وقالت وزارة الخارجية يوم الأحد في منشور لها عبر منصة "إكس" إن المحادثات كانت صريحة وأنها على اتصال بالمجلس العسكري، ولم يتضح ما إذا كان لدى الولايات المتحدة أي طريقة متبقية للتفاوض بشأن صفقة للبقاء في الأراضي النيجرية.
وألغى المجلس العسكري الحاكم في النيجر يوم السبت اتفاق التعاون العسكري مع الولايات المتحدة، واعتبر وجود قوات أمريكية على أراضي النيجر غير شرعي ويتعارض مع مصالح النيجر.
ولم يتضح السبب وراء قرار المجلس العسكري تعليق العلاقات العسكرية، وقال المتحدث باسم المجلس العسكري، الكولونيل ميجور أمادو عبد الرحمن إن الطلعات الجوية الأمريكية فوق أراضي النيجر في الأسابيع الأخيرة كانت غير قانونية.
وفي الوقت نفسه، انتقدت إنسا جاربا سيدو، الناشطة المحلية التي تساعد حكام النيجر العسكريين في اتصالاتهم، الجهود الأمريكية لإجبار المجلس العسكري على الاختيار بين الشركاء الاستراتيجيين.
وأضافت سيدو في حديث لوكالة "أسوشيتد برس":"لا يمكن للقواعد الأمريكية والموظفين المدنيين البقاء على الأراضي النيجرية لفترة أطول".
وعقب رحلتها في ديسمبر، قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية، إنها أجرت ”مناقشات جيدة” مع قادة المجلس العسكري ودعتهم إلى تحديد جدول زمني للانتخابات مقابل استعادة العلاقات العسكرية والمساعدات، مضيفة أن واشنطن حذرت نيامي من إقامة علاقات أوثق مع روسيا.
وكانت مالي وبوركينا فاسو المجاورتان اللتان شهدتا انقلابين منذ عام 2020، لجأتا إلى موسكو للحصول على دعم أمني، وعلق كاميرون هدسون، الذي عمل في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووزارة الخارجية في أفريقيا، إن مثل هذه الخطوات تظهر تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة، وإن النيجر غاضبة من محاولة واشنطن الضغط على المجلس العسكري للابتعاد عن روسيا.
وأضاف هدسون: "هذا أمر مثير للسخرية لأن أحد شعارات إدارة بايدن هو أن الأفارقة أحرار في اختيار شركائهم”.
لقد تزامنت زيارة الوفد الأمريكي مع بداية شهر رمضان، ورفض زعيم المجلس العسكري في النيجر، الجنرال عبد الرحمن تشياني، مقابلتهم.
وقال الناطق باسم المجلس العسكري، في بيان بثه التلفزيون الرسمي، إن قادة المجلس العسكري التقوا بالوفد الأمريكي فقط من باب المجاملة ووصفوا لهجتهم- لهجة أعضاء الوفد- بالمتعالية.
وقالت أنيليز برنارد، المسؤولة السابقة بوزراة الخارجية الأمريكية والمتخصصة في الشؤون الأفريقية ومديرة مؤسسة "ستراتيجيك ستابيلايزيشن أدفيزرز": "إن الزيارة الأخيرة فشلت وإن الولايات المتحدة بحاجة لإلقاء نظرة نقدية على كيفية ممارستها للدبلوماسية ليس فقط في النيجر بل في المنطقة كلها"
وأضافت: "إن ما يحدث في النيجر والساحل لا يمكن النظر إليه بشكل مستمر في فراغ كما نفعل دائما، فتميل حكومة الولايات المتحدة للنظر للأمور من منظور محدد، لا يمكننا أن ننكر أن علاقاتنا المتدهورة في أجزاء أخرى من العالم: الخليج وإسرائيل وغيرها، كلها لها تأثير كبير على علاقاتنا الثنائية في غرب أفريقيا".
المصدر: أ ب