وقال الباحث الإسرائيلي تال باري من معهد "ألما" للأبحاث فيما يتعلق بالتحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل في الشمال: "إن حزب الله يحاول تدمير الأصول الاستراتيجية لإسرائيل".
وأضاف أن الموقع العسكري بالقرب من تقاطع جولاني حساس بشكل خاص لما يتضمنه من أنظمة للكشف والإنذار المتقدمة وهو جزء من نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي ويساهم بصورة استخباراتية أساسية للدفاع عن المجال الجوي.
وأفاد بأنه وبالنسبة لحزب الله تعتبر هذه الإصابة كبيرة لأنها تسمح له بضرب الهيبة الاستخباراتية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن بالون التحذير الذي استهدفوه يتضمن كاميرا متصلة بأنظمة القيادة والسيطرة الأساسية والتي يقومون من خلالها بمعالجة ونقل البيانات حول ما يحدث في لبنان.
وأفاد بأنه من الرمزي جدا أن الموقع الذي أصيبت فيه "تل شميم" والذي يتمثل دوره في التحذير من هجمات الطائرات بدون طيار، قد تعرض هو نفسه للقصف بطائرة بدون طيار تابعة لحزب الله، مضيفا "إنهم يريدون تعطيل قدرتنا على تحديد الأجسام الطائرة المجهولة وتحييدها".
من جهته، صرح البروفيسور أميتسيا بارام الباحث في قسم تاريخ الشرق الأوسط في جامعة حيفا، بأن "حزب الله يكثف محاولاته لتعمية قوات الدفاع الإسرائيلية وإلحاق الضرر بمختلف وسائل المراقبة التابعة للجيش".
وذكر أن المنطاد الذي تم استهدافه يحمل العديد من كاميرات المراقبة المثبتة على عدة زوايا تمكن الجيش من مراقبة جنوب لبنان بأكمله.
وقال إن منطاد المراقبة يقع على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود وليس على خط المواجهة، مشيرا إلى أن له قيمة استخباراتية كبيرة للغاية فهو يوفر معلومات واسعة النطاق عن أنشطة حزب الله.
وأكد الباحث الإسرائيلي أن النهج الذي يتبعه حزب الله في ضرب نقاط المراقبة التابعة للجيش الإسرائيلي الهدف منها ضرب وحدة المراقبة الجوية من أجل إيذاء أعين القوات الجوية والجيش الإسرائيلي، مشددا على أن هذا أمر مهم للغاية بالنسبة لتل أبيب.
وأشارت صحيفة "معاريف" العبرية إلى أن الطائرة بدون طيار التي تم إطلاقها الليلة الماضية ليست سوى جزء من أسلوب عمل حزب الله خلال الأشهر الماضية، وقد شهدنا مؤخرا زيادة في استخدام حزب الله للطائرات بدون طيار وزيادة في فتكها.
وخلال شهر مارس 2024 وقعت 24 حادثة تسلل بطائرات بدون طيار وفي أبريل ارتفع العدد إلى 42 حادثة وفي شهر مايو تم تسجيل 19 حادثة حتى يوم 15.
وأكدت نقلا عن الباحث الإسرائيلي تال باري، أن قوة هجماتهم تدل على صعوبة التعامل مع هذا النوع من الأسلحة والصعوبات في القدرة على اكتشافه مبكرا، وصعوبة الكشف عن أساليب عمل حزب الله، وطريقة تحليق الطائرات بدون طيار.
وأوضحت المصادر ذاتها للصحيفة "أن سرعة الطيران التي تصل إلى 300 كم/ساعة وهي بالفعل سريعة بالنسبة لطائرة بدون طيار وبالتالي عملية الكشف عنها بواسطة الرادارات يعد أمرا صعبا".
ووفق الصحيفة فإن التضاريس الجبلية تجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لقدرات الكشف للرادارات العاملة في المنطقة.
كما وصف المحلل الأمني بصحيفة "هآرتس" العبرية يوسي ميلمان استهداف حزب الله لمنطاد مراقبة عسكري في عمق إسرائيل عبر طائرة مسيرة، بأنه "إنجاز استراتيجي".
وقال عبر منصة "إكس" الخميس: "أطلقت طائرة مسيّرة أمس الأربعاء إلى منطقة مفرق جولاني في عمق إسرائيل، وأصابت موقع بالون منطاد المراقبة الكبير تل شميم".
وتابع يوسي ميلمان: "هذا إنجاز استراتيجي لحزب الله الذي اخترقت مسيراته نظام الدفاع الجوي".
وتحت عنوان "حادثة صعبة وخطيرة" كتبت "معاريف": "اعترف الجيش الخميس بأن طائرة مسيرة لحزب الله أصابت داخل عمق إسرائيل موقع بالون التحذير "سكاي ديو" التابع للقوات الجوية وهذه ضربة لموقع استراتيجي".
وأفادت بأنه "تم تطوير نظام تل شميم من جانب شركة رافائيل وغيرها من شركات الصناعات الدفاعية الإسرائيلية لاستخدامه أداة لتحذير القوات الجوية".
وأوضحت الصحيفة أن "حزب الله أطلق طائرتين مسيرتين مفخختين فأسقطت أنظمة الدفاع الجوي إحداهما بينما لم ترصد الأخرى فتسللت لفترة طويلة في سماء الشمال وقطعت عشرات الكيلومترات".
وأردفت أنه "تم توجيه المسيرة باتجاه منطقة مفرق جولاني في الجليل الأسفل وانفجرت في موقع بالون المراقبة".
المصدر: "معاريف" + "هآرتس"