على القيادة الحالية لأوكرانيا، ويكفي وقف إمداد التمويل والأسلحة وسيسقط النظام حرفيا، ولا يمكن للنظام أن يعيش بدون التمويل الخارجي، عندما لا يتم دفع أجور الجنود وأجهزة الأمن والمرتبات. وأكد أزاروف على أنه لم يعد لدى أوكرانيا أي احتياطيات على الإطلاق، وقد تم بالفعل استنفاد جميع الاحتياطيات الضخمة التي بقيت منذ زمن الاتحاد السوفيتي، ولم تعد أوكرانيا تمتلك مجمعا صناعيا أو عسكريا أو صناعة خاصة بها. وإذا ما توقفت الإمدادات، من الواضح تماما أن أوكرانيا ستستسلم.
المصدر: أرغومنتي إي فاكتي