وكشفت هذه المواد أن البروفيسور غيرهارد بوتز، الذي تم تعيينه في مارس 1943، رئيسا للجنة التحقيق في مذبحة الجنود والضباط البولنديين في غابة كاتين، قام بتزوير نتائج الاختبارات التي أجريت في الموقع مرتين على الأقل.
ويأتي ذلك بعد شهادة مساعده في المختبر، العريف بالجيش الألماني لودفيغ شنايدر، والواردة في المواد الأرشيفية لجهاز الأمن الفيدرالي، وقد نقلت هذه الوثائق لمنطقة سمولينسك حيث يوجد "أرشيف الدولة للتاريخ المعاصر لمنطقة سمولينسك"، كجزء من مشروع "بلا قانون تقادم"، ويتضمن الأرشيف شهادات وبيانات استخباراتية ورسائل خاصة من استخبارات "سميرش" لمكافحة التجسس، يعود تاريخها إلى الفترة من 1944-1945.
وورد في شهادة شنايدر: "لقد زوّر بوتز نتائج الاختبار. <...> وأمرني بمساعدة المندوب الفرنسي، ولا أعرف اسمه الأخير. أعطاني هذا الأستاذ سكينا وجدت في القبر لتحليلها، وكلفني بمهمة تحديد نسبة أكسيد الحديد تحليلياً. وبعدما أجريت التحليل بعناية شديدة، وتأكدت من وجود 23.3% من أكسيد الحديد في العينة، أعددت التقرير وسلّمته إلى بوتز للمراجعة والتوقيع. إلا أنه لم يكن راضيا عن نتيجة التحليل، وصرخ في وجهي قائلا إننا عامل سيء. وبدلا من الرقم 23.3% كتب 68.2%، وأمرني بإعادة كتابة المحضر، وهو ما فعلته".
وتحتفل بولندا سنويا بيوم ذكرى ضحايا كاتين في 13 أبريل، حيث أعلنت وزارة الدعاية الألمانية بقيادة جوزيف غوبلز، في ذلك اليوم من عام 1943، أنه تم العثور على مقبرة جماعية لضباط بولنديين، يُزعم أن ضباط المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية للاتحاد السوفيتي NKVD أطلقوا النار عليهم. وبعد تحرير سمولينسك بواسطة الجيش الأحمر السوفيتي، تم إنشاء لجنة سوفيتية، خلصت، بعد إجراء التحقيقات إلى أن مقتل البولنديين كان على يد قوات الاحتلال الألمانية في خريف عام 1941.
وبحسب وجهة نظر عدد من المؤرخين الروس، فإن عمليات الإعدام في كاتين نفذها النازيون، حيث كانت "قضية كاتين" بمثابة استفزاز من قبل أجهزة مخابرات الرايخ الثالث التي أرادت شق صفوف التحالف المناهض لهتلر وتقديم "الفظائع التي ارتكبتها موسكو" كدعاية مضادة للجيش الأحمر.
المصدر: تاس