وقامت الصحيفة بتحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات الغارات الجوية وتقييمات الأمم المتحدة للأضرار، وأجرت مقابلات مع أكثر من 20 فردا من موظفي الإغاثة ومقدمي الرعاية الصحية وخبراء الذخائر والحروب الجوية، الذين اتفقوا على أن هذه الحرب هي الأكبر خلال القرن الجاري.
ووفقا للصحيفة "تظهر الأدلة أن إسرائيل نفذت حربها في غزة بوتيرة ومستوى عال من الدمار من المرجح أن يتجاوز جميع الصراعات الحديثة، حيث دمرت خلال مدة قياسية عددا هائلا من المباني السكنية في مدة قياسية لم تتجاوز الـ 3 أشهر".
وأشارت الصحيفة إلى أن الدمار الذي أصاب غزة خلال الأشهر الثلاث الماضية فاق بمراحل الدمار الذي أصاب حلب في الفترة الممتدة ما بين عامي 2013 و 2016، وكذلك الحملة التي قادتها الولايات المتحدة لهزيمة تنظيم "داعش" في الموصل بالعراق والرقة بسوريا عام 2017".
ووجدت الصحيفة أيضا أن الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية متكررة وواسعة النطاق بالقرب من المشافي التي من المفترض أنها محمية بموجب القوانين الدولية، وكشفت صور الأقمار الصناعية عشرات الحفر الواضحة بالقرب من 17 مشفى من أصل 28 شمال غزة، ولفتت الصحيفة إلى أن عددا من الصور يظهر أن 10 حفر تشير إلى استخدام قنابل تزن ألفي رطل.
ولتقييم حجم الدمار حول المستشفيات، قامت الصحيفة بتحليل بيانات مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية في مناطق تبعد مسافة 180 مترا حول المشافي، وهي المسافة التي يمكن أن تسبب فيها أصغر القنابل الشائعة والتي تزن 250 رطلا أضرارا كافية لجعل المبنى غير صالح للسكن، في حين يمكن أن تسبب القنابل الأكبر حجما والتي تزن ألفي رطل أضرارا جسيمة بهياكل المباني بشكل لا يمكن إصلاحه أو ترميمه.
وقامت الصحيفة بمراجعة ما يقرب من 100 صورة التقطتها الأقمار الصناعية في الفترة ما بين 8 أكتوبر وحتى الـ 10 من ديسمبر الجاري، ووجدت حوالي 30 حفرة واضحة على مسافة 180 مترا بالقرب من 17 مشفى من أصل 28 في شمال غزة.
وقد دخلت الحرب على قطاع غزة يومها الـ78 حيث تستمر القوات الإسرائيلية في قصف مدن ومحافظات شمال وجنوب القطاع، وسط اشتباكات عنيفة ومخاوف دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية.
المصدر: واشنطن بوست