ووفقا لمذكرة صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أظهرت قياسات محيط أذرع آلاف الأطفال الصغار والرضع أن 9.6% منهم يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو ما يمثل ارتفاعا بنحو 12 مثلا عن مستويات ما قبل الحرب. وفي شمال غزة، بلغ المعدل 16.2% أو واحدا من كل ستة أطفال.
وتقلصت الإمدادات الغذائية التي تعتمد عليها غزة عن مستواها قبل الحرب، وأورد عمال الإغاثة تقارير عن علامات واضحة للمجاعة، خاصة في مناطق شمال ووسط القطاع التي تعد الأكثر تضررا.
وأفاد موظفون في مجال الإغاثة بصعوبة إيصال المساعدات الغذائية إلى المستشفيات، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي واجتياح الجيش أنحاء متفرقة في قطاع غزة.
وقالت مؤسسة "أكشن إيد" الخيرية إن "بعض الناس يلجأون إلى أكل العشب". وأضافت أن "الجميع في غزة يعانون الآن من الجوع ولا يحصل الناس إلا على لتر ونصف اللتر أو لترين من المياه غير الصالحة للشرب يوميا لتلبية جميع احتياجاتهم".
ونقلت منظمة الإغاثة الإسلامية عن أحد موظفيها في غزة قوله "أنا وأطفالي لم نأكل الفاكهة أو الخضار منذ أشهر، ويتعرض الناس للقتل عندما يحاولون لقاء شاحنات المساعدات القادمة من الأمم المتحدة".
وأضاف: "نحاول صنع الخبز من الذرة المجففة التي كنا نستخدمها سابقا كعلف للحيوانات، حيث أصبح من النادر العثور على دقيق، ونحن محظوظون نسبيا مقارنة بمعظم الناس، الذين ليس لديهم أي شيء على الإطلاق".
وقالت منظمة "بروجكت هوب" للإغاثة والتنمية غير الربحية إن "حوالي 15% من النساء الحوامل اللاتي قامت بتقييم حالتهن في عيادتها في دير البلح وسط القطاع الأسبوع الماضي يعانين من سوء التغذية".
كما أبلغت عن "زيادة في حالات فقر الدم أو نقص الحديد، الذي يمكن أن يزيد من حالات الولادة المبكرة ونزيف ما بعد الولادة".
وقال الدكتور سانتوش كومار، المدير الطبي للمنظمة، الذي عاد من غزة الأسبوع الماضي، إنه وفريقه قلصوا استهلاكهم إلى وجبة واحدة يوميا تضامنا مع المواطنين في قطاع غزة. موضحا أن "الناس يتضورون جوعا ولا يعاملون بكرامة.. كما قالوا لي إن الموتى سعداء الحظ" مقارنة بحال الأحياء.
ومع دخول الحرب على قطاع غزة يومها الـ126، شهدت رفح جنوب القطاع قصفا عنيفا، تزامن مع تحذيرات من كارثية عملية عسكرية إسرائيلية في هذه المنطقة التي نزح إليها أكثر من نصف سكان غزة.
المصدر: RT + وكالات